جويل داغر: انتظروني في دورٍ مستفزّ!

نشر في 06-04-2016 | 00:00
آخر تحديث 06-04-2016 | 00:00
تطلّ الممثلة اللبنانية جويل داغر، في مسلسل «الحرام» (كتابة فراس جبران، وإخراج ايلي معلوف وإنتاجه) الذي يُعرض راهناً عبر شاشة  LBCI اللبنانية، وتصوّر مسلسل {حب حرام (كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج سمير حبشي، وإنتاج مروى غروب)، الذي سيُعرض لاحقاً عبر الشاشة نفسها.

حول الدورين وأعمالها تحدثت إلى {الجريدة}.

ما تفاصيل شخصيتك الجديدة في مسلسل «الحرام»؟

أؤدي دور «لورا»، فتاة يُستهل المسلسل بزفافها من «آدم» (وسام حنا) بعدما كان خطيب صديقتها المفضّلة أليس (رين أشقر). أجسّد شخصية مختلفة، وهذا ما سيظهر في الحلقات المقبلة مع تطوّر الأحداث. في الأساس، أحرص على التجديد في الشخصيات وعدم التكرار وأن يكون الدور قيمة مضافة إلى مسيرتي المهنية.

ما ميزة هذا المسلسل اللبناني المحلي مقارنة مع الإنتاجات الضخمة راهناً؟

بساطة قصتّه وأحداثها الواقعية من صلب مجتمعنا، فالمشاهد يتأثر عادة بمواضيع مثل الخيانة والعلاقة المبنية على المصلحة الذاتية وحب المال، إضافة إلى قصة الحبّ التي هي الجاذب الأول للجمهور بدل المواضيع العميقة.

ماذا عن «حب حرام»؟

أؤدي دور البطولة إلى جانب كل من كارلوس عازار وريتا حايك ونقولا دانيال، مجموعة من الممثلين. سيفاجأ الجمهور بشكلي الخارجي الجديد، ويمكن القول إن دوري كصاحبة إذاعة جميل ومختلف أيضاً.

أي نوع علاقات حبّ سنشهد مع تقدّم أحداث مسلسل «الحرام»؟

سنتخطى تابوهات عدة في معالجة الأحداث الطارئة على الشخصيات كافة. ومن ضمن المواضيع الشيّقة المطروحة علاقة شقيقتي في المسلسل بشاب لقيط، وعلاقتي الزوجية المثالية في الظاهر حتى دخول العشيق السابق «فريد القاضي» (علي خليل)، والد صديقتي المفضلة «أليس» على الخط، ما يخرّب علاقتي الزوجية.

تدرّجت في الأدوار وصولا إلى البطولة الأولى. إلام تعزين هذا التقدّم الناجح؟

أنا متخصصة أساساً في المسرح وانطلقت منذ 2005 في أدوار متدرّجة في الأهمية لئلا أقع جراء خطوة ناقصة. فلو أديّت حينها أدواراً بمستوى ما أقدّم راهناً لفشلت حتماً، لأن الممثل يحقق نضوجاً أمام الكاميرا ويصبح متحرّراً أكثر بفضل الخبرة التي يكتسبها من الأدوار الصغيرة وصولا إلى الأدوار المهمة. برأيي، شكّل دوري في «باب ادريس» نقطة تحوّل في مسيرتي ونلت عنه جائزة «موركس دور».

استندت إلى اختصاصك الجامعي والخبرة لتتقدّمي في مسيرتك، فهل يكفيان وحدهما؟

لا يكفيان لضرورة توافر الموهبة أساساً. ينجح الموهوبون غير المتخصصين في أدوارهم ويستمرّون ولكن لا شيء يحول دون خضوعهم لورش إعداد بهدف اكتساب خبرة إضافية وثقافة معيّنة. فضلا عن ضرورة توافر كاريزما أمام الكاميرا، ولا أعني بذلك الجمال الخارجي بل الإطلالة المميزة القادرة على  جذب المشاهد.

لمَ لست نشطة بعد في مجال الأعمال العربية المشتركة؟

الموضوع عرض وطلب. حين تلقيت عروضاً في هذا الإطار تزامن ذلك مع تصوير أعمال درامية محليّة، ولأنني أفضل عدم تحمّل مسؤولية عملين في آن، لإيفاء كل دور أؤديه حقّه الكامل، لم تتسنَ لي لغاية الآن المشاركة في عمل عربي مشترك.

تحديات الدراما

ما رأيك بهذا النوع من الأعمال الدرامية؟

جميلة، نرى من خلالها ثقافات عربية متنوّعة، ونحقق تبادل خبرات، لكن تركيبة القصة قد تكون غير منطقية وغير مبرّرة، على غرار الأشقاء من دول عربية مختلفة. أمّا إذا قُدمّت هذه التركيبة المختلطة بطريقة منطقية مبرّرة في سياق الأحداث، عندها يكون العمل جميلا غير مصطنع. والدليل التركيبة الرائعة لمسلسل «سنعود بعد قليل» الذي عُرض في رمضان الماضي.  

يفرض هذا المستوى الإنتاجي الضخم مستوى معيّناً من الإنتاج اللبناني.

يحاول المنتجون اللبنانيون تقديم إنتاج محلي ضخم يتخطى الإنتاج العربي المشترك ولكن المسؤولية لا تقع على عاتقهم فحسب بل على محطات التلفزة، لأنه بمقدار ما تدفع ثمن هذه المسلسلات يستطيع المنتج، في المقابل، تنفيذ العمل بسخاء أكبر. رغم ذلك لاحظنا في رمضان الماضي أن المسلسلات اللبنانية، على غرار «أحمد وكريستينا» و{قلبي دق»، حققت نسبة مشاهدة مرتفعة أكثر من الأعمال العربية المشتركة، وهذا دليل على أن الجمهور اللبناني يحبّ الجو البسيط الذي يشبهه.

يعني أن ما يُكتب في الدراما اللبنانية يشبه مجتمعنا؟

طبعاً، فالمواضيع المطروحة تشبهنا وتشبه مجتمعات أخرى أيضاً، وهي قصص واقعية، أحداثها من صلب حياتنا اليومية، شرط ألا تكون مقتبسة من قصص حصلت في مجتمعات غريبة عنّا.

أيهما تولينه أهمية لدى اختيارك أدوارك: القصة ككل أم محورية دورك وتركيبة شخصيتك؟

أقرأ المسلسل كله أولاً. إذا كان دوري جميلا فيما القصة بشعة سيسقط العمل كله، لأن بطل الدراما أولا هو القصة، خصوصاً أن المشاهد يتابع الحلقات الأولى بسبب ممثليه المفضلين، لكنه لن يتعلق بالمسلسل ما لم تكن القصة جميلة. بعدها أرى ماهية ارتباطي بالشخصيات الأخرى وما إذا كان دوري يشكّل إضافة لي، فضلا عن أنني أهتمّ بهوية المخرج لأنه مسؤول عن تنفيذ المسلسل وإدارة الممثل.

كيف ترين مستوى الكتّاب والمخرجين اللبنانيين عربياً؟

ثمة مستويات من الكتّاب والمخرجين سواء في لبنان أو في غيره من الدول العربية،  بعضهم أكفياء وبعضهم دون المستوى. مع الإشارة إلى أن ثمة مخرجين لبنانيين قدّموا أعمالا عربية مشتركة ناجحة على غرار فيليب أسمر.

 يعني أن الفنانين اللبنانيين أثبتوا نفسهم عربياً؟

طبعاً، وفي أعمال عربية كثيرة.

ما دامت عناصرها قويّة، لماذا لم تستطع الدراما اللبنانية المحلية منافسة الدراما العربية؟

يمكن تشبيه الأمر بالهرم، أعلاه المحطة التي تشتري الأعمال ويُفترض بها دفع سعرٍ عالٍ ليتمكن المنتج عندها من السخاء في تنفيذ المسلسل، ويعني ذلك التعاون مع كاتب ومخرج وممثلين أكفّاء لضمان نجاح العمل. أي خلل في أحد العناصر لا بد من أن يؤدي إلى سقوط المسلسل كلّه.

أدوار مقولبة

تتميّز أدوارك دائماً بالطيبة والأنوثة والخير ألا ترغبين في تقديم دور مستفزّ شرير مثلا؟

أعزو ذلك إلى الأدوار التي تُعرض عليّ. نواجه في لبنان مسألة القولبة، أي أننا حين ننجح في تجسيد شخصية معيّنة، ننطبع لدى المنتجين والمخرجين بهذه الصورة. فضلا عن أن أدوار البطولة تتميّز في لبنان بالطيبة والخير دائماً، بينما دور الشرّ يكون عادة ثانوياً، لأن الجمهور يتأثر بالشخصيات ولا يميّز الواقع من التمثيل، فيُسقط صفات الممثل في المسلسل عليه في الحقيقة، ويحبّه إذا كان جيّداً ويكرهه إذا كان شريراً. على كلٍّ سيراني الجمهور بصورة مغايرة قريباً لا تشبه ما قدّمته سابقاً.

ألا يؤثر شكلك الخارجي في الأدوار المعروضة عليك؟

يؤثر طبعاً، ذلك أنهم يستندون إليه في عرض أدوار معيّنة عليّ وعلى ممثلين آخرين، فإذا كانت الممثلة شقراء مثلا يُسندون إليها دور المرأة اللعوب، وهذا أمر غير منطقي.

ألا تعزين ذلك إلى غياب «الكاستينغ» في تحضير المسلسل؟

لا يخضع للكاستينغ سوى الممثلين الجدد، وفي التحضير لفيلم سينمائي. ما يحصل فعلاً أن ثمة ممثلين يعتبرون أنفسهم أهم من الخضوع «للكاستينغ»، بينما لا مشكلة لديّ في ذلك، خصوصاً أن الجميع في الغرب يقومون به قبل بدء التصوير، فضلا عن أن الإعداد والتحضير للشخصيات يستغرقان أشهراً قبل انطلاق التصوير.

 

هل من مشاريع سينمائية جديدة بعد «كاش فلو -1»؟

عُرض عليّ فيلمان في أثناء تصوير المسلسلين لذا لم أستطع التفرّغ لهما خصوصاً أنهما يتطلبان نحو 20 يوم تصوير باستمرار. أتمنى أن يُعرض عليّ عمل لا يتزامن مع تصوير أي عمل درامي.

ما رأيك بالسينما اللبنانية؟

في تحسّن دائم وقد عُرضت أخيراً أعمال أجمل من السابق لاقت نجاحاً على غرار فيلم «كتير كبير» العميق فكرياً وفي الوقت نفسه جماهيري.

قدّمت بطولة «اخترب الحيّ» وهو مسلسل يومي طويل جداً، فهل خدم صورتك أم أثر عليها سلباً؟

يتعلّق الجمهور بالمسلسل الطويل اليومي ويفضّله بدلا من انتظار أحداث مسلسل أسبوعي. خدمني «اخترب الحي» لأن القصة لافتة وطاقم العمل جميل، لذا شكّل إضافة لي.

back to top