في خطوة تشير إلى استعدادها لتقديم خصومات أكثر على أسعار خامها لاستعادة حصتها السوقية عقب رفع العقوبات عنها، صعدت إيران حرب الأسعار في سوق النفط، عبر تقديمها أكبر خصم مقارنة بالخام العربي المتوسط السعودي منذ عام 2008.
ويراقب كبار منتجي النفط الآخرين في الشرق الأوسط استراتيجية إيران، مع تنامي صادراتها إلى سوق متخم بالمعروض، إذ سارعت طهران الشهر الماضي بعد رفع العقوبات الغربية عنها إلى استعادة علاقاتها مع المشترين، وأمرت برفع الإنتاج 500 ألف برميل يومياً.وقال مصدر مطلع إن العادة جرت على أن تحدد إيران الأسعار الشهرية لشحناتها النفطية إلى آسيا التي تعد أكبر أسواقها، بفرق ثابت أعلى عن أسعار الخام السعودي على أساس فصلي، مبيناً أنه في الربع الأول من 2016 جرى تحديد الخصم عند 10 سنتات دون الخام السعودي. لكن مصدراً آخر ذكر أن إيران عرضت على مشتري الخام الإيراني الثقيل في شحنات مارس خصماً قدره 20 سنتاً دون سعر الخام السعودي الذي يعادل خامها جودة، مبيناً أن طهران أبقت على سعر الخام عند خصم 2.60 دولار للبرميل دون متوسط سعر خامات عمان ودبي على منصة بلاتس.جاء ذلك بعدما رفعت السعودية الأسبوع الماضي سعر الخام العربي المتوسط 10 سنتات إلى متوسط سعر خامي عمان ودبي بنقص 2.40 دولار للبرميل، في حين بقي سعر الخام الإيراني الخفيف متوافقاً مع نظيره السعودي.من جانبه، توقع الخبير النفطي محمد الشطي أن تزيد إيران تقديم الخصومات لتسهيل تصريف نفطها الثقيل، الذي يشبه في نوعيته الكويتي والعربي المتوسط.وقال الشطي لـ»الجريدة» إن إيران أعلنت سابقاً أنها اتفقت مع شركتي توتال الفرنسية وإيني الإيطالية على بيع ٣٢٠ ألف برميل يومياً من نفطها، ابتداء من النصف الثاني من فبراير الجاري، لافتاً إلى أن الأسواق الشرق الآسيوية مشبعة حالياً بالمعروض.وعن هبوط سعر برميل النفط الكويتي أكثر من 3 دولارات، ليصل حالياً إلى 23.50 دولاراً، ذكر أن ذلك يعود إلى عودة إيران إلى الإنتاج واستمرار تخمة المعروض، وارتفاع المخزون العالمي إلى مستويات قياسية، فضلاً عن ضعف الطلب، وعدم بزوغ أمل للتوصل إلى اتفاق، واعتدال الشتاء.يذكر أن منظمة «أوبك» خفضت أمس الأول توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط عام 2016 بمقدار 10 آلاف برميل يومياً، ليصل إلى 1.25 مليون برميل.
اقتصاد
إيران تخفض سعر نفطها بأكبر خصم عن «الخام السعودي» منذ 2008
12-02-2016