تفرّد وتنويع
يشير حسن الرداد إلى أن ثمة معايير يعتمدها الفنان لخروج عمله في أفضل صورة ممكنة٬ تبداً من السيناريو والأداء التمثيلي والمستوى الإخراجي المتميز٬ وجميعها معايير تتطلب الصبر.يضيف أن الساحة الفنية تشهد في الفترة الأخيرة أعمالاً لا تتمتع بمستوى لائق، لكنه على يقين بأن الجمهور قادر على التمييز بين عمل فني بذل فيه مزيد من الجهد وعكف السيناريست على كتابة حبكة درامية متميزة٬ وبين آخر رائج وسهل وسطحي، مشيراً إلى ضرورة عدم الاستسلام للإحباط والتكرار، وأن أبناء الوسط الفني وحدهم يصنعون الفارق.
يتابع أن ثمة أنواعاً مختلفة من الأعمال الفنية، سواء دراما تلفزيونية أو سينمائية تتعدد مستوياتها من ناحية الجودة باختلاف المؤلف والمخرج٬ وبالتالي يرتبط الحفاظ على التميز بالدرجة الأولى بمدى حرص الفنان على اختيار سيناريو يدفعه خطوات إلى الأمام، مؤكداً أن رؤية المخرج تساعد في إنجاح العمل الفني.تغيير في الأداءترى راندا البحيري أن بناء شخصية فنية متميزة أحد أصعب الأمور، لا سيما أنه يأتي بعد مرحلة نضج الفنان التي يمكن خلالها أن يتخبط بين الأدوار ويكون من الصعب حفر ملامح شخصيته. تضيف أن الفنان الذي تخطفه أجواء العمل ولا ينتبه إلى ضرورة تقديم ما هو جديد ومختلف٬سيدخل سريعاً دوامة النسيان الفني ويصبح مجرد مشارك في الساحة وليس فناناً متميزاً، مؤكدة حرصها على تقديم الجديد والمختلف وعدم حصر نفسها في أدوار معينة. وتلفت إلى أن الاختلاف يجب أن يتضمن تغييراً في الأداء بحيث يهرب الممثل من فخ النمطية المتكرر. بدوره يبحث أحمد صفوت عن السيناريو المميز بالدرجة الأولى٬ ويوضح ألا نجاح من دون تعب وبحث وشقاء٬ وبالتالي رفع مستوى الفنان تمثيلياً وظهوره بما يليق وعبر أدوار مختلفة ومتميزة٬ كلها منظومة تحكمها ضرورة التعامل الجاد والتمسك بالجيد وعدم الاستسهال٬ مؤكداً أن مراعاة هذه المعايير تنعكس على المستويات كافة.يضيف أن الإصرار على الموقف وتقديم أعمال فنية ذات مستوى متميز٬ يتيحان للفنان البقاء والاستمرار٬ لافتاً إلى أنه رغم تكدس الأعمال الفنية في موسم واحد٬ فإن ذلك سيكون أفضل من تقديم أعمال سهلة، على حد وصفه٬ مؤكداً أنه على يقين بوجود مبدعين في مصر يرتقون بالمستوى الفني ليس في بلادهم فحسب، بل في الدول العربية٬ وكل ما يحتاجون إليه هو البحث عنهم وتشجيعهم لطرد من لا يملكون موهبة من الساحة.تحدٍّ وتراكم خبرات تعتبر لقاء الخميسي أن التميز والتفرد والحفاظ على مستوى ثابت من الإبداع٬ كلها عناصر تزداد مع خبرة الفنان وكثرة الأعمال التي يشارك فيها، مشيرة إلى أن ثمة فنانين يعملون منذ سنوات٬ لكنهم يكررون أنفسهم في الأدوار ذاتها٬ وبالتالي لا يمكن اعتبار أن خبرتهم ساهمت في تميزهم، عازية السبب إلى كونهم لم يهتموا بتطوير موهبتهم٬ ولافتة إلى أن معيار التنويع في الأدوار هو الأنسب ويمكن على أساسه تقييم الخبرة والتميز.بدورها توضح سوسن بدر أن لكل فنان طموحات في تقديم ما يميزه عن غيره وهو حق مشروع وواجب على كل فنان٬ ويزداد مع سنوات الخبرة في المجال الفني٬ مشيرة إلى أن الحلم الأكبر للممثل الشاب في بداية رحلته الفنية هو معرفة الناس له وحفظ اسمه٬ أي {مرحلة الانتشار}، فيصبح له اسم بين الجمهور، ومع مرور الأيام تتغير تطلعاته وطموحاته ويبدأ، في مرحلة لاحقة، في التركيز على أدوار البطولة٬ أو أن تعرض عليه أدوار تكون ذات طابع أكثر نجومية ومحورية في العمل الفني٬ وهي خطوة مختلفة عن تلك الأدوار التي كان يؤديها في مرحلة الانتشار.تضيف أن سنوات الخبرة للممثل تكسبه الطموح أو تفرضه عليه٬ فيتغير نمط تفكيره مع تقدمه في السن أو اكتسابه سنوات خبرة٬ ويبدأ البحث عن أدوار أكثر تعقيداً وتركيباً٬ فيتحدى نفسه وما اكتسب من مهارات.