أقحم وزير الخارجية الإيراني ميزانية مجلس التعاون لدول الخليج العربية العسكرية في مقارنة مع ميزانية بلاده، خلال إجابته عن أسئلة وجهت له من أعضاء البرلمان الأوروبي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران وبرامج تسلحها وسياستها تجاه الصراعات في الشرق الأوسط، فيما تبدأ الدعاية الانتخابية لمجلس الشورى الإيراني غداً.
بينما يطلق مراقبون تحذيرات من احتمال نشوب سباق تسلح بين دول خليجية عربية من جهة، وإيران من جهة أخرى، بعد إبرام الأخيرة للاتفاق النووي، استخدم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خطاباً مزدوجاً تجاه "مجلس التعاون لدول الخليج العربية".فمن جهة، شدد ظريف خلال رده على أسئلة لأعضاء البرلمان الأوروبي، ببروكسل، بشأن انتهاكات لحقوق الإنساني في إيران وانفاقها الدفاعي ونشاطها النووي وموقفها من صراعات الشرق الأوسط، التي سقط فيها مئات الآلاف قتلى وشرد الملايين على ضرورة الحوار الإقليمي من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمات، ومن جهة أخرى عقد مقارنة بين إنفاق بلاده العسكري ودول "مجلس التعاون"، قائلاً، إن ميزانيتها العسكرية أضعاف ميزانية إيران.ودافع ظريف عن الدور الإيراني المؤيد للرئيس السوري بشار الأسد، في الحرب الأهلية السورية، التي تسببت في تدفق هائل للاجئين على أوروبا. وقال لأعضاء البرلمان، إن "التشدد الإسلامي يمثل مشكلة أوروبية أيضاً"، مضيفاً "لا يمكنكم أن توفروا الأمن لباريس وبروكسل وسان باردينو في حين تعيش باقي دول العالم القمع وغياب الأمن".ووضع ظريف اليمن في كفة وسورية في كفة أخرى، وقال إن من المحتمل أن يقتل يومياً عدد أكبر في اليمن قياساً بسورية، مشيراً إلى "بلد لا يرى مصالحه في جار صديق، بل في حذف وإقصاء هذا الجار".ونقلت وكالة "فارس" شبه الرسمية عن ظريف، قوله، في كلمة أمام مؤسسة الأبحاث السياسية للخارجية البلجيكية بحضور نظيره البلجيكي ريندرز ورئيس لجنة أمناء المؤسسة وعدد من الباحثين البلجيكيين ومن بلدان أخرى، أمس، إن "أوروبا تعرف قيمة الاتقاف النووي بين إيران ودول الكبرى"، معتبرا أن الاتفاق النووي "من الحالات النادرة التي يتم فيها تسوية أزمة عبر الخيار الدبلوماسي".وتابع ظريف: "إننا نؤمن بأن البرنامج النووي حق مشروع لنا، وعمليات التفتيش الكثيرة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية برهنت عدم وجود انحراف في برنامجنا النووي" في إشارة إلى مخاوف بشأن إمكانية تطوير طهران لأسلحة نووية تحت ستار البرنامج السلمي.وأشار إلى رفع عدة قرارات تحت الفصل السابع ضد إيران وإصدار قرار جديد يقوم على "أساس التعاون بين بلاده والدول الغربية".وهاجم ظريف المملكة العربية السعودية بشأن حادثة منى واستشهاد مئات الحجاج الايرانيين، وقال "حتى لو سلمنا بأن الحادث وقع بسبب غفلة من الجانب السعودي فإن الرياض لم تعرب عن مواساتها لأسر الضحايا ولم تقدم الاعتذار لهم".توسع بحريفي غضون ذلك، أكد قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري، أن سلاح البحر يسعى إلى لتعزيز قدراته البحرية لاستعادة مكانته المرجوة في البحار والمياه الدولية الحرة.ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (إرنا) عن سياري قوله، أمس، أمام الملتقى العلمي لـ"بحث الدور الاستراتيجي لسلاح البحر الإيراني": "لم يتسن للبلاد استخدام قدراتها البحرية وتوظيف الفرص المواتية لخدمة مصالحها الوطنية قبل الثورة الأسلامية، بسبب السياسات الاستعمارية وعجز الأنظمة الحاكمة آنذاك".وأوضح سياري أن "سلاح البحر بدأ إجراءاته الكفيلة بتحقيق الأهداف البحرية طوال العقود الثلاثة الماضية، لكن الخطوات العملية انطلقت منذ أن أصدر قائد الثورة تعليماته عام 2009".انتخابات الثورةفي شأن آخر، رهن القائد العام لحرس الثورة، اللواء محمد جعفري، ما اعتبره استمراراً للثورة وبين المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات البرلمانية.وطالب جعفري الشعب بـ"مشاركة كثيفة" في الانتخابات التي تُجرى 26 فبراير الجاري، نظراً إلى حساسية الاستحقاق المقبل.وراهن على أن "الشعب سيسجل إقبالا فريدا".وقال جعفري: "مضت 37 سنة من عمر الثورة الاسلامية، وأحد العوامل الرئيسية لاستمرارية الثورة يتمثل في المشاركة الشعبية في الانتخابات".تأييد أهليةفي السياق، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية حسين علي أميري بأن مجلس صيانة الدستور أكد أهلية 38 مرشحاً، كان قد رفضهم سابقاً، لخوض الانتخابات البرلمانية ليبلغ العدد النهائي للمرشحين 6229.وقال أميري، في تصريح لوكالة "فارس"، إن مجلس صيانة الدستور أكد أهلية 51 بالمئة من الذين تقدموا بطلبات الترشح لانتخابات مجلس الشورى، موضحاً أن "مجلس صيانة الدستور أكد أهلية 38 من بين 147 تقدموا بطعون".وأشار إلى انتهاء الفترة القانونية المحددة لدراسة أهلية المرشحين مساء أمس الأول، فيما تبدأ الدعاية الانتخابية غدا وتستمر حتى 24 فبراير.يذكر أن الانتخابات البرلمانية (الدورة العاشرة لمجلس الشورى الاسلامي) وانتخابات الدورة الخامسة لمجلس خبراء القيادة ستجريان بالتزامن يوم 26 فبراير.من جانب آخر، أعلن قائد قوى الامن الداخلي في إيران، العميد حسين اشتري، ان 250 ألفاً من عناصر قوى الامن جاهزون لضمان أمن وسلامة اجراء الانتخابات.وتعهد اشتري بالتصدي لنشاط بعض الجماعات المتمردة التي تسعى لاستغلال الانتخابات.(طهران - رويترز، د ب أ، فارس، ارنا)
دوليات
ظريف: إنفاق «الخليجي» العسكري أضعاف إيران
17-02-2016