الأحد الماضي شاهد الناس واحداً من الحوارات التي سعدت وتشرفت واستمتعت بإجرائها طوال الخمسة والأربعين عاماً الماضية عبر مختلف برامجي الحوارية التلفزيونية.

Ad

كان ذلك الحوار ضمن برنامجي "مفكرة" في تلفزيون "المجلس"، وأنا على ثقة بمشاركة المشاهدين لي استمتاعي بالحوار مع نجمٍ أمتعنا على مدى خمسين عاماً وأسعدنا وانتزع البسمة والضحكة من قلوبنا ونفوسنا مهما كانت تقلباتها بين الهم والمشغلة والأحزان.

أثرى ذائقتنا الفنية بأعماله الهادفة والناضجة مغلفة بصنوف الظُّرف والطرافة، وكانت جميع أعماله في سياق السهل الممتنع.

هو قامة وقيمة شامخة في بلادنا من قامات الفنون المسرحية والتلفزيونية تمثيلاً وغناء وكتابة وإخراجاً، فاستحق تعريف الفنان المبدع الشامل، حيث سخّر طاقات ومواهب ربانية اجتمعت لشخصه في منظومة قلّ نظيرها.

مفخرة لبلاده ومحيطه الخليجي والعربي، وأصبح رمزاً من رموزها وعلامة فارقة في تاريخها الثقافي والفني.

شكّل مع عمالقة عصره من النجوم أمثال سعد الفرج وخالد النفيسي وغانم الصالح وعبدالعزيز النمش وعبدالرحمن الضويحي وعبدالعزيز المسعود ومحمد المنصور وأخيه الأكبر منصور ومحمد جابر وأحمد الصالح والرائدات سعاد عبدالله وحياة الفهد ومريم الغضبان ومريم الصالح، وعبدالوهاب سلطان ومحمد السريّع وصقر الرشود وغيرهم الكثير، شكلوا جميعاً مصفوفة من التوهّج انطلقت في الزمن الجميل في الستينيات من القرن الماضي لتصنع مجد الفن في الكويت وتقيمه على أكتاف أعمالهم الخالدة، حيث أصبحت بلادنا بعطاءاتهم منارة الخليج المشرقة بإطلالاتها على امتداد جغرافية العالم العربي.

كرّمته الكويت بإطلاق مستحق لاسمه على أحد مسارحها في مبادرة هي الأولى من نوعها بعد سلسلة طويلة من التكريم لهذا الفنان الكبير الذي يعد قامة وقيمة شامخة داخل وخارج وطنه الكويت.

"بو عدنان" الأستاذ الكبير عبدالحسين عبد الرضا استحق التكريم، وكذلك يستحق رفاق دربه، ومن سبقهم من عمالقة الفن في الكويت، تكريماً مماثلاً، لتؤكد الكويت احتفاءها بهذه الرموز، كجزء من دورها في احتضان الفن والثقافة ومبدعيها عبر تاريخها الطويل.

إننا نأمل أيضاً أن نرى المزيد من تكريم الروّاد في وطننا في شتى الميادين من خلال إطلاق أسمائهم على المباني والمرافق الثقافية والتعليمية، وكذلك من خلال تسطير أسمائهم في سجل الريادات في مراكز الضواحي في مختلف المناطق بعد تنفيذ قرار مجلس الوزراء باعتماد نظام الأرقام لتسميات الشوارع.

الأستاذ عبدالحسين عبدالرضا، سيبقى اسماً في الريادة دائماً، مُبدعاً، ونقيباً للفنانين وإنساناً، يحمل الكويت في قلبه وعقله دائماً، حيث أعلن في نهاية لقائي معه "الكويت وبس"، وكانت صرخة نحن في أمسّ الحاجة إلى إطلاقها من كل مخلص لهذا الوطن المعطاء.

ما أروعك يا بوعدنان...