ياسمين سُبُل... مضيفة أصبحت أيقونة للشجاعة
رفضت مغادرة الطائرة والنجاة بحياتها، وعادت مجدداً بعد إيصال أحد الركاب المحررين، لتبقى مع الرهائن حتى يفرج عنهم جميعاً، هي المضيفة ياسمين سُبل (33 عاماً)، "أيقونة الشجاعة النسائية" أو "حفيدة إيزيس"، كما لقبها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، تخرجت في جامعة "عين شمس" عام 2005، وفي أواخر العام ذاته التحقت بالعمل في شركة "مصر للطيران".ياسمين تعد شاهداً رئيسياً على واقعة اختطاف الطائرة، التي بدأت عندما طلب الخاطف من طاقم الطائرة التوجه إلى قبرص، فحافظت ياسمين على ثباتها الانفعالي محاولة تهدئة الخاطف ومسايرته، طوال الساعات السبع التي قضاها الجميع على متن الطائرة بين السماء والأرض.
وعلى الرغم من الضغط النفسي الذي كانت تشعر به، فصلت ياسمين بين مشاعرها وواجبها، وقامت بدورها على أكمل وجه، واستطاعت إقناع الخاطف بالإفراج عن الركاب، ثم رافقت الرهائن المحررين حتى سلالم الطائرة، لتعود مُجدداً إلى متنها دون النجاة بروحها معهم. وقفت بثبات على باب الطائرة، رغم علمها أن شخصاً مريباً بداخلها يرتدي حزامأ ناسفاً، وكانت تعلم جيداً أنها قد تموت وتصبح الرحلة رقم 181، آخر رحلة في حياتها، لكنها كانت تدعم الركاب وتهون عليهم الموقف وتودعهم ثم تعود مرة أخرى إلى داخل الطائرة لتبقى مع قائدها ومساعده وضابط الأمن، لتؤدي مهام وظيفتها.شخصية ياسمين وأداؤها الجسور دفع منظمات نسوية عِدة إلى المطالبة بتكريمها ومنحها وسام الدولة من الدرجة الأولى مكافأة لها على شجاعتها، وتأكيداً على تصدر المرأة المصرية المشاهد البطولية ومواجهتها المخاطر والمواقف العصيبة ببسالة.من ناحية أخرى، فإن الأمر ذاته ينطبق على زميلة ياسمين، المضيفة نهال البرقوقي، التي غادرت الطائرة في النهاية مع زميلتها و3 بريطانيين، وقالت البرقوقي التي تعمل في "مصر للطيران" منذ 7 سنوات، متزوجة ولديها طفلان: "كانت مهمتنا تهدئة الركاب والحفاظ على سلامتهم، والحمد لله نجحنا في ذلك".وأضافت البرقوقي لـ"الجريدة": "الأمر برمته كان صعباً، ويحتاج إلى كثير من الوقت لاستيعابه، فبعد 7 ساعات استسلم المتهم دون أي مقاومة.. هذا غير مفهوم مطلقاً".