برعاية حلمي النمنم وزير الثقافة المصري، انطلقت فعاليات {صالون القاهرة} في دورته السابعة والخمسين، بقاعات قصر الفنون بساحة دار الأوبرا، ونظمتها جمعية الفنون الجميلة بالتعاون مع قطاع الفنون التشكيلية ومشاركة 70 فنانا وفنانة من الرواد والشباب، وفي قاعة حامد عويس بالإسكندرية أقام الفنان د. مصطفى عبد الوهاب معرضه التجريدي {بين البحر والسماء} بحضور لفيف من النقاد والفنانين.

Ad

قال د. عادل ثروت القوميسير العام لصالون القاهرة، إن دورة هذا العام، تحتفي بأعمال مجموعة من الفنانين المتفردين، ولهم مشروع بحثي بصري بدأ منذ حقبة التسعينيات ومستمر حتى الآن، وتميزت تجاربهم الإبداعية بخصوصية جمالية وفلسفية، ويمثلون توجهات فكرية ومدارس فنية مختلفة.  

أوضح ثابت أن {صالون القاهرة} على مدار دوراته السابقة، يطرح خطاباً تشكيلياً معاصراً، ويحتفي بإبداع أجيال مختلفة في مجالات التصوير والنحت والرسم والحفر والتجهيز في الفراغ والخزف والفوتوغرافيا، ويمثل أحد روافد حركة التشكيل المصرية.

من جهته، ألمح الفنان سامح إسماعيل {القوميسير المساعد} إلى أن الصالون يمثل قيمة فنية وتاريخية كبيرة، ويصاحب فعالياته برنامج ثقافي وفني متميز، ويتمثل في إقامة ثلاث ندوات يستضيفها متحف الفن المصري الحديث، وكذلك عدد من الورش الفنية، تُنظمها إدارة الورش الفنية بقطاع الفنون التشكيلية.

في سياق متصل، افتتح د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، معرض {خواطر ملونة} للفنانة نرمين حكيم، بقاعة الباب بدار الأوبرا بالقاهرة، وتضمن 40 لوحة من ألوان الأكريليك وخامات مختلفة، وتحتفي بفضاءات الرمز والأحلام، بحضور لفيف من النقاد والفنانين.  

لفت د. خالد سرور إلى أن أعمال نرمين حكيم، تتميز بدقة ورصانة التنقل فنياً بين الواقع والخيال، وتتعاطى مع الحياة بمفهوم شاعري، ورصد أفراحها وأتراحها، ومشاهد من الواقع في صياغات فنية شفيفة، وبناء تشكيلي متمرد على الأنماط التقليدية.  

أوضح سرور أن لوحات {خواطر ملونة} ترتحل إلى فضاءات الرمز والمعنى والدلالة وتستهدف القيمة الحقيقية المجردة، وتجسد معالجات لونية حالمة، وتمنح للرائي متعة بصرية، وطاقة شعورية للتفاعل مع عالم الفنانة الخاص، والتحليق بعيداً عن الأشكال المرئية المألوفة.   

وعن فكرة معرضها، قالت الفنانة نرمين حكيم: إن لوحات خواطر ملونة} تمثل جسراً بين التجريد والتشخيص، وانفلات التفاصيل من سياقها الواقعي إلى فضاء الأحلام، وتنامي التكوينات اللونية، وإعادة صياغة المشهد، ليكون بداية لرحلة تتفاعل فيها الخبرات والمشاهدات والأحلام والرؤى، وتملؤني بالحماس والمتعة والتساؤلات، ولكنها لا تخلو من المعاناة، لأصل أخيراً إلى محطة النهاية، وغالباً لم تكن متوقعة وهذا أمتع ما فيها}.

تجريدات كونية

من جهة أخرى، استضافت قاعة حامد عويس بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، المعرض الاحتفائي {بين البحر والسماء}، للفنان د. مصطفى عبدالوهاب، وضم مجموعة من لوحاته التجريدية المتفردة، وافتتحه د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، بحضور لفيف من النقاد والفنانين.

لفت د. خالد سرور إلى أن {بين السماء والبحر} يمثل إطلالة للفنان القدير د. مصطفى عبدالوهاب، ويستدعي خلالها جانباً مهماً من نتاجه الإبداعي، وعرض فني يُقيمه القطاع للاحتفاء بعطائه وشخصه، وإتاحة فرصة مميزة لجمهوره ومحبي الفن التشكيلي، لمشاهدة ملامح مضيئة من مسيرته وتجربته المتفردة في عالم التجريد.

كذلك أشاد الحضور بلوحات الفنان مصطفى عبد الوهاب، والمستوحاة من خبراته المتراكمة في فضاء بيئة ساحلية، وجدلية الموج وأشرعة السفن، وطرح جمالي لعناصر تجريدية، ومحاولاتها للانفلات من الجاذبية، واقتفاء أثر أسلافه {السكندريين} في المغامرة والتجريب، مثل الشقيقين سيف وانلي وآدهم وانلي، ومحمود سعيد.  

من جهته، قال الفنان علي سعيد مدير متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، إن المعرض  يحمل دلالة الاحتفاء بالفنان مصطفى عبد الوهاب في قاعة تحمل اسم حامد عويس، وتواصل الأجيال الفنية، وتناغم تاريخ من العطاء في مضمار الفن التشكيلي.

انتهى سعيد إلى أن أيام معرض {بين السماء والبحر} ستصاحبه عدة ندوات حول إبداع مصطفى عبد الوهاب، ومنها ندوة {التجريديات الكونية بين قوة الجذب وطاقة الخلاص}، ويتحدث خلالها الناقد محمد كمال عن أعمال الفنان ومشواره الفني، ويديرها الفنان د. محمد شاكر.

يذكر أن د. مصطفى عبد الوهاب (69 عاما) من أبرز فناني التجريد في مصر والعالم العربي، وحصل على الدكتوراة في فلسفة الفنون الجميلة عام 1997، وأقام معارضه الخاصة في مصر والكويت وإيطاليا ودول أخرى، ومنها معرضه قبل الأخير {آباء وأبناء} بأتيليه القاهرة، وشاركته بلوحاتها ابنته الفنانة مريم عبد الوهاب.

ونال عبد الوهاب جوائز وتكريمات دولية عدة، منها جائزة الشراع الذهبي من بينالي الكويت العاشر 1987، وجائزة {فنان العام} بأوروبا عام 2000، واقتنيت أعماله لدى أفراد داخل مصر وخارجها.