بيروت تستضيف مؤتمر «التأريخ العربي وتاريخ العرب»

نشر في 13-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 13-04-2016 | 00:01
No Image Caption
يعقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات المؤتمر السنوي الثالث للدراسات التاريخية في موضوع {التأريخ العربي وتاريخ العرب: كيف كُتب تاريخ العرب؟ وكيف يُكتب؟ الإجابات الممكنة} من 22 إلى 24 الجاري في بيروت.
تتناول المحاور المقترحة لأبحاث مؤتمر {التأريخ العربي وتاريخ العرب} أربع نقاط هي:

• التحقيب التاريخي العربي: هل يصح التحقيب الكلاسيكي الأوروبي (قديم، ووسيط، وحديث) على التاريخ العربي؟ كيف ينظر المؤرّخون العرب المعاصرون إلى تاريخهم؟ نماذج.

• تاريخ عربي أو إسلامي أو عربي – إسلامي أو تاريخ عالمي مقارن؟ لماذا؟ وكيف؟ دراسة نماذج.

• التأريخ للقطريات العربية من وجهة نظر الدولة الوطنية: الحال والمأزق والأفق؟ نماذج.

• حقول جديدة ومناهج جديدة في الكتابة التاريخية العربية أو تاريخ البنى والأفكار والعواطف والأمراض (المرض والجنون) والمناخ والأوبئة: رؤية تجديدية ومراجعة نقدية.

تقليد سنوي

أطلق «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» عام 2014 مؤتمره السنوي الأول للدراسات التاريخية (21 – 23 فبراير 2014) في بيروت، بعنوان: «التاريخ الشفوي: المفهوم والمنهج وحقول البحث في المجال العربي»، وفي السنة التالية عقد مؤتمره السنوي الثاني للدراسات التاريخية في العاصمة اللبنانية بعنوان: «مئة عام على الحرب العالمية الأولى: مقاربات عربية» (20 – 22 فبراير 2015).

اختار «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» بيروت لعقد مؤتمره السنوي للدرسات التاريخية، بهدف تكريس هذا التقليد العلمي السنوي في البحث التاريخي وتطويره وتحقيق عملية التواصل بين المؤرخين العرب، والتراكم في المعرفة التاريخية.  

يهدف المؤتمر إلى البحث في احتمال كتابة تاريخ العرب بناء على أسئلة يمكن طرحها من زاوية نظر المؤرخ المعاصر، بدءاً بالسؤال، هل من تاريخ للعرب وحدهم وهل من تاريخ واحد للعرب؟ وانتهاء بأسئلة التحقيب. تطرح هذه الأسئلة بالطبع من زاوية نظر التأسيس لأمة عربية، ومن زاوية نظر الدولة العربية بعد الاستقلال، وأخيراً من زوايا نظر نقدية أخرى.

يتناول المؤتمر الكتابة التاريخية العربية التي شهدت بدءاً من عشرينيات القرن العشرين وثلاثينياته، نهضة اتسمت باستخدام مناهج البحث التاريخي الحديث، وذلك عبر تطوّر بالتدريج لأجيال من المؤرخين العرب الذين درسوا في جامعات غربية أو اطلعوا وتمكنوا من المناهج والطرائق الحديثة، فأتقنوا أدوات النقد والتحقيق في الوثائق والمصادر وأنتجوا معرفة تاريخية مرموقة.

هذا الإرث من المعرفة التاريخية الحديثة، جدير بأن يعاد درسه من زاوية المعالجة التحليلية النقدية للمضامين التي شملتها هذه الأعمال، وللمناهج والمدارس التي اعتمدت عليها، ومن زاوية المساءلة عن الحصيلة المعرفية المتحققة في هذا المجال، إذ يصح التساؤل: أين أصبحنا الآن بعد هذا الكمّ من الإنتاج؟ وهل وصلنا إلى ما تسميه إبستيمولوجيا العلوم «عائقاً معرفياً» في البحث التاريخي العربي المعاصر، يحتاج إلى تجاوز وتجديد؟ كيف وما هي الأسئلة الجديدة أو المعلقة؟

المؤتمر الأول

تحت عنوان «التاريخ الشفوي: المفهوم والمنهج وحقول البحث في المجال العربي»، اندرجت جلسات المؤتمر الأول ضمن ثلاثة محاور: الأول في المفهوم والمنهج والوسائل، الثاني في الحقول التطبيقية الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، الثالث في مقاربات جديدة ذات فرادة (تاريخ المهمّشين).

لاحظ المؤتمر أن التاريخ الشفوي عديم الحضور في الأوساط العلمية العربية سواء الجامعية أو الثقافية، وإن كان له حضور خجول في بعض الكتابات الدعوية

فإن دوره لا يزال ثانوياً ومحدوداً جداً.

توقف المؤتمر عند اكتساب التاريخ الشفوي أهمية راهناً مع الثورات العربية. فرغم التغطية الإعلامية الحديثة ودور تكنولوجيا الاتصال والتواصل التي ظهّرت كثيراً من الصور والأخبار والحوارات، تبقى قطاعات من المشاركين في الثورات، بل ربما من صانعي الحدث والفاعلين فيه، على هامش الإعلام وأدوات الاتصال الحديثة، أي من «المسؤولين» الذين لم يظهر صوتهم، و{صوت» هؤلاء قد يعني شيئاً آخر»، أو شيئاً مضافاً إلى ما كُتب، وإلى ما بثه الإعلام وأدوات الاتصال الأخرى.

المؤتمر الثاني

ناقش المؤتمر تحت عنوان «مئة عام على الحرب العالمية الأولى: مقاربات عربية» أربعة محاور: مراجعة نقدية لما كتب عن الحرب العالمية الأولى وتداعياتها عربياً، السياسات الدولية والمشاريع السياسية المحلية خلال الحرب (الدول والإدارات وتطلعات الأعيان والنخب المحلية وبرامجها)، آثار الحرب اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً في المجتمعات العربية، الثورات العربية في مرحلة ما بعد الحرب.

رأى المؤتمر أنه في سياق الحرب العالمية الأولى، تقاطعت مشاريع النخب المحلية والأعيان والشيوخ والملوك مع المشاريع الإمبريالية في العالمين العربي والإسلامي، وتشابكت معها أحياناً أخرى، فكيف حصلت كل هذه الوضعيات التاريخية، وحالات التقاطع والاشتباك والتوافق أيضاً؟ «الحدث» هنا. لم تعد ثمة واقعة معزولة، أو معركة من الماضي خاسرة أو رابحة. أضحى «الحدث» مفتوحاً على «المستقبل» الذي أصبح ماضينا اليوم...

أشارت الأوراق البحثية إلى أن «الحدث» وتداعياته الكبيرة والصغيرة دخل في الوثائق المكتوبة، والكتب التاريخية على أنواعها المختلفة، وفي الذاكرة الجماعية عبر مسالك في الوعي الجمعي وفي اللاوعي الجمعي، بصور شتى، ربما تكون صحيحة أحياناً، وربما تكون مشوّهة، أو معدّلة في اتجاه التقبيح أو التحسين أحياناً أخرى.

back to top