العقل... والحكمة

نشر في 19-01-2016
آخر تحديث 19-01-2016 | 00:00
 يوسف عبدالله العنيزي هناك حقيقة واضحة لا بد من التركيز عليها، فليس هناك شك فيما تتميز به القيادة العليا في المملكة العربية السعودية من عقلانية وحكمة دبلوماسية عالية، فلن تندفع وراء تيارات وجهات تسعى إلى ركوب موجة الخلاف بينها وبين جمهورية إيران الإسلامية، ولن تنجرف وراء من يدفع لإدخال المنطقة في أتون إجراءات عسكرية غير محسوبة العواقب، إننا على ثقة بأن القيادة السعودية تسعى جاهدة بحكمة وعقلانية إلى أن يعمّ الأمن والأمان في المنطقة؛ مما يؤدي بالضرورة إلى نمو ورخاء شعوبها، فيكفي ما شهدناه من حروب ومغامرات عسكرية لم تؤدّ إلى تراجع التنمية فقط بل أدت إلى التدمير وسقوط الضحايا.

كم هو مؤلم ما نراه من كم هائل من المقالات والتحليلات التي تسكب الزيت على النار، بدل أن تسعى إلى التهدئة والعمل على إطفاء نار الفتنة التي لا تبقي ولا تذر، اتقوا الله في أمتكم ولا تكونوا معاول للهدم، ليس هناك شك في وقوف دول الخليج والدول العربية والإسلامية، بل الكثير من دول العالم لمساندة المملكة العربية السعودية في تصديها لعمليات الاقتحام لسفارتها وقنصليتها في إيران، والتي لا تقرها الأعراف والمواثيق الدولية.

ولا نشك أيضا أن القيادة العليا في إيران تدرك أن الأوضاع في المنطقة لا تحتمل المغامرات غير المحسوبة، ألا تكفي حرب ثماني سنوات؟ ألا تكفي معاداة العالم وتعريض إيران لعقوبات دولية أدت إلى تراجع التنمية والرخاء لشعب هذا البلد العريق في حضارته، والآن السعي الحثيث لخلق التصادم والعداء مع دول الجوار، وبشكل خاص مع المملكة العربية السعودية قلب الإسلام وأرض الحرمين الشريفين؟ ألم يحن الوقت للاهتمام بالأوضاع الداخلية والعمل الجاد لرفع مستوى معيشة الشعب الإيراني التي كادت تصل إلى القاع في بلد يعتبر من بلاد العالم الثرية؟

 نتمنى أن يعي الجميع أن التاريخ لن يرحم من يدفع المنطقة وشعوبها إلى أتون مغامرات عسكرية ستؤدي بالضرورة إلى التدمير الشامل، فالمنطقة لا تحتمل ساعة حرب في ظل هذا الكم الهائل من الأسلحة المعروفة وغير المعروفة، وحقول بترول وغاز ومراكز طاقة ومفاعلات نووية، ألم يحن الوقت لمد يد التعاون بين كل دول المنطقة لمواجهة هجمة عالمية اقتصادية أدت، وما زالت، إلى السقوط الحر لأسعار النفط، وبالتالي لانكماش ميزانياتها، حتى بدأنا نخشى إقامة "مزادات عالمية" للاستثمارات الخارجية لدول المنطقة وبيعها بسعر بخس؟

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

أحداث مشابهة:

أثارت أحداث اقتحام السفارة والقنصلية السعودية في إيران ذكرى احتلال النظام العراقي السابق لدولة الكويت الغالية، كنت أتولى وقتها رئاسة البعثة الدبلوماسية في الجزائر، إذ قامت بعض المجاميع من جنسيات عربية مختلفة باقتحام مقر السفارة وتدمير بعض محتوياتها، وبناء عليه قامت السلطات الجزائرية المختصة بتوفير حراسة أمنية حول مجمع السفارة.

وفي عام 2003 وعند قيام القوات الأميركية بتحرير العراق من النظام الدكتاتوري، قامت مظاهرات حاشدة في مدينة صنعاء وكانت لا تبعد كثيراً عن مقر سكني، وكان هناك تخوف من اقتحام السفارة وسكن رئيس البعثة، فقامت السلطات اليمنية بتوفير حماية عسكرية على مقر السكن وإغلاق الشارع الذي يقع فيه مقر البعثة.

back to top