بعد نحو 200 يوم من الحصار الخانق والتجويع الممنهج للسكان، تمكّن سكان مضايا أمس من إبعاد شبح الموت جوعاً، بعد يوم طويل تخللته عقبات وعراقيل، لينتهي بدخول مساعدات إلى المدينة الواقعة في ريف دمشق.

Ad

وبعد أن كان من المتعارف عليه أن تجري الأطراف المتنازعة خلال الحروب تبادلاً للأسرى، شهدت سورية أمس «تبادلاً للمساعدات والغذاء» بين مضايا المحاصرة من قبل قوات نظام الرئيس بشار الأسد و«حزب الله» من جهة، وقريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل «جيش الفتح» الذي يضم فصائل معارضة، بينها «جبهة النصرة»، من جهة أخرى.

وأشرف كل من الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري، وبرنامج الأغذية العالمي والأمم المتحدة على تجهيز المساعدات وإيصالها إلى البلدات الثلاث.

إلى ذلك، شنّ الطيران الروسي أمس غارة أصابت مدرسة في بلدة عنجارة في ريف حلب الغربي في شمال سورية، وأدت إلى مقتل 12 طفلاً.

سياسياً، تصاعدت التحركات الدبلوماسية قبل انعقاد مباحثات «جنيف 3» المقررة 25 الجاري، والتي يتوقع أن تشهد اختراقاً في جدار الأزمة، وفي هذا السياق، التقى منسق وفد المعارضة المفاوض في تلك المباحثات، رئيس الحكومة السورية المنشق عن النظام رياض حجاب أمس، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس في باريس.

وأبدى حجاب تخوفه من تصعيد عسكري إيراني في سورية، على خلفية التطورات الإقليمية، مشيراً إلى أن المعارضة لن تكون قادرة على دخول مفاوضات جدية مادامت هناك «قوات أجنبية» تقصف سورية، في إشارة إلى موسكو.

في المقابل، اعتبر هولاند أن «الحكم على رغبة النظام الفعلية في التفاوض سيكون عبر وقف قصفه الأعمى وسياسته الهادفة إلى تجويع مدن كاملة، في خرق فاضح للقوانين الدولية»، داعياً إلى «اتخاذ إجراءات إنسانية فورية تعطي الأولوية للمناطق المحاصرة، خصوصاً مضايا، تمهيداً لتوفير الشروط الكفيلة بوقف جدي لإطلاق النار».

وشدد الرئيس الفرنسي على أن «بشار الأسد لا يمكن أن يكون له دور في سورية الغد».

(دمشق، باريس ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)