كيف تقيّمين دورك في مسلسل {مثل القمر}؟

Ad

صعب، ويتطلب أن تكون المرأة فيه أرستقراطية في مظهرها وجميلة، وتحمل ملامحها وتصرفاتها نرجسية وتمردا في آن، من دون أن تتحول إلى شخصية شريرة وبشعة يكرهها الناس. الحمد لله، نجحت في تجسيد هذه الشخصية المركبة بتصرفاتها ومشيتها وملابسها... من دون أن أقع في فخ تقليد أي شخصية أخرى مماثلة.

ما أبرز محاور شخصية {ريموندا}؟

مثيرة للجدل دائماً، فهي تتزوج رجلاً أكبر منها سناً، وهمّها الحفاظ على القصر الذي تسكنه وعلى صورة العائلة التي انتسبت إليها، خصوصاً أنهم يعيشون في قرية والصيت هو الأهم بين الناس. كذلك هي امراة متعلمة وسابقة عصرها ولديها فلسفتها في الحياة.

ما صحة ما يتردّد من أن ممثلات أخريات تقدمن لهذا الدور إلا أن الاختيار وقع عليك؟

صحيح. تحدث إلي المنتج مروان حداد، صاحب شركة {مروى غروب}، وأخبرني أن الدور قوي ومحوري في المسلسل، وعلمت من البعض أن ممثلات كثيرات أردن أداءه إلا أن القيمين على العمل لم يجدوا فيهن الصفات المطلوبة.

لكنك ترددت في أداء شخصية شريرة مجدداً!

جسدت شخصية امرأة شريرة مراراً ونجحت في أدائها رغم عدم امتلاكي هذه الصفات في حياتي العادية، ما دفع البعض إلى وضعي في هذا الإطار، فقررت التغيير والتنويع، وحين عرضت علي المشاركة في {مثل القمر} ترددت بادئ الأمر، لاعتقادي بأن الشخصية شريرة ولكن حين قرأت النص غيرت رأيي تماماً.

هل صحيح أن الشخصية الشريرة تتطلب مهارة أكبر في الأداء؟

أدوار الشر صعبة، ويسعى الممثل من خلالها إلى إثبات جدارته وقوته وخبرته في الأداء، لكني رغبت في التغيير، وفسّر لي المنتج مروان حداد أن الشخصية مركبة ومتمردة أكثر منها شريرة، وتتطلب حرفية في الأداء، وحين أرسل إلي النص الذي كتبته داليا الياس حداد أحببت طريقة صياغة الحوار والشخصيات والمساحة المعطاة لها، والتي تسمح للممثل بإظهار طاقاته التمثيلية، لذا وجدني الجمهور في هذا العمل أكثر تميزاً لناحية الأداء.

ماذا عن المخرج نبيل لبس؟

استمتعت بالعمل معه، منذ المشهد الأول الذي أديته قال لي: {هذه فعلا ريموندا بشخصيتها وحضورها وصوتها} ما أعطاني مزيداً من الدعم والتشجيع.

هل تعتبرين هذا الدور نقلة نوعية في مسيرتك في عالم التمثيل؟

ثبتتني شخصية جوليا في مسلسل {خطوة حب} كممثلة، خصوصاً أني أتيت من مجال الإعلام إلى التمثيل، واليوم اعترف بأن ريموندا محطة مهمة أشبعت بعضاً من فضولي في مجال  التمثيل.

يشاركك في العمل نجوم جدد على غرار وسام صليبا وستيفاني صليبا وغيرهما في مقابل بعض الأسماء المخضرمة، ماذا عن هذه التوليفة؟!

سعدت جداً بالوقوف إلى جانب جهاد الأطرش، الممثل القدير الذي شاركته معظم مشاهدي ودعمني بالمعنويات وعبارات التشجيع، كذلك أحببت نوعية العلاقة بيني وبين وسام صليبا في العمل واللغز الذي يدور حولها، فالجميع يتساءل إذا كان ثمة حب وغرام بين الشخصيتين أو مجرد إعجاب يترجم بحزازيات ولؤم بينهما!! الحلقات المقبلة ستحمل أحداثاً وتوضح التطورات هذه الأمور.

تكثر في هذه الفترة الأعمال اللبنانية صرفة والأعمال العربية المشتركة، أين تجدين نفسك أكثر؟

يجذبني طبعاً الإنتاج الضخم في الأعمال العربية المشتركة والخليط بين نجوم الدراما، ما يؤدي إلى تبادل خبرات ورقي في العمل وانتشار أكبر للممثلين المشاركين من مختلف الدول العربية. لكن في المقابل ثمة أعمال لبنانية ناجحة فرضت نفسها لبنانياً وعربياً. كذلك أرفض المقارنة بين الأعمال اللبنانية الصرفة ذات موازنة محدودة مع الأعمال العربية المشتركة التي تؤمن لها مبالغ مالية ضخمة، ما يؤثر بشكل مباشر على الصورة وأماكن التصوير وطاقم العمل، وأصغر التفاصيل وأدقها.

توقعت النجاح لمسلسل {ذات ليلة} الذي شاركت فيه إلا أنه حصد انتقادات كثيرة، هل تعتبرينه خطوة ناقصة؟

كانت أجواء العمل جميلة، وعمل الكاتب جوزف عبيد والمخرج إيلي معلوف من قلبهما، لكن أعود إلى موضوع الإنتاج الذي يضعف العمل ككل في حال لم يكن بالمستوى المطلوب. لا أستطيع القول إن المسلسل خذلني لأنني راضية عن أدائي لشخصيتي في العمل وأحبها الناس وأثنوا عليها، لكن في المقابل لم يشبعني الدور لناحيتي المساحة والإنتاج.

كثيرات انتقلن من عالم الغناء والإعلام إلى التمثيل، أي منهن تشعرين أنها أثبتت نفسها أكثر؟

عملت في الإعلام 15 عاما ودخلت التمثيل منذ تسع سنوات تقريباً، وطوال الوقت تجنبت إعطاء رأيي بغيري كي لا يتحول إلى موقف شخصي بالنسبة إليهن، لكني معجبة بطاقة هيفاء وهبي التمثيلية وأدائها ونجحت ميريام فارس في المسلسل الرمضاني {اتهام}. في النهاية من يملك موهبة ويصقلها ويثقّف نفسه لا بد من أن يحصد النجاح.

الحياة الشخصية

• بين عملك الخاص والتمثيل وتقديم البرامج، هل ثمة وقت لحياتك الخاصّة؟

أخذ العمل الجزء الأكبر من حياتي في السنوات الماضية. عملت في عرض الأزياء حين كنت طالبة في المدرسة وفزت بلقب أفضل عارضة أزياء، وبعد دخولي الجامعة توّجت وصيفة أولى لملكة جمال لبنان، إضافة إلى البرامج التلفزيونية التي قدمتها فضلا عن المهرجانات وتصوير الإعلانات وغيرها... في ظل هذا الضغط، نسيت أن لدي حياة خاصّة، وكان تركيزي الأول على العمل للوصول إلى أهدافي، لكن في السنتين الأخيرتين وصلت إلى مرحلة أعطيت فيها وقتاً لنفسي والاهتمام بحياتي الشخصية.

• شخصيتك القوية، هل يخشاها الرجل؟

جداً، حين يخاف الرجل من المرأة القوية التي تملك شخصيتها واستقلاليتها يعني أنه رجل ضعيف وأنا لا أكترث للضعفاء.

• ما تعريفك للمرأة القوية؟

تلك التي وصلت إلى أهدافها وحققت ذاتها واتكلت على نفسها من دون تنازلات وصمدت في وجه الصعوبات التي واجهتها، فكونت لنفسها شخصية مميزة وهويّة استثنائية.