وسط مخاوف من مجازر مروعة، اختفى نحو 350 سورياً بعد الهجوم الواسع الذي شنه تنظيم «داعش» على مدينة الضمير قرب دمشق أغلبهم من عمال شركة البادية للأسمنت، بالتزامن مع إعلان «البنتاغون» ضربة جديدة استهدفت «جبهة النصرة» وأسفرت عن مقتل عدد من عناصرها.

Ad

خُطف نحو 350 من موظفي شركة أسمنت البادية في الهجوم المباغت، الذي شنه «داعش» يوم الاثنين على مدينة الضمير قرب دمشق، بحسب التلفزيون الرسمي السوري ومراسل هيئة الإذاعة البريطانية، الذي نقل عن سكان أن «جيش تحرير الشام» الموالي للتنظيم المتطرف اقتادهم يوم الثلاثاء إلى جهة غير معلومة.

وفيما أعربت بعض العائلات عن خشيتها من أن يكونوا مخطوفين لدى التنظيم، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان «فقدان الاتصال مع العشرات من عمال معمل أسمنت البادية خلال هجوم تنظيم الدولة عليه الأربعاء»، مشيراً إلى معلومات عن «خطفهم من التنظيم واقتيادهم إلى جهة مجهولة».

وقال مصدر أمني سوري إن «داعش» فشل هذا الأسبوع في الاستيلاء على مطار الضمير العسكري ومحطة تشرين للكهرباء، التي يسيطر مقاتلو المعارضة على القسم الأكبر منها.

غارات ومعارك

وبعد غارة جوية للائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الأحد، أسفرت عن مقتل 20 قيادياً في «جبهة النصرة» بينهم المتحدث باسمها أبو فراس السوري، أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ماثيو آلن، أمس الأول، عن هجوم مماثل شمال غرب سورية أسفر مساء الثلاثاء عن مقتل عدد من مسلحي الجبهة الموالية لتنظيم القاعدة.

وفي حلب، قتل ما لا يقل عن 13 عنصراً من «داعش» في ضربات جوية للائتلاف على مناطق في مدينة جرابلس قرب الضفة الغربية لنهر الفرات، بحسب المرصد، الذي وثق مقتل 4 معتقلين لدى التنظيم العملية ذاتها خلال قيامهم بتنفيذ «عقوبة» حفر خنادق في المنطقة.

وفي حلب، أكد المرصد استمرار الاشتباكات العنيفة في محيط بلدة العيس وتلتها بالريف الجنوبي، مشيراً إلى تنفيذ طائرات حربية يرجح أنها روسية أكثر من 50 ضربة منذ منتصف ليل الأربعاء الخميس.

وفي تطور ميداني، سيطرت فصائل المعارضة، أمس، على معبر الراعي في محافظة حلب، والذي أكد المرصد أنه يعد «أبرز معابر التنظيم باتجاه تركيا وآخر المنافذ الواقعة تحت سيطرته».

محادثات جنيف

سياسياً، حدد مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا «موعد استئناف الجولة المقبلة من محادثات جنيف في 13 الجاري رغم الانتخابات النيابية في سورية»، كاشفاً عن أنه سيبحث دعم الحل السياسي في الرياض وطهران ودمشق، التي سيلتقي فيها وزير خارجيتها ونائبه دون أن يطلب موعداً للقاء الأسد.

وشدد ديميستوراً، في مؤتمر صحافي بعد زيارته لموسكو، على أن «الجولة القادمة من المحادثات يجب أن تقود بشكل ملموس إلى بداية حقيقية لانتقال سياسي في سورية».

 مصير الأسد

ورفض نائب وزير الخارجية جينادي غاتيلوف نقاش مصير الأسد في الوقت الحالي. وقال لوكالة الإعلام الرسمية، «لا أحد يتحدث عن شخصيات الآن. لهذا فإن هذا السؤال المتعلق بالمستقبل من سيكون الرئيس وكيف سيكون الوضع برمته هو أولاً وقبل كل شيء أمر متوقع كنتيجة لمفاوضات بين السوريين».

وفي دمشق، أكد عضو وفد جنيف محمد العكام أن «الجولة المقبلة لن تشهد محادثات مباشرة بسبب صعوبة توحيد رؤى المعارضة التي تعاني مشكلة في بنيتها». وقال العكام لصحيفة «الوطن» الموالية للنظام إنه لم يتم الاتفاق حتى الآن على «ثوابت تنطلق منها المحادثات، مثل الموقف من الإرهاب ومن مبدأ حمل السلاح للاستيلاء على السلطة».

مشاركة المعارضة

ورغم اتهامه النظام السوري بنية إجهاض العملية السياسية عبر تفادي الحديث عن رحيل الأسد وتحويل الأنظار نحو مسألة تشكيل حكومة جديدة تعطى فيها المعارضة مواقع وزارية، أكد سفير الائتلاف السوري في فرنسا والمتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات منذر ماخوس، المشاركة في مشاورات «جنيف3».

وقال لقناة «الحدث» إن «الشعب لم يقم بالثورة من أجل مناصب وزارية أو مكاسب سياسية وهو أمر يحتم على المعارضة عدم القبول بالعملية التفاوضية بصيغتها العبثية».

فشل ومساعدات

وفي وقت سابق، حذر المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان آغا من أن أي محادثات لا تبحث موقف الأسد «مصيرها الفشل»، معتبراً، خلال مؤتمر عقد الثلاثاء في الدوحة، أن «رحيل الاسد هو مفتاح الحل». لكنه عبر عن عدم تفاؤله بأن تفضي المحادثات إلى نتيجة ايجابية بعد أن وصولها تشكيل هيئة حكم انتقالي إلى «طريق شبه مسدود».

بدوره، اتهم المبعوث الأممي جان إيغلاند حكومة الأسد بمنع دخول المساعدات للمناطق المحاصرة خلال الأيام الماضية، محذراً من أن تباطؤ جهود الإغاثة يمكن أن يضر بعملية السلام.

دعم المعارضة

وعلى الجانب التركي، كشف سفير واشنطن لدى أنقرة جون باس، أمس، عن قيام مسؤولين أميركيين ونظرائهم في الجيش والحكومة التركية ببحث كيفية تمكين المعارضة السورية المعتدلة من دفع «داعش» للتوجه إلى الشرق أكثر في سورية، مؤكداً أن بلاده لا تزود وحدات حماية الشعب الكردية بأسلحة وذخيرة.

وطمأن باس بأن واشنطن تعارض جهود أي جماعة سورية لإحداث تغيير ديموغرافي بالمنطقة «وراء ستار» قتال «داعش»، مكرراً دعوته لحزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح والتوقف عن شن هجمات على تركيا.

ولاحقاً، أدى إطلاق صواريخ من سورية إلى إصابة ثلاثة مدنيين بجروح، أمس، في بلدة كيليس الحدودية التركية، ما استدعى رداً فورياً من المدفعية التركية ووفقاً لقواعد الاشتباك، ضد أهداف تنظيم «داعش»، الذي اتهمته أنقرة بالمسؤولية عن الهجوم.

 تعزيز الدولة

وبينما حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال زيارته البحرين، أمس، إيران على «مساعدة» المجموعة الدولية في وقف النزاع السوري، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده «نفذت مهمتها الرئيسية بسورية وهي تعزيز الدولة والحكومة الشرعية»، معتبراً أنه «لا يزال من المبكر الحديث عن تحول جذري للوضع في سورية».

ولفت بوتين، في تصريح أمس، إلى أن «الجيش السوري يواصل تقدمه ويحرر مناطق جديدة من قبضة الإرهابيين حتى بعد سحب الجزء الأساسي من القوات الروسي»، مؤكداً أنه «تم وضع آلية مراقبة الهدنة في سورية وهي تعمل بشكل مستمر».

(دمشق، موسكو، جنيف  أ ف ب، رويترز،  د ب أ، كونا)

عودة الدفعة الأولى من سكان تدمر

بعد حوالي أسبوعين من طرد الجيش السوري للتنظيم من تدمر، تستعد الدفعة الأولى من سكان المدينة الأثرية للعودة إلى منازلهم غدا، وفق مصدر حكومي أفاد أمس بأنه "بدأ تسجيل أسماء العائلات الراغبة بالعودة، ليتبعها عدد آخر بشكل تدريجي طيلة أيام الأسبوع المقبل".

ودفعت سيطرة "داعش" في مايو الماضي على المدينة نحو 70 ألفاً إلى الفرار، وتحديداً باتجاه مدينة حمص، مركز المحافظة، فيما بقي فيها نحو 15 ألفاً عاشوا تحت قوانين التنظيم المتطرف.

وتأتي العودة إلى تدمر بعد إنهاء فرق هندسية روسية وسورية متخصصة، نزع الألغام التي خلفها التنظيم وراءه، وإعادة فتح الطرق إلى الأحياء السكنية، التي "دمر 45 في المئة منها"، وفق المصدر الحكومي، وأيضاً غداه انطلاق المرحلة الأولى من أعمال تأهيل البنى التحتية في تدمر، وفق ما أعلن محافظ حمص طلال البرازي خلال زيارته المدينة.