كشف مصدر رفيع المستوى لــ «الجريدة»، أمس، أنه لا عودة للعلاقات بين مصر و«حزب الله» اللبناني، لاسيما أن تقارير الأجهزة السيادية المصرية تعتبر أن الحزب ـ بصفته إحدى الميليشيات ـ خطرا على المنطقة العربية، وأن القاهرة سبق لها رفض أي تفاهمات سرية مع قياداته، وأنها لن تقيم علاقات على حساب مصلحة السعودية وباقي دول الخليج.

Ad

وأكد المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن وفد «حزب الله» الذي زار القاهرة مؤخرا، بغرض تقديم واجب العزاء في الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل، غادر القاهرة صباح أمس، مشددا على أن مصر تدعم استقرار دول الخليج وعلى رأسها السعودية، مشيرا إلى أن قرار الرياض بوقف دعمها للبنان، هو قرار سيادي في الأساس، وأن مصر تتفهم دوافعه في مواجهة تغلغل النفوذ الإيراني في المنطقة.

وذهب المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية المصرية لديها تحفظات على «حزب الله» منذ ثورة «25 يناير 2011»، بعدما اشتركت بعض عناصره في عمليات مهاجمة بعض السجون المصرية لتهريب عناصر الحزب، إبان فترة الانفلات الأمني التي واكبت الثورة، ونقل هذه العناصر عبر غزة إلى لبنان، فضلا عن مشاكل الحزب مع الرياض، في ظل دعم مصر غير المحدود لاستقرار دول الخليج وأمنها.

وأضاف: «مصر لن تقيم علاقات مع حزب الله، وهو أحد أكبر وأهم الأذرع العسكرية لإيران في المنطقة، وتاريخ العلاقات بينهما يثبت ذلك منذ الثمانينيات، كما أن القاهرة حريصة على عدم إقامة أي علاقات عدائية تضر بمصالح دول الخليج، خاصة في ظل تصاعد الأحداث بين الرياض وطهران»، وأن البعض يحاول الوقيعة بين القاهرة والرياض، لكنها محاولات «سيكتب لها الفشل».