«السجينة» تجربة قطرية أولى لم تبلغ مرتبة المونودراما
المناعي خاضها تأليفاً وإخراجاً وحنان تمثيلاً
النوايا الطيبة بمفردها لا تصنع على الإطلاق مونودراما، هذا ما يمكن إطلاقه على عرض «السجينة».
بدأت عروض مهرجان الكويت الدولي للمونودراما، أمس الأول، حيث دشنتها فرقة الوطن المسرحية من قطر، من خلال عرض "السجينة" تأليف وإخراج صالح المناعي.وقدّم الفنان المناعي التجربة الأولى له في هذا النوع من المسرح، محاولاً تحقيق الريادة على مستوى الساحة القطرية في خوض غمار المونودراما.عرض "السجينة" يسلط الضوء على قصة الفتاة الفقيرة، التي تفوقت في دراستها، وأرادت أن تبشر والدتها بفرحتها الغامرة لتحقيقها أعلى الدرجات في موادها الدراسية، لكنها تصدمها بطلبها ترك المدرسة، لأنها مريضة ولا تستطيع أن تشتري دواء العلاج، فتضطرها ظروف الحياة القاسية أن تعمل هذه الفتاة خادمة عند إحدى الأسر الثرية الراقية جداً من الصباح الباكر حتى المساء، فتصدم بواقع هذه الأسرة وأفرادها وكأنهم وحوش بشرية، خاصة ربة البيت فتعاملها بمنتهى القسوة، ولا تتوقف عند هذا الحد، بل يصل الأمر إلى حد الضرب والأذى الجسدي. وبعد وفاة والدتها، يطلب منها رب الأسرة من خلال زوجته أن تقيم معهم بالمنزل، وفي الليل يتسلل الابن إلى غرفتها محاولاً الاعتداء عليها عدة مرات.في المقابل تحلم هي كأي فتاة بالزواج وارتداء ثوب العرس وتكوين أسرة، يخدعها الأب ويرتبط بها بعلاقة زواج عرفي، مؤكداً لها أنها ستأخذ حقها كاملاً، لكن تمر سنة دون أي تطور، سوى ظهور بوادر الحمل عليها.وفي إحدى الأمسيات، تدخل عليهما ربة المنزل، لتجدها في غرفتها مرتدية فستانها وفي وضع متلبس مع زوجها، والشرر يتطاير من عينيها فتضربها، وتحاول الفتاة الدفاع عن نفسها، موجهة ضرباتها الموجعة إلى الزوجة التي تفارق الحياة، ويتخلى عنها الجميع ولا تجد من يدافع عنها فتصاب بحالة من الجنون، لتجد نفسها قد خرجت من السجن المعنوي إلى زنزانة حقيقية، في انتظار حكم القاضي على قضيتها، ينتهي بها المطاف بالموت في هذا السجن.حمل العرض عدة هنات، على مستوى النص الذي جاء بصورة سطحية معتمداً على السردية، وعدم تمكن المخرج من أدواتهن الذي لم يستطع تقديم أغراض لها صفة دلالية كبديل عن تلك الشخصية الغائبة، فجاء الأداء التمثيلي رتيباً، وهذا النوع من المسرح يتطلب بشكل رئيس على مهارات ولياقة عاليتين من الممثل ومقدرة على التلوين الصوتي والإلقاء السليم، إضافة إلى المقدرة على الإيحاء بوجود شخصيات أخرى لكنها غائبة يحاورها، لكن هذا لم يحدث مع الممثلة حنان صادق، والعزاء أنها تجربتها الأولى. وفن المونودراما، هو دراما الممثل الواحد، وهذا النوع من المسرح يتطلب من المتلقي أن يتمتع بقدرة عالية على تخيّل ما هو غير موجود كي يتابع الحدث، ولعل من أشهر النصوص التي كتبت في هذا النوع هي "الصوت الإنساني" لجان كوكتو و"مضار التبغ" لأنطون تشيخوف.يبقى أن نقول النوايا الطيبة بمفردها لا تصنع على الإطلاق مسرحية جيدة، فما بالك إن كانت من نوع مونودراما.