بعد كليب «القاهرة»... هل ينتعش «الدويتو» الغنائي؟

نشر في 15-02-2016 | 00:00
آخر تحديث 15-02-2016 | 00:00
ما زال دويتو «القاهرة»، الذي كان بمثابة لقاء السحاب بين «الهضبة» عمرو دياب و«الكينغ» محمد منير يلقى ردود فعل في الوسط الفني، بين مؤيد ومعارض، ما يؤكد أن «الدويتو» سيظل عملا فنياً مطلوباً بامتياز  سواء من الفنان أو الجمهور.

وسط اهتمام المُطربين والمُطربات بتقديم ألبوماتهم وأغنياتهم المُنفردة، يتجه بعضهم إلى الثنائيات الغنائية أو ما يسمى «الدويتو»، في محاولة لتقديم حوار غنائي منسجم، بالمشاركة مع نجم أو نجمة. فهل نجاح دويتو  «القاهرة» سيفتح الباب أمام مزيد من الدويتوهات؟ أم  الجدل الذي أثاره بسبب اعتراض البعض على تصويره القاهرة «5 نجوم» وهي غير  القاهرة التي نعيش فيها،  سيؤدي إلى اختفاء هذا اللون مجدداً؟

تحايل وتقاليع

يرى الموسيقار حلمي بكر أن «الفترة الذهبية «للدويتو» كانت أيام ليلى مراد وعبد الوهاب وشادية وغيرهم من الفنانين العظماء، لأنهم كانوا ينفذون الفكرة بشكل صحيح، وكان الدويتو حواراً تكاملياً بين طرفي الأغنية، وهو بعيد عما يحدث حالياً، بتوصيف أدق،  يعتبر الديو  راهناً تحايلا على أشكال الدويتو حتى تحول إلى تقاليع  لا قواعد لها  أو أصول.»

يضيف: «اليوم يريد كل من يشارك في الدويتو تنفيذه بشكل خاص به، مثلما حدث في أغنية «القاهرة»، ما ينعكس في النهاية على الأغنية وشكلها فتبدو دون المستوى المنتظر».

يتابع أن الأهم تقديم عمل جيد يتعلق به الجمهور، لافتاً إلى أن على الكبار والمشاهير الاهتمام بأغنياتهم التي يقدمونها أكثر من مواكبة العصر وفكرة المشاركة.

بدورها  تشير الناقدة الموسيقية الدكتورة ياسمين فراج إلى أن «الدويتو»  كلمة يونانية  تعني حواراً ثنائياً،  كما في أغنية «ياسلام على حبي وحبك» لفريد الأطرش وشادية، «حاجة غريبة» للعندليب عبد الحليم حافظ وشادية، وغيرها من الدويتوهات الشهيرة، والمتسقة مع فكرته الأساسية القائمة على حوار تكاملي بين شخصين، «لكن ما نراه حالياً هو مجرد أغنية تقليدية  تقسم مقاطعها الغنائية بين مطربين».

تضيف: «يتميز الدويتو الجيد بمستوى البناء الفني من دون تقييم صوت أو لحن، بمعنى عندما يؤدي فريد الأطرش أغنية «ياسلام على حبي وحبك» منفرداً يحدث خلل في البناء الفني ومع وجود شادية يتكامل العمل، لكن ما يحدث الآن هو أغنية بسيطة يصلح مطرب واحد لغنائها، فتقسم بين اثنين من المطربين، ويتبادلان مقاطع الأغنية نفسها  على غرار أغنية «القاهرة»، إذ  يردد منير المقاطع نفسها، لذا لا يصلح إطلاق دويتو عليها، الأمر نفسه  ينطبق على «دويتو» منير وخالد عجاج» في أغنية «ليه يا دنيا» عمرو دياب والشاب خالد في  أغنية « قلبي»».

تحمّل فراج الصحافة والإعلام جزءاً كبيراً من  الخلط بين أنماط الغناء بسبب الترويج الدائم أن هذا النوع يسمى «دويتو» غنائياً، في حين أن  الأغنية عادية ويمكن للمطرب  أن يؤديها منفرداً من دون خلل في المعنى.  

تغيير وإيجابية

    يرى الناقد طارق الشناوي، «أن  الدويتوهات موجودة منذ الخمسينيات وهي تمثل التغيير الذي يطرأ كل فترة ليظهر جمال الأعمال الغنائية، ويتيح الاجتماع مع مطرب آخر مختلف، يعطي مساحات جديدة تصب ضمن أعمال جيدة لدى المُستمع في المقام الأول، كما أنه يظهر بشكل مختلف بعض الشيء عن أسلوبه ويتطلع إلى قاعدة جماهيرية أكبر، ودائماً يأتي الاختلاف بفوائد». يضيف أن «الدويتو»  ينعش حال الغناء، من خلال طرحه على مواقع التواصل الاجتماعي، ويوحي بأفكار جديدة لكثير من المطربين.

حول الجانب الإيجابي لدويتو «القاهرة» وتأثيره في ما هو  مقبل، تحديداً يتساءل هل سيفتح الباب للمزيد ونشهد تجمعاً لنجوم الغناء، رغم المنافسة على الساحة الغنائية، ما يصب في صالح الأغنية  عموماً والمُستمع  خصوصاً، لأنها تخرج من صندوق الأغنية التقليدية ويُوقّع المزيد من الأعمال بهدف دعم  مستوى الأغنية في هذا التوقيت بالذات؟».

بدوره يرى الشاعر عادل سلامة، أن  وجود قيمة بحجم عمرو دياب ومنير في عمل مشترك  ضمن دويتو «القاهرة» استراتيجية ذكية ترفع رصيد الأغنية عموماً، وتفتح باباً للأعمال المشتركة بين النجوم ما يرفع من قيمة الفن المُقدم للمُستمع».

يتوقع إمكانية ظهور أعمال مشتركة خلال الفترة المقبلة قد تساعد على عودة النجوم إلى الساحة الغنائية، معللاً ذلك بأن فكرة «الدويتو» تكون جذابة وتلفت الأنظار إليها بشكل مناسب.

back to top