إصرار على الاستمرار

نشر في 12-03-2016 | 00:01
آخر تحديث 12-03-2016 | 00:01
فادي ابراهيم

«يدفع تقاعس الدولة عن الاهتمام بالفنان اللبناني الأخير إلى التفكير بالاعتزال والهجرة، بحثاً عن عمل يؤمن له عيشاً كريماً وآخرة مضمونة»، يؤكد فادي ابراهيم، لافتاً إلى أنه عندما انطلق في الدراما اللبنانية وتعمّق فيها «أغرمنا ببعضنا البعض، فصارت علاقتي بالمجتمع والناس وبالمجموعة الدرامية وثيقة».

يضيف: «لا أنظر إلى موقعي في الدراما اليوم. أحاول  تنفيذ أعمال أستطيع من خلالها ترجمة مشاعري وأفكاري».

وعمّا إذا كانت الأدوار المسندة اليه توازي عطاءاته ومسيرته الطويلة يتابع: {طبعاً، وإلا لما قبلت بها. فضلاَ عن أن الأعمال التي شاركت فيها في مصر والأردن وسورية وإيران تصبّ في خانة الدراما العربية الشاملة وليس الدراما ذات الخصوصية اللبنانية فحسب}.

يشير إلى أن ثمة منتيجن يتجاهلون نجوميته عندما يعرضون عليه نوعية معينة من الأعمال، ويقول في هذا السياق: {يدرك البعض أنني ممثل جيّد يمكنني أداء نوعية معينة من الأدوار، فيما يشعر البعض الآخر بأن اسمي يضيف قيمة إلى المحطة التي ستعرض العمل، أو يثير اهتمام الجمهور. لذا لا أخفي ما قاله أحد المنتجين بأن اسمي {بيّاع}، يعني أن وجودي ولو في دور صغير، يمكن أن يضيف إيجابية إلى العمل، فضلاً عن أن علاقتي جيدة مع الزملاء}.

رندا الأسمر

{رغم غيابي المتكرر عن الشاشة فإنني لا أفكر في الاعتزال} تؤكد رندا الأسمر، موضحة أنها تدأب على تقديم أعمال جديدة باستمرار.تضيف: {حين أغيب عن الشاشة أكون منهمكة في شؤون فنيّة تتعلّق بالمسرح أو ترجمة نصوص أو الإنتاج، لكن البعض ينظر إلى الممثل الغائب عن الشاشة كأنه مستقيل من المهنة أو يريد الاعتزال}.

تتابع أن التلفزيون بات رفيق الناس الدائم، لذا يظنّ هؤلاء ألا شيء متوافراً خارج إطاره، ولم يعد لديهم فضول في اكتشاف هذا الخارج، محملةً المسؤولية إلى كل من يتحدث عن التمثيل في الإعلام ولا يذكر المسرح.

حول مدى تفاعل الجمهور مع إطلالتها الجديدة تقول: {لست من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، لكن عندما نشرت صورة للشخصية التي جسّدتها في مسلسل {ياسمينة} تلقيت سيلاً من الرسائل الداعمة والمعبّرة عن الشوق لمشاهدتي عبر الشاشة. لذا لا يُعتبر الغياب سيئاً إلى هذا الحدّ ولا أخشى أن ينساني الجمهور مع انطلاقة نجوم جدد ترافقهم حملة إعلانية مكثفة، لأن ثمة مساحة كافية لكل شخص ليثبت جدارته بموقعه عبر موهبته وجهده}. وتلاحظ أن المشاهد يسعى إلى التسلية والمتابعة والتشجيع، إنما يدرك في الوقت نفسه كيفية التمييز بين الجيّد والسيّئ، لذا لا يمكن غشّه، مؤكدة أن الممثل عندما ينطبع في ذاكرة الناس من الصعب إزالته ونسيانه، وأنها تغيب لرفضها المشاركة في أعمال لا تقنعها.

باسكال صقر

{مهما تعرّض الفنان الحقيقي لصعوبات وعراقيل يبقى قرار الاعتزال صعباً لديه، ما دام قادراً على تقديم أعمال جديدة} توضح باسكال صقر، مشيرةً إلى أن الجمهور أحبّ الأعمال التي قدمتها وحفظها في وجدانه، لأنها أدتها بصدق واحترام له وللوطن، {فتخطت الزمن وانتقلت من جيل إلى جيل}، حسب قولها.

تتابع أن النمط الجديد في الإنتاج الفنّي يعرقل مسيرتها على غرار نجوم كثر، إلا أنها تصرّ على الاستمرار وتقديم أعمال جديدة، وتقول: {لا شك في أن دخول شركات عربية إلى الخطّ فضلاً عن ازدياد جوّ المنافسة، مع توافر فضائيات عربية وتدخّل سوق المال والأعمال، ذلك كله يحول دون قدرتنا على منافسة من هو متمكّن مادياً وقادر على الإطلالة بكثافة عبر الشاشة وفي الاذاعات، ما حدّ من إنتاجنا الفنّي}.

وترى أن الفنان يجب أن يكون قدوة وينوّع في أعماله، فلا يلغي نوعاً من أجل آخر، لأن الجمهور يحبّ الأنواع كافة، فأحياناً يريد الرقص والاستمتاع بأغانٍ شعبية، وأحياناً أخرى يريد أن يحلم من خلال أغانٍ رومانسية.

back to top