الانتخابات الأميركية على الأبواب والسباق والمنافسة بين ترامب مرشح الحزب الجمهوري والسيدة كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي على أشدها، وكلامهما له موقف معلن ومسبق من العرب والمسلمين، فالأول أعلنها صراحة بأن المسلمين يشكلون خطرا على الولايات الأميركية، والدول الخليجية عليها أن تدفع لحماية حدودها، أما السيدة كلينتون فيكفيها ما ذكرته في مذكراتها.

Ad

بعد الحرب العالمية الثانية صارت الولايات المتحدة الأميركية هي المسؤول الأول عن ملف الشرق الأوسط، وفي مقدمتها منطقة الخليج العربي، ومنذ ذلك التاريخ وقرار البيت الأبيض نافذ على الكل، وغير قابل للنقاش أو الاعتراض إلا في أضيق الحدود.

المتابع للشأن العربي والخليجي يعرف تماماً المقصود من العنوان، ويعرف أن دول المنطقة غير مسموح لها ارتداء ما يناسبها من قرار إلا بعد أخذ موافقة الخياط الأميركي الذي يتحكم في التفاصيل غير مكترث بالمادة إن كانت مصنوعة من الصوف الخشن أو الحرير الناعم.

بعيداً عن الألغاز والهمز واللمز ومن الآخر، فإن البيت الأبيض يتحكم في كل شيء، وبيده الإعلام والدُمى وشيوخ الحلال والحرام وفتاوى الجهاد التي أخرجت طالبان من الجنة إلى النار، والحال تنجر على بقية الفصائل الجهادية كـ"داعش" و"النصرة" فخر الصناعة الأميركية ذات النكهة العربية الأصيلة.

بعد أن زار الرئيس أوباما جامعة القاهرة انفرطت سبحة الثورات وتناثرت حباتها بين دمار وخراب وذبح واغتصاب  وتشريد، ومع هذا مازال هناك من يمنّي النفس بالتغيير وحرية التعبير، ومازالت أفواه شيوخ الحلال والحرام تتلون على حسب المكان والزمان، ففي "كورستان" الثورة حلال وفي "طورستان" حرام ثم حرام، وفي قدرة قادر وبين لحظة وأخرى تتبدل الفتوى لتصبح عكس الذي كان.

عندي صديق كلما جاء الحديث عن سورية ضرب لنا مثالا عن الثورة الفرنسية لأجل إقناعنا بأن الحرية والتغيير يتطلبان المزيد من التضحيات لتقرير المصير، أرد عليه بالأرقام الفلكية وأن الشعب السوري قدم أكثر من نصف مليون مواطن بين شهيد وقتيل، وضعف هذا الرقم جرحى وأكثر من ثمانية ملايين لاجئ، يقول لأجل الحرية كل شيء يهون.

صاحبي هذا ليته ينظم إلى الجماهير التي حضرت للاستماع إلى قصيدة الشاعر مظفر النواب "قمم قمم معزى على غنم"، أو إلى قصائد الشاعر أحمد مطر ليعرف ردي عليه بطريقة الغائب الحاضر أو الحاضر الغائب، فلم تعد تفرق معي "دامي لا أخيط  دشداشتي عند العم سام".

الانتخابات الأميركية على الأبواب والسباق والمنافسة بين ترامب مرشح الحزب الجمهوري والسيدة كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي على أشدها، وكلامهما له موقف معلن ومسبق من العرب والمسلمين، فالأول أعلنها صراحة بأن المسلمين يشكلون خطرا على الولايات الأميركية، والدول الخليجية عليها أن تدفع لحماية حدودها، أما السيدة كلينتون فيكفيها ما ذكرته في مذكراتها.

لقد اختلط الحابل بالنابل حتى ضاع صوت الحق بـ"واد لا صدى يوصل" وبعد أن تزين الشيطان بثوب الطهارة، أوليس هذا ما يريده البيت الأبيض ومن ورائه الكنيست الإسرائيلي؟ آسف ليس من مفردات قاموسنا الفهم، فنحن كالجارية التي تتزين لسيدها "هيت لك" عَلّ وعسى أن تكون المحظية أم الولد.

ودمتم سالمين.