قوات هادي توجه أكبر ضربة لـ «القاعدة» وتنتزع عاصمة لحج

نشر في 16-04-2016 | 00:02
آخر تحديث 16-04-2016 | 00:02
No Image Caption
• مفخخة تستهدف «خارجية» عدن

• واشنطن تدرس طلباً إماراتياً للمساعدة في قتال التنظيم المتطرف
وجهت قوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أكبر ضربة لها إلى تنظيم «القاعدة»، وانتزعت عاصمة محافظة لحج من قبضته أمس، وبينما انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من مقر وزارة الخارجية بعدن، تواصلت خروقات وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين قبل يومين من انطلاق مفاوضات السلام بالكويت.

أثمرت حملة القوات الحكومية اليمنية المكثفة على تنظيم "القاعدة"، والتي بدأت بالتزامن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع المتمردين حيز التنفيذ منذ 4 أيام، بتمكنها من طرد عناصر التنظيم المتشدد من عاصمة محافظة لحج، جنوبي البلاد، في حين يتطلع اليمنيون إلى نجاح مفاوضات السلام التي تعقد بالكويت برعاية الأمم المتحدة بعد غد بهدف التوصل إلى تسوية سياسية بين الحكومة والمتمردين الحوثيين.

وقال مسؤول عسكري موال لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، إن قوات مشتركة من الجيش والمقاومة الشعبية مدعومة بطائرات هليكوبتر من طراز أباتشي تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية انتزعت مدينة الحوطة من مقاتلي "القاعدة" بعد معركة صباح أمس.

وتعد السيطرة على الحوطة، وهي عاصمة محافظة لحج التي يهيمن عليها المتشددون منذ الصيف الماضي، واحدة من أهم مكاسب الحكومة على حساب مقاتلي "القاعدة" الذين استغلوا الحرب المستعرة بين الحكومة من جهة والميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح منذ أكثر من عام للسيطرة على أراض.

وقال المسؤول العسكري، إن "القوات الحكومية بدأت هجومها مع شروق الشمس ونجحت بعد ضربات جوية ومعارك عنيفة استمرت عدة ساعات في انتزاع المدينة"، مضيفاً "اكتملت الحملة للسيطرة على الحوطة وتم تطهير المدينة من القاعدة والعناصر المتطرفة".

وأشار إلى أن عدة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون من الجانبين بينما أسر نحو 48 متشدداً.

تفجير عدن

في موازاة ذلك، وبعد ساعات على استعادة القوات الحكومية لعاصمة محافظة لحج المجاورة لمحافظة عدن انفجرت سيارة مفخخة وسط مدينة عدن العاصمة اليمنية المؤقتة.

وقالت مصادر أمنية لـ"سكاي نيوز"، إن التفجير، الذي وقع في حي ريمي بالمنصورة، تسبب في أضرار بمبنى تابع لوزارة الخارجية ومبان أخرى، دون أن يسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وكانت مواجهات اندلعت، أواخر مارس الماضي، بين القوات الحكومية ومقاتلين من "القاعدة" في مديرية المنصورة التي تعد معقل المتشددين في عدن، وأسفرت عن استعادة قوات هادي لعدة مقرات حكومية في إطار مرحلة ثانية من خطة أمنية تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار، بينما كثف التحالف غاراته الجوية على مواقع المتطرفين جنوب البلاد.

يذكر أن تقارير دولية سابقة أكدت وجود علاقات قديمة بين تنظيم "القاعدة" وعلي صالح، المتحالف حاليا مع الميليشيات الحوثية الموالية لإيران، وذلك حين كان رئيسا للبلاد.

مساعدة أميركية

من جانب آخر، قال مسؤولون أميركيون لـ"رويترز"، إن الولايات المتحدة تدرس طلبا من دولة الإمارات بدعم عسكري يساعد في شن هجوم جديد ضد تنظيم "القاعدة" باليمن.

وقال المسؤولون الأميركيون، إن الإمارات طلبت مساعدة الولايات المتحدة في عمليات إجلاء طبية وبحث وإنقاذ خلال القتال ضمن طلب أكبر بدعم جوي ومخابراتي ولوجيستي أميركي.

وكشف تحقيق لـ"رويترز" أجرته في أبريل الجاري أن التنظيم يحقق مكاسب تصل إلى مليوني دولار يومياً بفرض ضرائب على الواردات من البضائع الأساسية والوقود في المناطق التي يسيطر عليها جنوب اليمن.

وحتى الهجوم على الحوطة لم يتكبد التنظيم خسائر تذكر في الأراضي رغم تصعيد الحملة الأميركية للضربات الجوية والهجمات بطائرات بدون طيار على قواعده.

قتال وهدنة

في هذه الأثناء، أفادت مصادر في المقاومة مساء أمس الأول بمقتل خمسة من المتمردين، وجرح 11 آخرين في مواجهات بمحافظة تعز.

وقالت المصادر، إن "الاشتباكات اندلعت بين الطرفين، على إثر هجوم شنه مسلحو الحوثي وصالح على مواقع المقاومة في معسكر اللواء 35 غربي عاصمة المحافظة، ما أدى إلى الرد عليهم".

وفي السياق نفسه، قالت مصادر محلية، إن خمسة من المدنيين جرحوا "جراء القصف المستمر على الأحياء السكنية وسط تعز من المتمردين".

وأكدت المصادر استمرار فرض الحصار الخانق على المدينة من جميع المداخل الشرقية والشمالية ومفرق شرعب الرونة والضباب غرباً "ومنع دخول المواد الغذائية والدوائية والإغاثية والمشتقات النفطية وتقييد حرية التنقل" في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على السماح بإيصال المساعدات إلى جميع المناطق.

ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الاثنين الماضي، تبادلت أطراف الصراع الاتهامات بشأن خرق الهدنة.

إطلاق الصبيحي

في غضون ذلك، ترددت أنباء عن قرب إطلاق سراح وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي من الميليشيات الحوثية المسيطرة على العاصمة صنعاء.

وأفادت تقارير أمس بقيام جماعة "أنصار الله" الحوثية بنقل الصبيحي إلى منزله بصنعاء مساء أمس الأول تحت حراسة مشددة في خطوة أولية للإفراج عنه قبل انطلاق مفاوضات الكويت.

سيول ضخمة

على صعيد منفصل، تسببت الأمطار الغزيرة التي انهمرت فجر أمس الأول، على المناطق الواقعة غرب صنعاء، في قطع طريق صنعاء- الحديدة، بشكل تام بعد أن تحولت إلى سيول وجرفت أجزاء من الطريق.

وبينما حذرت هيئة الأرصاد الجوية أمس من احتمال هطول أمطار غزيرة مجدداً خلال الساعات المقبلة على شمال ووسط البلاد، ارتفعت حصيلة قتلى السيول الناتجة عن أمطار أمس الأول إلى 24 قتيلا بمحافظتي حجة وعمران.

back to top