الرئيس الغانم: العمل العربي المشترك «يظل هدفا وقضية مركزية»

نشر في 24-02-2016 | 15:35
آخر تحديث 24-02-2016 | 15:35
No Image Caption
شدد رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق علي الغانم اليوم الاربعاء على اهمية العمل العربي المشترك بصفته هدفا استراتيجيا وكيانا بنيويا شديد الاهمية.

جاء ذلك في كلمة للغانم بافتتاح (المؤتمر الاول لرؤساء البرلمانات العربية) الذي ينعقد برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تحت شعار (رؤية برلمانية لمواجهة التحديات التي تواجه الامة العربية).

واعرب الغانم عن «القناعة الراسخة» في ان العمل العربي المشترك «يظل هدفا وقضية مركزية» برغم تبدل الظروف والنكسات وحالات النكوص العربية وبرغم تبدل خارطة القوى العالمية وغياب الخطاب العربي الذي «احتضن هذا الحلم» وتبدله بالخطاب الانهزامي تحت شعارات الواقعية والعملية ومراجعة الذات وترتيب الاولويات.

وقال ان هناك العديد من الملفات التي «تهمنا كعرب وما املكه من وقت لهذه الكلمة لا يسعني للتعبير عن ما اريده» حول تلك الملفات.

واضاف «ان تحدثت عن آخر الشجون والهموم بشان فضيتنا المركزية وهي القضية الفلسطينية اكون قد اغفلت عن قضية اخرى تضرب بآثارها الكارثية صروحنا الا وهي الارهاب».

واضاف "وان تحدثت عن هاتين القضيتين فقط اكون قد اغفلت ايضا عن معاناة الشعوب في سوريا والعراق واليمن وليبيا».

واشار رئيس الاتحاد البرلماني العربي الى اشكالية لازمته طوال فترة رئاسته للاتحاد مضيفا «ولأني اريد ان اغتنم هذا المحفل الكريم في قول ما أعتقده جديرا ومهما بالانتباه فسأختار قضية العمل العربي المشترك وان كانت تبدو للبعض مستهلكة وعنوانا فضفاضا وملفا اكل عليه الدهر وشرب».

وقال «نعي تماما" ما حدث من تغير وتبدل في الشخصية العربية خلال ال60 عاما الماضية وماطرا من تشوه وتشظ على المستوى السيكولوجي والوجداني العربي.

واوضح انه «برغم كل ذلك وبرغم اننا نعيش اسوا ايامنا سياسيا واقتصاديا وثقافيا ووجدانيا الا ان تجربتي في رئاسة الاتحاد وفي مناسبات عدة اثبتت وبشكل راسخ كم ان قليلا من التنسيق والتعاون كانا كفيلين بتحقيق نجاحات صغيرة هنا وهناك».

وقال «كان لتنسيق عابر هنا وتضحية وايثار قليلين هناك وترفع وتسام خلال موقف وتنازل كريم خلال موقف اخر اثرا عظيما خاصة عندما اكون في مواجهة ممثلي التجمعات الجيوسياسية الاخرى في العالم».

واضاف «حدث ذلك عندما كنا نتفق على مرشح ما لدعمه في احدى المناصب القيادية في الاتحاد البرلماني الدولي وكذلك عندما نسقنا بيننا لتبني ملف او موضوع يطرح للنقاش امام اي محفل قاري او دولي».

وذكر ان ذلك ما حدث ايضا «عندما كنت اقوم بالاعتراض على جملة هنا وهناك في بيان او خطاب او ورقة عمل مستقويا بدعم اكثر من 20 بلدا عربيا».

وقال ان «ما نراه من الحد الادنى من التعاون وان كان لا يمثل طموح اي مواطن عربي امر يجب ان نتمسك به وننطلق منه لا ان ندخل في حالة من الياس والقنوط السياسي والامعان في جلد الذات».

واكد الغانم في كلمته ان هناك خيطا رفيعا بين فتح باب النقد الذاتي واجراء مراجعات مستمرة حول «وضعنا الراهن وبين دخولنا» في حالة جلد ذات مزمنة تكون بوابة للتقاعس بحجة الا فائدة من العمل العربي المشترك.

وشدد على ان كل بادرة تعاون وكل لفتة ايثار وكل تسام عن المصلحة الضيقة حتى في الامور التي قد تبدو غير مهمة هي لبنة مفيدة تترك اثرها الصغير «فينا».

وقال الغانم «انا لا ادعو الى خلق اجماع عربي مزيف ينتهي بخلاف ما نتفق عليه بل ادعو الى التمسك دائما بما هو مشترك ومحل توافق والانطلاق منه للبناء عليه».

وشدد على ان هذا «الحد الادنى من التنسيق ولا اقول التعاون هو بوابتنا لخلق موقف يحمل شيئا من التأثير تجاه قضايانا الكبرى».

واشار في هذا الصدد الى قضية فلسطين وقضايا التنازع العربي وقضايا الارهاب والتنمية والتعليم وقضايا الديمقراطية وحقوق الانسان والحكم الرشيد.

واعرب عن تمنياته في ان يسهم المؤتمر في فتح باب نقاش جدي وشفاف حول ابرز التحديات التي «تواجهنا كعرب» في عالم متغير ومتسارع ومتحول.

كما اعرب الغانم باسمه كرئيس للاتحاد البرلماني العربي وباسم كافة البرلمانات العربية عن عميق السرور لعودة ممثلي البرلمان المصري الى مواقعهم الطبيعية ومشاركتهم اخوانهم البرلمانيين العرب مسيرة العمل البرلماني المثمر والبناء في المحافل العربية والقارية والدولية كافة.

وقال ان هذه العودة بعد الغياب الطارئ «لهي دفعة جديدة وطاقة مطلوبة للعمل البرلماني العربي الذي لا يمكن تصور اكتماله ومصر غائبة».

back to top