سلام: متمسكون بالإجماع العربي مهما يكن
قال لدول الخليج: لا تتأخروا بترحيل لبناني إذا أتى منه ضرر
وسط الإجراءات الخليجية الأخيرة، التي اتخذتها دول الخليج العربي بحق "حزب الله" وبعد إعلان البحرين، أمس الأول، بدء ترحيل عدد من اللبنانيين المقيمين لديها، أطل رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام محاولاً "استيعاب" هذا "الاستحاق الخارجي"، الذي ترك أثره وارتداداته على اللبنانيين المقيمين في الدول الخليجية.ورأى سلام، خلال دردشة صحافية أمس، أن "باله مع اللبنانيين في الخليج، الذين كانت مساهمتهم بكل النهضة في تلك الدول جيدة وبناءة"، لافتاً إلى أن "النظرة إلى اللبناني كانت على أساس أنه متفوق وذكي ومنفتح بطبيعته".
وأمل "استمرار العلاقة مع الاخوان العرب"، لافتاً إلى أنه "علينا بذل جهد مميز لمحاولة تطوير وتغيير الصورة التي تكونت عن لبنان واللبنانيين".وأضاف: "من غير المعقول أن تكون العلاقات التاريخية والوثيقة مع دول الخليج تتعرض إلى اهتزازات".وقال: "في ظل الأوضاع في المنطقة، لبنان مستقر أمنياً لغاية اليوم لكن سياسياً هو غير مستقر، فهو في أزمة سياسية مستفحلة نتيجة الفراغ الرئاسي".وتابع: "السلطة التشريعية غائبة، والحكومة تجتمع في الشكل وليس في المضمون، بالتالي السلطة التنفيذية تمارس بالتعثر"، مضيفاً: "من هنا وفي ظل كل ذلك كيف يواجه لبنان مزيداً من التحديات الخارجية؟". وقال: "واجبنا أن نتوجه إلى اخواننا في دول الخليج، ونقول لهم: نعم حصلت أخطاء في ظل الصراع الإقليمي الحاصل، نعم حصل تقصير في مكان ما، لكن الجميع يعرف أن اللبناني لا يمكن أن ينسى أفضال دول الخليج على لبنان".وأضاف: "بكل صراحة وشفافية، وبكل وضوح، الجميع يعلم أن عام 1989 كان لبنان متجهاً نحو الانهيار، ولمّه اتفاق الطائف، واخواننا السعوديون، وعام 2008 كان لبنان أيضاً ذاهباً نحو الانهيار، ومن لمه هم اخواننا العرب"، لافتاً إلى أن لبنان "يحفظ الفضل ولا ينكر الجميل".وتابع: "تعاضدنا وتكاملنا مع اخواننا في الخليج سيستمر، صحيح هناك أخطاء في لحظة ما أنتج غضباً من تلك الدول، وأنا تفهمت ذلك، وبالتالي طلبت من كل اللبنانيين أن يستعملوا الكلمة الطيبة مع الخليجيين"، لافتاً إلى "أننا لا نملك سبباً لنستهدفهم".وقال: "كنا واضحين، وقلنا للخليج لا تتأخروا بترحيل لبناني إذا أتى منه ضرر وأذى لبلدكم"، مؤكداً أن "أي لبناني يصدر منه أذى وضرر لن نغطيه".وأضاف: "استقرار الدول الخليجية عنصر أساسي في ظل هذا الانهيار الكبير الذي تشهده المنطقة، ووجود اللبنانيين الذي يدرون مالاً وفيراً على لبنان أمر نحن بحاجة إليه".وتابع: "نحت متمسكون بالإجماع العربي، ونحن معه، لو كان بوجه كائن من يكون".وعن زيارته دول الخليج، قال سلام، إنه استقبل سفراء دول الخليج وتداول معهم في الأوضاع، وأبلغهم رغبته بزيارة دولهم "لكن حتى الآن لم يتم تحديد موعد"، مضيفاً: "نريد الذهاب لشرح وتوضيح موقفنا خصوصاً فيما يتعلق بتمسكنا بخيار الدولة في لبنان، وليس الخيارات الأخرى".