استهل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، جولة شرق أوسطية من لبنان، حيث تعهد بتقديم مساعدة عسكرية للجيش اللبناني ومساعدة إنسانية للاجئين، متمنيا أن تساهم زيارته في إنهاء شغور منصب الرئاسة، حيث فشلت القوى السياسية منذ ما يقرب العامين في عقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس جديد.

Ad

وجاءت زيارة هولاند في وقت باتت مؤسسات الدولة، تعيش حالة من الانهيار بسبب التعطيل المستمر، وبسبب "تمرد" القوى السياسية على الدستور، ولجوئها الى مخالفة القانون كعرف وكممارسة مقبولة. وقد منحت هذه الزيارة، دفعة معنوية لهذه المؤسسات، ومنحت اللبنانيين شعورا بأن فرنسا التي كان

ولايزال جزء كبير منهم يطلق عليها اسم "الأم الحنون" جاءت لتنقذ الأوضاع وتضغط على حلفائها التاريخيين من مسيحيين وغيرهم من طوائف لاستنهاض الأوضاع والعبور الى حياة سياسية أكثر استقرارا وانتاجية.         

وفي مؤتمر صحافي مع رئيس الحكومة تمام سلام، قال هولاند: "إننا حريصون على أمن لبنان، فسلام الشرق الأوسط هو سلام فرنسا والعالم، ونحن سوف نعمل على تقديم مساعدات فورية لتعزيز قدرات لبنان الأمنية والعسكرية لمواجهة أي تهديد في الأيام المقبلة".

وأشار الى أن "وزير دفاعنا جون إيف لودريان سيحدد مع نظيره اللبناني سمير مقبل القيمة المالية التي من الممكن أن توضع لمساعدة اللبنانيين"، مشيرا الى أن "المساعدة الفرنسية للاجئين في لبنان ستصل إلى 50 مليون يورو هذه السنة و100 مليون يورو في السنوات الثلاث المقبلة".

وأكد الرئيس الفرنسي أنه "حريص كما كان الرؤساء الفرنسيون السابقون على سلامة ووحدة وسيادة لبنان، واليوم من مسؤولية فرنسا تجاه لبنان تجنيد قوى المجتمع الدولي للمساعدة في أزمة اللاجئين ولبنان بحاجة إلى تعزيز وضعه، ولديه كل ما يحتاج إليه من أجل التنمية، ونحن سنقوم بهذه المهمة وفي 27 مايو وزير خارجيتنا سيجمع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان".

وعن الرئاسة، قال: "زيارتي اليوم لأتمنى انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن، لاسيما أن رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان استقبلني في زيارتي الأولى، وآمل أن تسرع زيارتي في انتخاب رئيس، لكن الجواب عندكم، ونحن نثق بالبرلمان اللبناني في انتخاب رئيس، وهذه مصلحة لبنان والمنطقة والمجتمع الدولي".

وأشاد هولاند بسلام وبالعلاقات الفرنسية ـ اللبنانية "بحكم علاقات التاريخ وهذا القرب الجغرافي، وأيضا بحكم العلاقات التي نسجت جيلا بعد جيل بين الفرنسيين واللبنانيين، ثم هناك بعد ذلك الثقافة واللغة".

من ناحيته، قال سلام: "كنا نتمنى أن نتشرف باستقبال الرئيس الفرنسي بمعية رئيس الجمهورية اللبنانية، لكن مع الأسف، فإن هذا المنصب شاغر منذ قرابة عامين بسبب إخفاق نواب الأمة كما تعرفون في انتخاب رئيس، وهذه المشكلة كانت في صلب محادثاتنا مع هولاند الذي أكد حرص فرنسا على وحدة لبنان وسيادته واستقلاله، وعلى انتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه، الأمر الذي يقتضي في المقام الأول انتخاب رئيس للجمهورية، وقد تمنينا على هولاند أن تستأنف فرنسا، بما تملكه من وزن وصداقات مع جميع الفرقاء، الجهود التي سبق أن بدأتها من أجل الدفع في انجاز الاستحقاق الرئاسي في أقرب الآجال".

وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قال في مؤتمر صحافي بعد لقائه هولاند: "إننا كنا نتمنى أن يكون هناك استقبال في القصر الجمهوري عندما يكون هناك رئيس للجمهورية، من أجل استقبال رجل كبير من فرنسا جاء لكي يتفقدنا". وأشار الى أن "المحادثات تناولت مواضيع عديدة منها الهبة للجيش اللبناني واللاجئين ومحاولة الحل السياسي والحدود البحرية، والاعتداءات الإسرائيلية، إضافة إلى مواضيع المنطقة من سورية الى العراق إلى ليبيا واليمن وما يتعرضون له من مشكلات وحروب وفتن وإرهاب".

في سياق آخر، أعلن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تبني ترشيح المهندس جمال عيتاني لانتخابات المجلس البلدي لمدينة بيروت المقررة في الثامن من مايو المقبل، وذلك خلال ترؤسه اجتماعا موسعا ظهر اليوم في بيت الوسط.

وفي هذا الإطار أشار عيتاني بعد اللقاء الى أن "الاتصالات لاتزال جارية مع كل القوى والأفرقاء لتشكيل لائحة المرشحين للمجلس البلدي".

في غضون ذلك، أعلن المسؤول في هيئة قضاء المتن في "التيار الوطني الحر" وسام شهوان، أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، وبعد اجتماع عقد في الرابية، ضم عددا من المؤيدين للائحة تحالف "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" والعائلات المنافسة للائحة رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة ومرشحين على لائحة الأخير وهم من حاملي البطاقات، أن "التيار الوطني الحر" يؤيد رسميا لائحة تحالف التيار والقوات والعائلات المنافسة للائحة كحالة".

رئيس لبناني... للبرازيل

يستعد السياسي البرازيلي، ميشال تامر، اللبناني الأصل والجنسية، لرئاسة البرازيل، في حال نجح النواب البرازيليون في إقصاء الرئيسة ديلما روسيف، التي يشغل تامر منصب نائب لها.

وتشكل قصة تامر أملا لملايين اللاجئين الذين يكافحون اليوم للوصول الى غد أفضل، كما تشكل دليلا على أن الأرقام ليست كل شيء.  فتامر سيصبح رئيسا لبلاد يبلغ عدد سكانها 206 ملايين، أي 40 مرة أكثر من سكان لبنان البالغين 5 ملايين، ومساحتها الأكبر من 8 ملايين و515 ألف كيلومتر مربع، تزيد بأكثر من 814 مرة عن مساحة لبنان، البالغة 10 آلاف و452 كيلومتراً مربعاً.

ويعيش في دول أميركا الجنوبية أكثر من 6 ملايين مغترب ومتحدر من لبنان، ومنهم من حاول في الماضي الوصول إلى المنصب نفسه هناك، وأشهرهم باولو سليم معلوف، المتحدر من مدينة زحلة.