مع بدء النظام السوري وحلفائه حملة انتقامية، هي الأعنف منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في فبراير الماضي، على بلدة تلة العيس بريف حلب، التي شهدت إسقاط «جبهة النصرة» طائرة حربية وأسر قائدها، نفّذ تنظيم «داعش» هجوماً واسعاً قرب العاصمة دمشق رداً على الخسائر التي مني بها في عدة مواقع أخرى.
شن مقاتلو تنظيم «داعش» ليل الثلاثاء- الأربعاء هجمات كبيرة على مناطق النظام السوري قرب دمشق، استخدموا فيها خمس عربات ملغومة، وقصفوا مواقع عسكرية قرب قاعدة جوية جنوب شرقي العاصمة، مما أسفر عن مقتل 12 جندياً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.وفي بيان على وكالة «أعماق» التابعة له، قال التنظيم: «في عملية مباركة تمكن جنود الخلافة من الهجوم على محطة (كهرباء) تشرين الحرارية الواقعة شرق دمشق، استطاعوا خلالها تدمير الثكنة المعدة لحماية المحطة»، التي تقع على بعد 50 كيلومتراً شمال شرقي دمشق.وإذ أقر مصدر عسكري سوري، بأن التنظيم شن هجمات، لكنه قال، إن كل من شارك فيها قتل، أشار المرصد إلى أن القوات الحكومية ردت بالقصف والغارات الجوية واستهدفت بلدة الضمير على بعد 40 كم شمال شرقي دمشق، التي يسيطر عليها فصيل متعاطف مع «داعش»، ما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين ونحو 28 جهادياً وقائدي السيارات الملغومة.معركة العيسفي السياق، شنّ جيش الرئيس السوري بشار الأسد هجوماً كبيراً ليلة الأربعاء على مقاتلي المعارضة جنوبي حلب، وصف بأنه الأعنف منذ دخول الاتفاق الروسي- الأميركي لوقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ في فبراير الماضي.ووفق المرصد، فإن الضربات الجوية والمدفعية والصواريخ استخدمت في الهجوم الهادف إلى استعادة بلدة تلة العيس، التي انتزعها مقاتلو المعارضة في الأيام القليلة الماضية من قبضة النظام وميليشيات إيران و»حزب الله» وشهدت، أمس الأول، إسقاط «جبهة النصر طائرة حربية وأسر قائدها. وقال الجيش النظامي وحلفاؤه في بيان على موقع قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله»: «بدأت وحدات من الجيش العربي السوري والحلفاء في حلب وريفها الرد على انتهاكات المجموعات الإرهابية وجبهة النصرة الذين نقضوا الهدنة».خسائر وتقدموبينما أكد المقاتل في كتائب «ثوار الشام» التابعة لحركة «جبهة الشام» هاني الخالد، أنه تم صد الهجوم، وأن المقاتلين الشيعة الذين يقاتلون مع قوات الأسد تكبدوا خسائر كبيرة، ذكر المرصد أن القوات الحكومية حققت تقدماً لكنها لم تتمكن من السيطرة على تلة العيس، التي تحتجز فيها «النصرة» الطيار السوري خالد أحمد سعيد ورتبته عميد طيار وينحدر من اللاذقية، وبثّت تصريحات له كشف فيها معلومات وتفاصيل مهمته، التي كان في طريقه لتنفيذها، قبل إسقاط الطائرة «سوخوي 22 أم 4».الشيخ مقصودوفي مدينة حلب نفسها، واصلت فصائل المعارضة، وبينها «فيلق الشام» وحركة «أحرار الشام»، أمس، قصفها لحي الشيخ مقصود، الذي شهد مقتل 18 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال وأصيب 70 آخرون منهم 30 طفلاً، جراء قذائف أطلقتها فصائل مقاتلة، أمس الأول، على الحي ذي الغالبية الكردية، وفق المرصد الذي أكد أن الهجوم يعد «انتهاكاً واضحاً للهدنة».«القبعات الخضر»إلى ذلك، وصلت مجموعة من «القبعات الخضر»، وهي وحدة «كوماندوز» تابعة للجيش الإيراني، إلى بلدة الحاضر بريف حلب، مساء أمس الأول. ونشر موقع «أخبار الحرب في سورية والعراق» التابع للمعارضة الإيرانية، صورة لهذه الوحدات، وقال إن عملياتها لقطع طريق دمشق- حلب باءت بالفشل، وأن العمليات القادمة ستكون بلدات العيس والزربة وإيكاردا، من ضواحي خان طومان بريف حلب، غير أنهم فشلوا بالتقدم إلى العيس، نظراً لصد قوات المعارضة لهجماتهم.الألغام والخردلوفي حمص، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس، عن إزالة أكثر من 1500 لغم في مدينة تدمر.وإذ أكدت زاخاروفا أن الهدنة قائمة بشكل عام، أعربت عن قلقها الشديد من «قصف داعش المطار العسكري في دير الزور باستخدام صواريخ مزودة بغاز الخردل»، داعية إلى ضرورة التصدي لذلك بحزم.«جنيف 3»سياسياً، نفى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد تغيير رئيس وفد دمشق إلى محادثات بشار الجعفري «جنيف 3»، مؤكداً أن الوفد سيذهب إلى الجولة الثالثة للمحادثات بعد انتهاء الانتخابات التشريعية في 13 أبريل الجاري.ولفت المقداد إلى تفهم الحلفاء والأصدقاء لمشروع دمشق السياسي، الذي يبدأ بحكومة موسعة، تستوعب المعارضات، وتشكل لجنة صياغة الدستور، وتقود البلد بتفويض من البرلمان، كاشفاً عن زيارات في الأيام المقبلة ستقوم بها وفود سورية إلى عواصم عربية وأوروبية تغير مزاجها بعد الإرهاب الذي ضربها.اختبار الأسدوفي واشنطن، التي طالبت موسكو بالضغط على دمشق للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس الأول، أن المحادثات المرتقب انطلاقها الاثنين ستختبر ما إذا كان الأسد يمكنه التفاوض بنية حسنة أم لا، مشدداً على أنه لا توجد طريقة لإنهاء الأزمة، في ظل بقائه في السلطة، «لذلك لابد أن تقر إيران وروسيا بأنهما إذا أرادتا تحقيق السلام، فلابد أن يرحل الأسد». وخلال استقباله مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا في موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأول، أن «روسيا وأميركا ملتزمتان بدعم المفاوضات»، داعياً ديميستورا إلى «السعي نحو توحيد جهود القوى الخارجية للمساهمة في فعالية الحوار».
دوليات
«داعش» يهاجم قرب دمشق... والنظام «يستميت» في العيس
07-04-2016