حملت افتتاحية المجلة قولها: «رحل شهداء الجزائر وتناسلوا، بنين وحفدة موهوبين، حيث كانت الجزائر مشهورة بروائييها الرواد، مالك حداد ومحمد ديب، وكاتب ياسين وغيرهم. وبهذا الملف الذي تهديه مجلة «الهلال» إلى القارئ العربي، يسهل القول إنها صارت وطناً للشعر، ومسرحاً لمدارس شعرية تتجاور وتتنافس، وإن كانت جغرافيا الشعر في الجزائر أكثر اتساعاً من ملف في «الهلال» بل من عدد كامل، نعتذر لأن المساحة محدودة، ونثق بأن المختارات، التي أعدتها بدأب الشاعرة الجزائرية نوارة لحرش، تمثيل رمزي لخريطة الشعر، وفي الأعداد المقبلة متسع لما فاتنا».

Ad

وصاحبت الملف دراسة مميزة للكاتب والشاعر ميلود خيزار، بعنوان «ألغام السياق، وأسئلة النسق» تناولت مدارس وأجيالاً مختلفة في المشهد الشعري الجزائري، ورصد فيها كيف انطلق الشعر الجزائري، من نسق لا يشترك فيه وبقية التجارب الشعرية العربية «متمثّلا في حدّة وعمق الدمار الذي حدث في المنظومة الرمزية للشعب الجزائري وعلى رأسها اللغة العربية أثناء الفترة الطويلة للاستعمار الفرنسي خلال الفترة من أعوام 1830 حتى 1962، مما أنعكس على وظيفة «الدال» وعلى الإنسان الجزائري، وجعلته في حالة تشبه «اليتم اللساني» والإعاقة الدلالية، ممثلة في العجز عن التعبير والتواصل.

ويضم العدد إضاءات حول أربعة راحلين كبار غيبهم الموت أخيراً عن الساحة الثقافية العربية، وهم: الصحافي محمد حسنين هيكل، ويكتب عنه سعد القرش مقالاً بعنوان «غروب عصر ومرحلة»، والروائي علاء الديب ويكتب عن رحلته حسين عيد مركزاً على روايته «أيام وردية»، وعبد القادر حميدة، آخر الظرفاء الحكائين، كما يصفه الدكتور عمرو دوارة، والدكتور محمد حافظ دياب ويكتب عن إسهاماته د. محمد فتحي فرج.