وعدوهن بالعمل في الكويت فوجدن انفسهن عالقات بدمشق

نشر في 14-03-2016 | 15:50
آخر تحديث 14-03-2016 | 15:50
No Image Caption
ظنت سونيتا ماغار حين غادرت قريتها في نيبال انها ذاهبة للعمل في الكويت، لكنها حطت في مطار دمشق الدولي حيث ادركت ان الامور تتخذ منحى سيئا جدا.

على مدى 13 شهرا، تعرضت هذه الشابة للضرب والتجويع في منزل اجبرت على العمل فيه رغما عنها.

وتروي سونيتا لمراسل وكالة فرانس برس «كنت في حالة من الصدمة، لم اكن اكف عن البكاء».

وهي واحدة من نساء فقيرات كثيرات في نيبال وبنغلادش يذهبن الى الشرق الاوسط يحدوهن الامل بالعمل بدخل جيد، ثم يكتشفن ان حظهن العاثر القى بهن في قبضة تجار البشر، وانتهى بهن المطاف في سورية.

ويقول رئيس البعثة الدبلوماسية النيبالية في الشرق الاوسط كوشال كيشور راي من مقر بعثته في القاهرة ان العمال الفيليبينيين والاندونيسيين كفوا عن الذهاب الى سورية بسبب النزاع الذي يضربها منذ خمس سنوات، لذا بات المهربون يستهدفون النيباليين لهذه المهمة.

ويضيف «نقدر عدد النيباليات العاملاتن في سوريا بنحو 500، وقد ارتفعت اعدادهن كثيرا في السنوات الماضية».

في بنغلادش، تروي شاهينور بيغوم من سريرها في المستشفى الاهوال التي عاشتها على مدى سبعة اشهر في سورية، اجبرت فيها على العبودية الجنسية.

وتقول لمراسل وكالة فرانس برس «باعوني لرجل سوري كان يغتصبني كل يوم، واحيانا مع اصدقائه، كنت اتوسل اليهم، لكنهم بدل ان يرأفوا بي ضربوني الى ان كسروا ذراعي».

وتركت هذه الشابة البالغة 28 عاما بنغلادش مع نساء اخريات، برفقة موظفين في مكتب لتشغيل العمال، وكان الوعد ان يذهبن الى الاردن، لكنها هي ايضا وجدت نفسها في سورية، في بلد يعيش نزاعا مدمرا اودى بحياة 260 الف شخص.

وسرعان ما اصيبت بيغوم بمرض في ركبتها، فاتصلت بوالدتها التي ارسلت لها المال لدفعه لمشغليها، في مقابل اطلاق سراحها.

تجري السلطات في بنغلادش تحقيقات حول هذه القضية، وحالتين مشابهتين لها، بحسب مسؤول امني، فيما تقدمت 43 عائلة بشكاوى لاسباب مماثلة.

وقال المسؤول الامني الرفيع المستوى لوكالة فرانس برس «يبدو ان بنغلادش هدف سهل لتجار البشر».

من الاسباب التي تجعل هؤلاء التجار يستسهلون التلاعب بمصائر النساء النيباليات والبنغلادشيات ان هذين البلدين لا تأثير لهما يذكر في الشرق الاوسط، ولا سفارة لاي منهما في سورية.

ولم يحل قرار السلطات النيبالية منع العمال من رعاياها من التوجه الى سورية، دون استمرار عمل شبكات الاتجار بالبشر، بحسب بهارتي بوخاريل ممثل منظمة العمل الدولية في العاصمة النيبالية كاتماندو.

ويقول «تظن الحكومة النيبالية ان الحظر هو الحل الاسهل، هذا يجعلها تتخلص من تبعات المشكلة».

ويضيف في حديث لوكالة فرانس برس «الهند ذات تأثير اقوى من نيبال وبنغلادش، لذا ياخذ المهربون حذرهم، لكنهم في المقابل يعلمون ان نيبال ضعيفة ولن تلاحقهم».

خرجت ماغار من بلدها طلبا لحياة افضل، لكن هذه الشابة الامية الفقيرة ذات الثلاثة والعشرين عاما لم تكن تتوقع قط ان تجد نفسها في دمشق.

وتقول «كنت مرهقة دائما، جائعة ومذعورة»، وكانت تعمل عشرين ساعة يوميا لم تتقاض الاجر عنها، وكانت تنام على شرفة المنزل.

وفي الليل، ولحجب اصوات القصف والاشتباكات عن مسمعها، ولطرد الوساوس والرغبة بالانتحار، كانت تستمع الى موسيقى من بلدها من هاتفها الذي بقي بحوزتها، بخلاف جواز سفرها.

بعد الزلزال العنيف الذي ضرب نيبال في ابريل الماضي، توسلت الشابة مستخدميها ليتركوها ترجع الى بلدها. ووصلت قصتها الى عائلتها في نيبال، ونظمت حملة لانقاذها من براثن مشغليها جمعت لها 3800 دولار كانت كافية لتحريرها، فعادت الى بلدها في اغسطس.

تقر السلطات النيبالية انها غير قادرة على التاثير في احوال رعاياها في سورية، ويقول احد المسؤولين في سفارتها في القاهرة التي تغطي تسعة بلدان منها سورية «نحن نحتاج بشكل اساس الى الاجراءات الوقائية لمنع النساء من الذهاب الى سورية».

لكن بعض الخبراء يرون ان صلات بين وكالات التشغيل وعدد من الموظفين الرسميين تسهل عمليات الاتجار بالنساء.

وتقول كريشنا غورونغ منسقة منظمة «بوراكهي» في كاتماندو «حتى في بعض الحالات النادرة التي فتحت فيها ملاحقات قضائية، لم تصدر ادانات».

back to top