السعودية: الأحساء تنجو من مجزرة «داعشية»

نشر في 30-01-2016 | 00:05
آخر تحديث 30-01-2016 | 00:05
• الأمير يندد باستهداف الأبرياء ويؤيد إجراءات المملكة

• الأمن يمنع انتحاريين من تفجير مسجد
في عملية إرهابية جديدة، حال التدخل السريع لقوات الأمن من تحولها إلى مجزرة، هاجم مسلحون بالقنابل والأسلحة حسينية في الأحساء - شرق السعودية، خلال صلاة الجمعة، في امتداد لسلسلة اعتداءات استهدفت منذ أواخر 2014 أماكن عبادة شرق السعودية، تبناها تنظيم «داعش» الإرهابي.

تمكنت قوات الأمن السعودية، أمس، من منع مجزرة في مدينة الأحساء - شرق المملكة، بتدخلها السريع، للحيلولة دون دخول انتحاريين مدججين بالأسلحة مسجداً شيعياً في حي محاسن خلال صلاة الجمعة، في عملية جديدة أسفرت عن مقتل 4 من المصلين وإصابة 18 آخرين بجروح.

وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، في بيان أولي أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إنه «تم بفضل الله الحيلولة دون تمكن شخصين انتحاريين من الدخول إلى مسجد الرضا بحي محاسن بمحافظة الأحساء، أثناء أداء المصلين صلاة الجمعة، حيث تمكن رجال الأمن من رصدهما أثناء توجههما إلى المسجد».

وأضاف: «عند مباشرة رجال الأمن في اعتراضهما، بادر أحدهم بتفجير نفسه بمدخل المسجد، فيما تم تبادل إطلاق النار مع الآخر وإصابته والقبض عليه، وضبط بحوزته حزام ناسف».

وأوضح المتحدث، في بيان ثان على تلفزيون «الإخبارية» الحكومي، «نتج عن التفجير الانتحاري استشهاد 4 وإصابة 18 من المصلين، ولا يزال الحادث محل المتابعة الأمنية، والله ولي التوفيق».

«أرامكو» النفطية

ووقع الهجوم في حي يقطنه عدد كبير من موظفي شركة أرامكو النفطية المملوكة للدولة. ونشر شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بدا فيه المسجد بعد الهجوم مع عدد من الأشخاص على أرض القاعة بلا حراك وسط شظايا الزجاج المتناثر.

كما ظهر في الشريط أحد الناجين يضمد جروح مصاب تلطخ ثوبه الأبيض بالدم. وقال الشاهد: «انتاب الناس غضب عارم، وأوقفوا احد المشتبه بهما، لكن الشرطة أطلقت النار، لمنعهم من اقتياده».

هجمات «داعشية»

ويأتي الهجوم في إطار سلسلة اعتداءات استهدفت منذ أواخر 2014 أماكن عبادة وضد قوات الشرطة والأمن، تبناها تنظيم «داعش» المتشدد، وكذلك وسط زيادة التوتر بين السعودية وإيران، بعد إعدام رجل الدين الشيعي المدان بالإرهاب نمر النمر في ديسمبر الماضي.

وتبنى التنظيم المتطرف اعتداءين خلال يومي جمعة متعاقبين في مايو 2015 على مسجدين للشيعة في شرق السعودية أسفرا عن مقتل 25 شخصاً.

وأوقفت السلطات السعودية العديد من المتطرفين في البلاد خلال الأشهر الأخيرة، وأعلنت في يوليو الماضي تفكيك شبكة مرتبطة بتنظيم «داعش» وتوقيف 431 مشتبهاً بهم غالبيتهم سعوديون.

إدانة كويتية

وعلى الفور، بعث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ببرقية إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أعرب فيها سموه عن استنكار الكويت وإدانتها الشديدة لحادث التفجير، مشيرا سموه إلى أن هذا العمل الارهابي الذي استهدف ارواح الابرياء الامنيين يتنافى مع مبادئ الدين الاسلامي الحنيف وكافة القيم الانسانية.

وأكد سموه وقوف الكويت وتعاطفها التام مع السعودية الشقيقة، وتأييدها لكل ما تتخذه من اجراءات للحفاظ على أمنها، مجددا سموه موقف الدولة الرافض للإرهاب بكافة اشكاله وصوره وتعاونه مع المجتمع الدولي للقضاء عليه، كما ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا هذا الحادث الارهابي الشنيع، سائلا المولى تعالى ان يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، وأن يمنَّ على المصابين بسرعة الشفاء والعافية، وأن يحفظ المملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق من كل سوء ومكروه.

وفيما بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك ببرقيتي تعزية مماثلتين، أعرب رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم عن إدانته الشديدة للتفجير «الإجرامي الجبان والخسيس الذي استهدف المصلين الآمنين»، معلناً تضامن الكويت الكامل مع السعودية قيادة وشعباً، ومجدداً دعوته إلى تعاون إقليمي ودولي مشترك يستهدف القضاء على ظاهرة الإرهاب وكل مظاهر التطرف والتعصب.

الأردن والبحرين

ودانت مملكة البحرين بشدة الاعتداء «الإرهابي». وإذ ثمنت وزارة الخارجية الجهود الكبيرة التي تبذلها السعودية، وحرصها الشديد على كل ما من شأنه تعزيز أمن واستقرار الدول العربية والإسلامية، أعربت عن ثقتها، بأن مثل هذه الأعمال الإرهابية لن تنجح في زعزعة السلم الأهلي أو أحداث فتنة أو خلاف بين ابناء الشعب السعودي الواحد، مؤكدة في الوقت نفسه موقفها الراسخ الداعم للسعودية، وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات لترسيخ الأمن وبسط الاستقرار في جميع أنحاء المملكة.

ودانت الحكومة الأردنية الهجوم «الإرهابي»، وقدمت التعازي والمواساة للحكومة السعودية وأسر الشهداء، وتمنت الشفاء العاجل للمصابين.

«العلماء» والأزهر

ودانت هيئة كبار العلماء في السعودية «الحادث المجرم»، مؤكدة أنه «يأتي ضمن سياق المحاولات الفاشلة لزعزعة استقرار الوطن وإثارة الفتنة».

واستنكر الأزهر الشريف تلك الهجمات «البغيضة»، التي تنتهك حرمات بيوت الله، سائلا الله تعالى أن يتغمد الضحايا برحمته، وأن يمنَّ على المصابين بالشفاء العاجل.

روحاني: إعادة العلاقة مع المملكة أولوية

اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين بلاده والسعودية من الأولويات، وقال إن على الرياض القيام بالخطوة الأولى لإعادة العلاقات بين البلدين.

وأضاف روحاني، في مقابلة تلفزيونية أوردتها وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أمس، أن «قيام السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، لم يتناسب مع الحوادث التي وقعت».

وتعليقاً على حادث السفارة السعودية في طهران، قال: «لقد أدنا الاعتداء وأوقفنا منفذيه، وهم في السجن» ووصف الشعب السعودي بأنه شعب «شقيق في الديانة».

وأشار روحاني، الذي عاد إلى طهران أمس، بعد جولة أوروبية زار خلالها إيطاليا وفرنسا وشهد توقيع العديد من الاتفاقيات، إلى العلاقات بين إيران والولايات المتحدة.  وتابع: «لا نريد التوتر مع الأميركيين «الطريق سيكون طويلاً... ولكن المشاكل لن تكون دائمة بين بلدينا».

back to top