بعد يومين من توصل الأمم المتحدة إلى اتفاق بين الحكومة اليمنية والمتمردين على عقد جولة جديدة من مفاوضات السلام، يسبقها وقف لإطلاق النار، بدأت الأطراف اليمنية، أمس، العمل على تشكيل لجان لمراقبة وتثبيت الهدنة، التي تدخل حيز التنفيذ بحلول منتصف ليل العاشر من أبريل المقبل.

Ad

ونقلت وكالة "خبر" المقربة من الرئيس اليمني السابق علي صالح، عن مسؤول لم تذكر اسمه، أمس، أن طرفي الصراع يشكلان حالياً اللجان المشتركة بهدف تثبيت ومراقبة وقف إطلاق النار في جميع مناطق اليمن، التي تشهد مواجهات وفي مقدمتها تعز ومأرب والجوف وشبوة وغيرها. وأشار المصدر إلى أن العمل على تشكيل اللجان وانتشارها بمناطق القتال سينتهي قبل حلول العاشر من أبريل، لافتاً إلى أن عضوية اللجان ستقتصر على اليمنيين، وستمثل كل الأطراف، بإشراف الأمم المتحدة.

وكان موفد الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، أعلن مساء الأربعاء الماضي توافق حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي من جهة، وطرفي التمرد ـ جماعة أنصار الله الحوثية وحزب "المؤتمر" بزعامة صالح، من جهة أخرى، على وقف لإطلاق النار، ثم عقب ذلك، الدخول في محادثات مباشرة بالكويت في 18 أبريل المقبل.

ذكرى «الحزم»

إلى ذلك، خرجت مسيرات حاشدة في مدينة تعز وسط اليمن، أمس، لأنصار الحكومة اليمنية، ورفع المشاركون في المسيرات لافتات كتب عليها عبارت شكر وتأييد لحملة "عاصفة الحزم" التي أطلقها التحالف العربي بقيادة السعودية قبل عام من الآن، في 26 مارس 2015 لاستعادة الشرعية في اليمن. وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة من ساحة الحرية بتعز، تحت شعار "مليونية شكر سلمان" ضمن فاعليات تنظمها "مقاومة تعز" وتستمر إلى اليوم.

في المقابل، تزايدت حدة التوتر بين الحوثيين، وحليفهم علي صالح، خلال الساعات الماضية، إثر رفض حزب "المؤتمر"، الذي يرأسه صالح، إقامة فعالية مشتركة مع الحوثيين بذكرى انطلاق حملة التحالف.

وبينما أفادت تقارير بأن "المؤتمر" أبدى تحفظه على اتفاق وقف إطلاق النار، وأصر على إقامة فعالية منفصلة بميدان السبعين، أصدرت قناة "اليمن اليوم" التابعة لصالح منشوراً على صفحتها بـ"فيسبوك" كشف عن حالة التوتر بين طرفي التمرد.

وجاء في المنشور، الذي دعا أنصار صالح إلى الاحتشاد في ميدان السبعين، أن "يوم السبت، سيرفرف علم اليمن وحده، دون أي علم كفيل (إشارة لدول مجلس التعاون الخليجي) أو شعار مستورد، (في إشارة واضحة إلى شعار الحوثيين المستورد من إيران).

وتشير المصادر، إلى أن حزب صالح، لا يرى في وقف إطلاق النار، بالصيغة المطروحة من قبل الأمم المتحدة، مصلحة له، وهذا ما يدفعه إلى الخروج إلى الميدان بشكل مستقل، في محاولة لتحجيم الجماعة الحوثية، وإظهارها بحجمها الطبيعي، دون قواعد حزبه.

معارك شبوة

إلى ذلك، تواصلت المعارك على عدة جبهات في أنحاء اليمن. وأحرزت المقاومة الشعبية والجيش الوطني تقدماً ميدانياً في محافظة شبوة وسيطرت على جبال العجيماء والعكدة في منطقة بيحان شرقي اليمن، فيما قتل 29 من المتمردين في مواجهات وقصف لمقاتلات التحالف بمحافظة تعز. وقالت مصادر عسكرية، إن قوات الحكومة تواصل محاصرة مواقع المتمردين في مديرية عسيلان، وأصبحت على مقربة من منطقة السليم في بيحان.

الحدود تشتعل

من جانب آخر، شهدت منطقة الملاحيظ بين اليمن والسعودية، اشتباكات عنيفة، وقصفاً متبادلاً، مساء أمس الأول، بعد خرق الحوثيين، للتهدئة المعلنة منذ 3 أسابيع بوساطة قبلية. وأفادت مصادر، بأن حرس الحدود السعودي، اشتبك مع المتمردين، قبالة منطقة الخوبة السعودية، بعد قصف الميليشيات لمواقع الجيش السعودي. وذكرت أن طيران الأباتشي قصف بكثافة مواقع الميليشيات.