الجولة الـ 17 لـ «ڤيڤا»: روح لاعبي القادسية صنعت الفارق

نشر في 15-02-2016 | 00:04
آخر تحديث 15-02-2016 | 00:04
فاز القادسية على العربي في الجولة الـ17 من منافسات دوري ڤيڤا بأداء ممتع، ليؤكد اللاعبون أن روحهم القتالية صنعت الفارق مع الآخرين، رغم كل المشاكل التي مر بها الأصفر هذا الموسم.
ظلت الحال على ما هي عليه في المنافسة المشتعلة على لقب دوري ڤيڤا هذا الموسم، بانتهاء الجولة الـ17 للبطولة، بفوز الثلاثة الكبار «القادسية والسالمية والكويت»، علما بأن الأبيض لعب مباراة أقل من الأصفر والسماوي، ما يعني أنه يمتلك فرصة كبيرة في معادلة رصيد الفريقين من النقاط (41 نقطة).

الجولة منحت جمهور القادسية الثقة بالنفس بشكل واضح، وذلك من خلال قدرة الفريق في المنافسة على اللقب هذا الموسم واستعادته مجددا، في حين ضاعفت الخسارة أحزان جماهير العربي، بعدما ذهب بصيص الأمل في المنافسة على البطولة أدراج الرياح!

ويبدو أن الأمور تسير في طريقها إلى حسم اللقب في الجولة الأخيرة، في ظل الرغبة القوية لثلاثي المقدمة في المنافسة على حصد لقب البطولة، لذلك فمن البدهي والمنطقي أن يلعبوا المباريات المقبلة بروح بطولات الكؤوس، التي لا بديل فيها عن تحقيق الفوز.

«الجريدة» بدورها تلقي الضوء على أبرز إيجابيات وسلبيات فرق المقدمة في الجولة الـ 17.

القادسية يستاهل

رغم الإمكانات الضعيفة للقادسية هذا الموسم، «على غير العادة»، والتي تسببت في الكثير من الأزمات داخل الفريق، وأهمها مطالبة المحترفين وبعض المحليين، في مقدمتهم حمد أمان، بالرحيل، بجانب عدم اهتمام إدارة النادي بالفريق، فإن لاعبي القادسية أكدوا أن الروح القتالية التي يتمتعون بها قادرة على صنع الفارق مع الآخرين وقلب الموازين!

لاعبو القادسية نجحوا في التلاعب بلاعبي العربي في عقر دارهم، وقدموا مستوى رائعا توج بخطف ثلاث نقاط هي الأغلى في الموسم الحالي، إذ إن تحقيق التعادل أو الخسارة كان سيتسبب في تصدير المشاكل للأصفر.

وللمرة الأولى ينجح مدرب اللياقة البدنية داليبور الذي تولى الإدارة الفنية بعد رحيل راشد بديح، في قراءة المباراة بشكل ممتاز، إذ كان لنزول سعود المجمد بدلا من ايفان أكبر الأثر في منح الهجوم فاعلية أسفرت عن هدفين.

القادسية نجح في الفوز بالنقاط الثلاث، وبأداء أنيق، لكنه فرط في تحقيق فوز بعدد غير مسبوق من الأهداف، بعد تسابق اللاعبين في إهدار الفرص تباعا، بسبب سيطرة روح الأنانية عليهم «أحيانا»، إضافة إلى تألق الحارس حميد القلاف.

في المقابل، فإن العربي قدم المباراة الأسوأ له هذا الموسم، وربما انعكست الثقة المفرطة لجماهير النادي بتحقيق الفوز على المنافس سلبا على اللاعبين، إلى جانب السرية التي اتبعها «المؤلف» بوريس بونياك مدة أسبوع كامل، ليصبح استاد صباح السالم أقرب إلى «السجن» بسبب رفضه حضور الجماهير ووسائل الإعلام التدريبات مدة أسبوع، ومن ثم وضع لاعبوه تحت ضغوط عصبية ونفسية هائلة.

العربي لم يقدم في المباراة شيئا يذكر، وأثبت لاعبو خطي الوسط والدفاع أن اختراقهم والوصول لمرمى القلاف أمر لا يتطلب مجهودا يذكر، ومن ثم لا يستحق البعض منهم ارتداء قميص النادي!

السالمية حقق الأهم

من جانبه، تمسك السالمية بالبقاء على القمة مناصفة مع القادسية، ونجح في تحقيق الفوز على اليرموك برباعية، لكن يحسب لليرموك الشجاعة التي تحلى بها لاعبوه وتهديدهم مرمى الحارس خالد الرشيدي في خمس مناسبات على أقل تقدير، منهم «هدف» الفريق الوحيد، لكن يؤخذ عليهم إهدار الفرص بهذا الشكل الغريب.

أما السالمية، فلم يظهر بالمستوى المأمول، إذ اهتز أداء الفريق بشكل لافت، رغم اكتظاظ صفوفه بلاعبين محليين ومحترفين ولا أروع، لذلك بات يتعين على المدرب سلمان السربل أن يعيد حساباته كثيرا في المباريات المقبلة، سواء في طريقة اللعب أو إعادة تنظيم خطي الوسط والدفاع بعدما تم «ضربهما» كثيرا في الهجمات المرتدة.

باختصار شديد، السالمية قادر على تحقيق الانتصارات بسهولة، لكن الفريق مطالب بتقديم وجبات فنية دسمة لجماهير الكرة بمختلف ميولها، خصوصا أن الفوز وحده لا يكفي!

الكويت استعاد بريقه

من جهته، نجح الكويت في استعادة بريقه من خلال تقديم مستوى جيد أمام الجهراء، خصوصا في الشوط الثاني، وتنفس الجهاز الفني بقيادة الجنرال محمد إبراهيم الصعداء بهذا المستوى، لاسيما أن الأبيض لم يظهر بمستوى جيد في الجولات السابقة باستثناء مباراة أو اثنتين على الأكثر.

وأكد المهاجمان الأردني حمزة الدردور والمغربي ياسين الصالحي أنهما صفقتين من العيار الثقيل، فالدردور واصل إحراز الأهداف، ليصل رصيده إلى 3 أهداف في مباراتين، كما أكد الصالحي أنه يمتلك خبرة رائعة.

خيطان والصليبيخات يبدعان

وفي الجولة ذاتها، واصل خيطان ابداعاته ونجح في تحقيق فوز مستحق على الساحل بأربعة أهداف، مصحوبا بمستوى جيد للغاية، ليؤكد الفريق أنه يستحق لقب الحصان الأسود في الموسم الحالي دون منافس.

كما نجح الصليبيخات في مواصلة ابداعاته بالفوز على النصر بهدف نظيف، ويُعد المدرب المصري عماد سليمان من أفضل المدربين هذا الموسم، لاسيما أنه نجح في الوجود بمركز جيد، رغم قلة الإمكانات وغياب عدد كبير من اللاعبين عن التدريبات والمباريات.

دموع بنيان... ؟

أثارت الدموع التي ذرفها نائب مدير جهاز الكرة بالقادسية، محمد بنيان، عقب الهدف الذي أحرزه سلطان العنزي في الدقيقة 32 من زمن لقاء الديربي، العديد من علامات الاستفهام، خصوصا أن الأصفر لم يحسم البطولة بعد، كما أن الهدف لم يأت مع صافرة الحكم الأخيرة.

بنيان الذي يتسم بالإخلاص في عمله والوفاء لناديه، فسر هذه الدموع لبرنامج الديوانية بعد المباراة، مبينا أنها جاءت بشكل تلقائي نظرا للضغوط التي تعرض لها اللاعبون في الفترة الماضية.

بنيان سبق أن ذرف دموعه في استاد محمد الحمد بنادي القادسية، حينما شغل منصب مدير منتخبنا الوطني الأولمبي، بعد خروج الفريق من التصفيات المؤهلة لأولمبياد بكين 2012 على يد المنتخب الياباني بالخسارة في طوكيو 1-3 والفوز في الكويت 2-1.

أرقام من الجولة

• شهدت الجولة الـ17 إحراز 17 هدفا، بمعدل 2.8 هدف في المباراة الواحدة وهو معدل جيد، علما أن هذه الجولة من أقل الجولات تهديفا.

• غابت التعادلات، حيث انتهت المباريات الست بالفوز، وهي من المرات النادرة في الموسم الجاري.

• لم يحتسب الحكام ركلات الترجيح في هذه الجولة، كما أنهم لم يخرجوا إلا بطاقة حمراء وحيدة، تلك التي تم إشهارها للاعب السالمية بدر السماك في مواجهة اليرموك.

• رغم أن أكثر من لاعب حقق لقب هاتريك (3 أهداف) في الجولات السابقة، فإن الجولة الـ17 لم تشهد لقب «الهاتريك»، إذ اكتفى لاعبان فقط بإحراز هدفين لكل منهما، وهما محترف السالمية جمعة سعيد، ولاعب خيطان مبارك النصار.

• رغم خصم الأهداف الثلاثة لمحترف العربي فراس الخطيب، التي أحرزها في مرمى الساحل بعد احتساب النتيجة لمصلحة الأخير 3 - صفر، مازال الخطيب يتربع على قمة الهدافين برصيد 15 هدفا، يليه محترف كاظمة باتريك فابيانو في المركز الثاني برصيد 12 هدفا، ثم بدر المطوع في المركز الثالث بـ11 نقطة، ثم لاعب السالمية حمد العنزي وزميله الإيفواري جمعة سعيد في المركز الرابع ولكل منهما 9 أهداف.

غوران يحتاج إلى محترف!

ظهر محترف العربي السلوفيني غوران بمستوى سيئ للغاية في الديربي، ولم يقدم اللاعب ما يلفت به الأنظار على الإطلاق أو حتى يستحق عليه لقب محترف في فريق بحجم العربي.

غوران الذي تورط مسؤولو الأخضر في التعاقد معه بناء على توصية المدرب الصربي بوريس بونياك في حاجة ماسة إلى محترف يلعب في مركزه!، كي يتعلم منه قواعد ومهارات التسلم والتسليم، تلك التي يتعلمها اللاعبون الصغار في مدارس الكرة والأكاديميات.

ومن أبسط قواعد التعاقد مع لاعبين أجانب، أن يتمتع اللاعب بالموهبة والمهارة، كي يستفيد اللاعبون المحليون منه، إلى جانب قدرته على صنع الفارق لفريقه مع المنافسين، وهي أمور لا يتمتع بها غوران!

back to top