وقف البرامج... قرار القناة أم المشاهد؟

نشر في 05-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 05-04-2016 | 00:01
هل بات الجمهور يتحكّم في استمرار البرامج على الشاشات؟ سؤال يرتسم في الفترة الأخيرة بعدما شنّ نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حرباً شرسة ضد برامج وتوقفت بطلب منهم، آخرها {الملكة} مع الفنانة الإماراتية أحلام على قناة دبي الإماراتية، الذي توقف بعد عرض حلقته الأولى.

يرى الإعلامي أسامة كمال، مقدم برنامج «القاهرة 360»، أنه «منذ انطلاق العمل الإعلامي والعصمة في يد المشاهد وله القوة والسيطرة، لأنه صاحب الكلمة العليا في تحديد ما يشاهده. هكذا، استحسانه برامج معينة يضعها في المقدمة، فيما يتم الاستغناء عن برامج أخرى لا تحقق نجاحاً، غير أن لا معايير محددة لعلاقة المشاهد بما تقدمه شاشات التلفزيون المختلفة من محتوى أو مادة مصورة».

يضيف أن «قرار وقف برنامج أمر يخصّ إدارة القناة، فثمة شاشة تتحمّل الهجوم الذي يشنّ عليها وأخرى لا، وهذا التحمل نابع من قدرة الإدارة على مواجهة أي حملة انتقاد تُشنّ ضد أحد برامجها، بحجة أن مضمونه لم يتضح بعد وعلى المشاهد الانتظار قليلاً لتظهر الملامح كاملة».

يتابع أن «قنوات أخرى تتراجع مع أول موجة انتقادات توجه إلى أحد برامجها فتقرر وقفه، وهو إعلان ضمني منها باستسلامها أمام الهجوم، وفي بعض الحالات تستخدم تلك الانتقادات كذريعة لوقف برنامج معين لا تفضّل وجوده على خريطتها.

 

العصمة بيد المشاهد

يعتبر محمد العقبي، مقدم «من الآخر» على قناة «روتانا مصرية»، أن وقف برنامج ريهام سعيد أكبر دليل على أن العصمة في يد المشاهد في ما يتعلق باستمرار برنامج ما، مؤكداً أن للرأي العام في مصر قوة وسيطرة على ما يريد أن يشاهده عبر شاشات التلفزيون، مستشهداً بالانتقاد الشديد الذي ملأ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إثر عرض الحلقة الأولى من برنامج «وش السعد» على «إم بي سي مصر» للنجم الكوميدي محمد سعد، بسبب ما بدر منه من أداء غير متوقع وغير مناسب للعرض على التلفزيون، وليتلافى في الحلقات التالية ما أغضب الجمهور، ما اعتبره العقبي دليلاً على أن العصمة فعلاً في يد المشاهد والكلمة العليا له.

يضيف: «يعلم الإعلاميون أنفسهم أهمية رأي المشاهد، لذا يحسبون  للجمهور ألف حساب، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يعبّر المشاهد عن رأيه بحرية، وتشكل رأياً عاماً مع أو ضد.

يتابع العقبي أن أي إعلامي يعلم جيداً أن المسألة «عرض وطلب»، وما يلقى انتقاداً من البعض قد يلقى قبولاً من البعض الآخر. بمعنى أدق، ما دامت لا توجد تجاوزات، فمن الطبيعي أن يتعرّض أي برنامج للتقييم، سواء بالسلب أو الإيجاب، وهو ما يلعب عليه كل إعلامي، بأن تكون له فئة معينة من المؤيدين توازن الانتقاد الذي قد يأتيه من فئة أخرى لا يروق لها ما يقدمه.

دور تفاعلي

يشيد الدكتور محمود علم الدين، أستاذ في كلية الإعلام -جامعة القاهرة، بالدور التفاعلي الذي يقوم به الجمهور أثناء متابعته أي تغطية إعلامية أو برامج تعرض على شاشات التلفزيون، مؤكداً أن هذا الدور جعل الكلمة العليا في الحكم على أي برنامج أو مادة إعلامية في يد المشاهدين، وهو ما تهتم به الشركات المعلنة، فلو تمت مهاجمته لا يحظى بأي إعلانات والعكس صحيح.

يضيف أن وعي المشاهد ازداد في الفترة السابقة، ما أكسبه قدرة على التمييز بين الصالح والدقيق والطالح، وبالتالي أصبحت القنوات التلفزيونية تقيم وزناً لرأي الجمهور في ما يستحسنه أو يستهجنه، حتى أصبح البوصلة التي تحرك تلك القنوات.

يتابع: «واقعة الانتقاد الشديد لبرنامج ريهام سعيد خير دليل على أن العصمة في يد المشاهد، يختار ما شاء من البرامج ويمنحها دعمه أو ينتقدها وفقا لرؤيته».

يوضح أن بعض القنوات اضطر، في الفترة الماضية، إلى وقف برامج معينة أو إصدار بيانات توضيحية لشرح وجهة نظر القناة بشأن استمرارية عرض برنامج، احتراماً لرأي المشاهدين، ما يعكس أهمية دور المشاهد في نجاح العملية الإعلامية واستمرارها أو فشلها وتوقفها.

back to top