الشاذلي لـ الجريدة•: يجب أن يعود «التحالف السني»

نشر في 22-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 22-01-2016 | 00:01
No Image Caption
«لا أستبعد وجود وساطة سعودية للتقريب بين القاهرة وأنقرة والمصالحة تعزِّز مشاركة السيسي في القمة الإسلامية»

قال سفير مصر الأسبق لدى تركيا فتحي الشاذلي، إن الوساطة التي تطرحها السعودية للمصالحة بين القاهرة وأنقرة أمر وارد، في ضوء التحديات الإقليمية التي تواجه المنطقة. وأضاف الشاذلي، الذي شغل منصبي سفير مصر لدى السعودية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، في مقابلة مع «الجريدة» أن مستوى التمثيل المصري في القمة الإسلامية المرتقبة، سيتحدد بناءً على خطوات المصالحة. وفي ما يلي نص الحوار:
• كيف ترى الحديث عن التقارب المصري التركي في ظل الحديث عن وساطة سعودية لإعادة العلاقات بين البلدين؟

- لا أستبعد وجود محاولات للوساطة تطرحها السعودية بهدف تحسين العلاقات والتقريب بين القاهرة وأنقرة، لعدة أسباب من بينها علاقات التعاون الدولية بين مصر والسعودية من جانب ومصر وتركيا من جانب آخر، بالإضافة إلى الظروف والتحديات الدولية التي تواجه العالم حالياً، وكذا التحديات الإقليمية، وعلى رأسها ما يتعلق بلغة الثقة الزائدة التي تستخدمها القيادات الإيرانية بعد إتمام الاتفاق النووي ورفع الحظر، كما أن محور التحالف الإسلامي السني قائم تاريخياً على دول الثقل التاريخي والجغرافي والديني مصر وتركيا والسعودية والتغيرات الحاصلة التي فرضتها الأوضاع الجديدة في المنطقة وعلى رأسها التصعيد الخليجي الأخير ضد إيران فرض ضرورة عودة التحالف السني سريعاً.

• أعلنت وسائل إعلام تركية عن صلح مكتوب بين البلدين يتضمن الاعتراف بشرعية نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، كيف ترى ذلك؟

- شرعية النظام المصري لا تنتظر موافقة من أحد، والاتفاق حال توقيعه بهذه الطريقة فسيكون بمثابة اعتذار تركي عما بدر من إساءات خلال الفترة الماضية، لأن الإساءة صدرت من المسؤولين الأتراك، والمصالحة بالتأكيد ستتضمن اتفاقاً يتم بموجبه وقف القنوات التي تبث سمومها من تركيا، وتسليم الأشخاص الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية، فالأمر لا يرتبط بوثيقة فقط يتم توقيعها، لكن ستتبعها خطوات أخرى عملية لترجمة بنود الاتفاق وتطبيقها بشكل فعلي.

• هل سيؤثر التصالح على مستوى تمثيل مصر في القمة الإسلامية؟

- بكل تأكيد، في حال إتمام المصالحة، سيرتفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في الحضور وصولاً إلى إمكانية أن يشارك في القمة الرئيس السيسي، أما حال تعثرها فبكل تأكيد مستوى التمثيل سيكون منخفضاً، وعموماً فإن ما سيتم اتخاذه من خطوات وإجراءات خلال فترة الشهور الثلاثة المتبقية على انعقاد القمة هي التي ستحدد بشكل كبير هذا الأمر، بالإضافة إلى الخطوات التي سيتخذها الجانب التركي لإتمام عملية المصالحة، وبكل وضوح الكرة الآن في ملعبهم ومثلما أساؤوا لمصر عليهم أن يعتذروا.

• البعض يربط بين المصالحة والتحالف الإسلامي الذي أعلنت عنه السعودية قبل أسابيع؟

- مازالت مهمة التحالف وأهدافه حتى الآن غير واضحة المعالم، فضلاً عن أنه يضم عدداً كبيراً من الدول المشاركة فيه، لذا من المستبعد أن يكون وجود مصر وتركيا ضمن التحالف أحد عوامل الضغط على القاهرة لقبول مصالحة مع تركيا، خصوصاً إذا رأت القاهرة في المصالحة أموراً لا ترضيها ولا تحقق أهدافها سياسياً.

• هل يمكن الربط بين التقارب التركي الإسرائيلي والتصالح مع مصر للعب دور أكبر في المنطقة؟

- القاعدة التي تحكم العلاقات السياسية والدولية هي بالأساس الحرص على المنفعة المتبادلة، والتقارب التركي الإسرائيلي قائم على مصالح مشتركة بين البلدين، بالإضافة إلى أن تركيا من الدول المهمة والمؤثرة إقليمياً، وأود أن أسجل اعتراضي على الحديث عن طموحات تركية باستعادة أمجاد الدولة العثمانية، لأن الظروف السياسية تغيَّرت وتبدلت، ولم تعد تسمح بما كان يمكن قبوله في الماضي.

• هل ستؤثر الاتفاقات التي أبرمتها مصر مع قبرص واليونان على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع تركيا؟

- اتفاقات الغاز التي وقعتها مصر مع قبرص واليونان مرتبطة بالأساس بتقسيم حقول الغاز الموجودة في البحر المتوسط والمناطق الحدودية المشتبكة بحرياً بيننا وبينهم، أما بالنسبة إلى استئناف العلاقات المصرية التركية في الوقت الراهن، فهو محكوم بالعديد من التحديات الدولية وعلى رأسها الحرب العالمية على الإرهاب الذي وصل أخيراً إلى الأراضي التركية.

• هناك وسائل إعلامية تتحدث عن تباين في العلاقات المصرية السعودية، كيف تراها؟

- العلاقات المصرية السعودية راسخة جداً، ومن خصائصها أنها لا ترتبط كثيراً بالأشخاص، لأنها بالأساس علاقات على المستوى الاستراتيجي، يمكن تسميتها علاقة تكافل استراتيجي تتجاوز شخوص الحكم في البلدين.

back to top