التجميد المحتمل لإنتاج النفط لن يقدم سوى القليل لتحسين أسعار النفط، والعاصمة القطرية الدوحة مكان ليس بالمحبذ من أجل إبرام اتفاقات، فقد تعثرت جولة الدوحة حول محادثات التجارة الدولية حوالي 15 سنة، كما أن الاتفاق الذي تم هناك في 16 الجاري بين روسيا والمملكة العربية السعودية – وهما من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم – على تجميد الانتاج عند مستويات شهر يناير الماضي، في حال انضمام الدول المنتجة الاخرى، قد ينذر بنهاية مماثلة ازاء تحسين اسعار النفط.

Ad

وقد بدت تلك حصيلة محتملة عندما أعلن وزير النفط الايراني بيجان زنغانه في 17 من هذا الشهر بعد اجتماع مع نظرائه في العراق وقطر وفنزويلا في طهران ان ايران تدعم ذلك التجميد، ولكن من دون الإشارة الى استعدادها للمشاركة فيه. وقد ارتفعت أسعار النفط بعد ذلك، ولكن ما لم تشارك ايران بصورة تامة فإن التجميد قد لا يتحقق بشكل فعلي، ثم إن ايران، وبعد سنوات من العقوبات الاقتصادية التي تعرضت لها، تشعر بحافز قوي لاستعادة حصتها السوقية من دول بلغت ذروة انتاجها النفطي.

ويقول المضاربون على صعود أسعار النفط إن أي نوع من النقاش حول تجميد الانتاج يمثل مفاجأة ايجابية، ويأتي ذلك على الرغم من وجود توتر بين المملكة العربية السعودية وروسيا بسبب التدخل العسكري الروسي في سورية. وهو يتصادف أيضاً مع خفض الانتاج في صناعة الزيت الصخري في الولايات المتحدة، كما يصف ذلك أحد المحللين، مثل تدخل البنك المركزي في العملات، حيث يساعد توجه قوى السوق نحو الاتجاه ذاته، وربما يفضي أيضاً الى تعاون أوسع، وقد وصف وزير النفط السعودي علي النعيمي تلك الخطوة بأنها «مجرد بداية».

وعلى الرغم من ذلك، يوجد العديد من التحذيرات، فقد كانت السعودية وروسيا والعراق تضخ عند أو قرب مستويات قياسية في شهر يناير الماضي. والتجميد سوف يقدم القليل فقط من اجل الحد من تخمة المعروض التي رفعت من معدلات مخزونات النفط في شتى أنحاء العالم، وتعتبر تلك التخمة واحدة من أكبر الرياح المعاكسة بالنسبة الى الأسعار.

وقد قامت إيران أخيراً بتحميل أولى شحناتها من النفط الى أوروبا منذ رفع العقوبات الاقتصادية عنها في الشهر الماضي بسبب برنامجها النووي، كما أصرت على أنها تريد زيادة صادراتها النفطية بـ 500000 برميل في اليوم قبل نهاية شهر مارس المقبل.

ويشكك أحد خبراء النفط في الشرق الأوسط في أن اجتماع الدوحة قد انعقد فقط بسبب خدعة تفاوضية من جانب قطر، وهو يقول إن روسيا والمملكة العربية السعودية كانتا تظنان أن الدولة الاخرى وافقت على خفض الانتاج، وبمجرد اجتماعهما أدركتا عدم وجود مثل ذلك الاتفاق ولكنهما علمتا بعواقب الاعتراف بذلك وتأثيراته الضارة على أسعار النفط، وأن من الأفضل استخدام التجميد على شكل ورقة تين للتمويه. كما أنهما علمتا أن ايران سوف تتحمل اللوم في حال فشل ذلك التجميد.

وحتى اذا قررت الدول الكبيرة المنتجة للنفط ذات يوم أن الأسعار ضعيفة جداً بحيث يصبح من المنطقي تحقيق خفض منسق فإن ذلك قد يطرح فترة راحة مؤقتة فقط، كما أن منتجي الزيت الصخري في الولايات المتحدة قد يحاولون رفع الانتاج عندما يلمسون وجود أسعار أعلى.