بينما تتصالح إيران مع الغرب وتحتفل برفع العقوبات عنها، يخطف عناصر عراقيون يرجح أنهم موالون لطهران، المستثمرين الأتراك والصيادين القطريين ثم العناصر الأميركان الذين لم تتوافر حولهم معلومات وافية حتى نهار أمس، في قلب بغداد، مهددين بتخريب علاقات العراق بكل المجتمع الدولي.
وفي هذه اللحظات يصرخ رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري مطالبا بتسوية لمحافظة ديالى وهي مسقط رأسه، حيث تقوم الميليشيات بعمليات انتقام من السنة بعد تعرض الشيعة لهجمات انتحارية مؤلمة، دانها المرجع الديني الأعلى علي السيستاني بوضوح، في حين فشل رئيس الوزراء حيدر العبادي في فعل شيء يذكر مكتفياً بمناشدة جيشه إلقاء القبض على المجرمين من كل الطوائف، والجيش يقف متفرجاً هناك، وينتظر نصراً يكتمل في الرمادي بمساعدة أميركا، لكي يرمم صورته الهشة في زمن ازدهار الميليشيات.وأغرب ما في هذه اللحظة أن معظم سكان المحافظات السنية بعد أن رأوا خطورة الميليشيات الموالية لإيران، باتوا يؤيدون الجيش حتى لو كان قادته شيعة، لأنهم أكثر انضباطاً وقرباً من تيار الاعتدال الشيعي.أما في البصرة ذات الغالبية الشيعية والمطلة على الخليج والمركز الأساسي لصناعة النفط في العراق، فإن الموقف يتغير، فبعد أن كانت المحافظة بأسرها مؤيدة للجيش وعملياته في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، شهدت الأيام الماضية موجة من إطلاق الشتائم والاتهامات ضد كل قوة مؤيدة للدولة، بل دعوة لقتل الجنود والسماح للميليشيات بتولي الأمن، وهي دعوات لا تمثل كل البصريين، إلا أن أصحابها ذوي نفوذ مسلح يخشاه الجميع هناك ومدعومون أساساً من إيران.وذهب العبادي لزيارة البصرة الأسبوع الماضي مصطحباً قوة مدرعة، إثر مطالبات اجتماعية وسياسية، ومخاوف عمالقة البترول الأجانب الذين تؤرقهم أصوات المدفعية المتوسطة المدى المستخدمة في حروب القبائل قرب حقول النفط! إلا أن ممثلين للميليشيات الموالية لإيران وهم ينتمون إلى القبائل الشديدة البأس شمالي المحافظة قرب ملتقى نهري دجلة والفرات المعروف بالقرنة، نظموا مؤتمرا صحافياً وأطلقوا تهديدات للجيش والحكومة، بعد أن بدأت مدرعات ومروحيات ملاحقة عناصر تثير النزاعات العشائرية وتتاجر بالأسلحة الفتاكة المستخدمة فيها.ويقول الخبراء إن هذه النزاعات العشائرية ليست بريئة، بل يستخدمها بوضوح معارضو حيدر العبادي، لوضع نواة لنفوذ جديد وقاعدة عمل جديدة في البصرة التي توجد فيها استثمارات نفطية عملاقة من كل الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهذا ما يفتح شهية الميليشيات نحو المال، وعلى قاعدة أن صاحب النفوذ في البصرة سيحظى بنفوذ أكبر في بغداد، لاسيما أن العراق مقبل على سنة مؤلمة اقتصادياً بسبب انهيار إضافي في أسعار النفط وشح في السيولة يضربان كل القطاعات المدنية والعسكرية وينذران بفوضى عارمة.
دوليات
الميليشيات الشيعية تصعد ضد العبادي من بغداد حتى البصرة
20-01-2016