مع تزايد الانتهاكات الإعلامية التي يقوم بها الضيوف والإعلاميون على الفضائيات المصرية، واجتزاء كثر مقاطع من حلقاتهم للترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعاد خبراء الإعلام في مصر إلى الواجهة ضرورة مناقشة ميثاق شرف إعلامي وإلزام الإعلاميين بتطبيقه ومعاقبة المخالفين.

Ad

اتخذت غرفة صناعة الإعلام في مصر التي تضم قنوات خاصة قراراً بإيقاف برنامج «ممكن» للإعلامي خيري رمضان لمدة أسبوعين، لأنه لم  يردّ بشكل مناسب على ضيفه تيمور السبكي الذي اتهم عدداً كبيراً من النساء في الصعيد بخيانة أزواجهن.  كذلك شهدت فضائيات مصرية مخالفات إعلامية متفاوتة، أبرزها عرض «صدى البلد» مجموعة من الصور المفبركة للمخرج خالد يوسف واتهامه بالتحرش بإحدى النساء، فقاضى خالد يوسف القناة والإعلامي أحمد موسى بتهمة السب والقذف والتشهير.

ضرورة ملحة

 يوضح الإعلامي حمدي الكنيسي، مؤسس نقابة الإعلاميين، أن ميثاق الشرف الإعلامي أصبح ضرورة ملحة في الإعلام المصري بسبب المشهد الفوضوي الذي  يسيطر على الفضائيات، في ظل غياب معايير على أساسها يجب استقبال الضيوف، مشيراً إلى أن بعض الإعلاميين يختارون ضيوفاً مثيرين للجدل لإثارة حالة من النقاش حولهم. يضيف أن الإعلامي يتحمل مسؤولية ما يصدر عن ضيوفه على الهواء، لذا يجب التركيز على اختيار الضيوف، واستبعاد أولئك الذين يوجهون  السباب، لافتاً إلى أن نقابة الإعلاميين، بعد استكمال تأسيسها، سيكون في أولوياتها وضع ميثاق شرف إعلامي يضم  بنوداً لمحاسبة المخطئين أيضاً. يضيف أن الإعلاميين سيكونون شركاء في صياغة الميثاق، لوضع حد للمشهد العبثي الراهن، لا سيما مع تورط برامج يحاول إعلاميوها ترويج إشاعات حول تصريحات غير صحيحة للضيوف، عبر الادعاء بأكاذيب ومعلومات لا أساس لها في الواقع، لإقناع المشاهدين بها، مؤكداً ضرورة وضع حد للأفكار المشوشة التي  تُعرض.

تأثير إيجابي

يشير رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة الإعلام المهندس محمد الأمين إلى أن اتفاق الإعلاميين على ميثاق شرف سيكون له تأثير إيجابي على الفضائيات المختلفة، وسيكون ملزماً للجميع، إذا تم إقراره، من خلال ممثليها فلا تشعر بأنه فرض عليها، لافتاً إلى أن الدولة تحتاج إلى مساعدة الإعلام لتحقيق نهضة حقيقية.  يضيف: «تتطلب المرحلة الراهنة تكاتفاً إعلامياً، وتقديم إعلام تنموي هادف من خلال مناقشة قضايا جادة تساهم في اطلاع المشاهد على المشكلات التي يمر بها مجتمعه، لافتاً إلى أن غرفة صناعة الإعلام تناقش، من خلال أعضائها، مديري المحطات الأعضاء فيها لمتابعة ما يتم بثه على الشاشة والتجاوزات وفرض عقوبات متدرّجة على مرتكبيها، من الإنذار إلى الإيقاف المؤقت لفترة زمنية محددة. يؤكد الأمين أن كونه رئيس مجلس إدارة قناة «سي بي سي» لا يتعارض مع قرارات الغرفة، في حال أخطأ أي من مذيعي القناة، خصوصاً أن برامج  القنوات الأعضاء في الغرفة تخضع لمناقشات، مشيراً إلى أنه يعتذر عن عدم المشاركة بأي قرارات مرتبطة بمذيعي قناة «سي بي سي» لرفع الحرج عن الأعضاء، وهو الموقف نفسه الذي يتخذه المسؤول عن أي قناة يجري النقاش حول محتوى تبثه.

مواجهة التجاوزات

قالت أستاذة الإعلام الدكتورة ليلى عبد المجيد إن تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي سيكون الحل الوحيد لمواجهة تجاوزات تصدر عبر وسائل الإعلام والبرامج ويسعى فيها الضيوف إلى إثارة جدل وسط صمت من الإعلامي المضيف، لافتة إلى  ضرورة محاسبة الإعلاميين الذين يتركون ضيوفهم يقعون في أخطاء جسيمة من دون مقاطعتهم أو تصحيح معلومات خاطئة.

تضيف أن الظهور على الهواء مسؤولية الضيف والمذيع، وعلى كل منهما أن يكون على قدر المسؤولية، لأن الاعتماد على إعلام الإثارة لا يخدم مصلحة الإعلام المصري، ويضر بالإعلام الجيد الذي يسعى إعلاميون إلى تقديمه، مشيرة إلى أن البعض أصبح رهينة ردود الفعل، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على الفقرات التي يقدمها، وهدفه زيادة التفاعل من خلال إجراء حوارات مثيرة في وقت بث الحلقة، ما يؤثر سلباً على المضمون الذي يتم تقديمه.

بدوره يشير الإعلامي محمد العقبي إلى أن الاهتمام بالإثارة يفقد الإعلامي مهنيته، لافتاً إلى أن مناقشة الموضوعات الجادة، ونقل مشاعر المواطنين وصوتهم على الشاشة من أبرز الطرق الصحيحة للوصول إلى المشاهد.