«منو يقرا جرايد»؟!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
ظاهرة "منو يقرا جرايد" هي مؤشر جديد على ردة في الوعي العام، ومؤشر على الاعتماد الكلي في المعرفة على وسائل التواصل الاجتماعي غير المنضبطة والمملوءة في عالمنا العربي بالمشاحنات العرقية والفئوية والطائفية وحتى المناطقية، فلا يمكن أن يصنع الفضاء المفتوح "للحكي" بدون ضوابط رأياً عاماً محترماً وعلمياً يخدم القضايا العامة التي تهم حاضر ومستقبل المجتمعات، فها هي الصحف الأيسلندية تسقط رئيس الوزراء هناك بعد حملة لها في أعقاب نشر وثائق بنما، كما تحاول أن تفعل الآن الصحف الإنكليزية مع ديفيد كاميرون رئيس الحكومة البريطانية لنفس السبب.لذا فإن ترديد العامة وبعض أصحاب القرار ومن يعاونهم ومن تحتهم في هرم إدارة الشأن العام مقولة "منو يقرا جرايد" ستزيد من انفصام المواطن عن قضاياه الوطنية والمعيشية، وتجعل المسؤول يعيش في عالم افتراضي بعيد عن الواقع، فمازالت المجتمعات الحية والمتقدمة فيها صحافيوها الذين يتقصون الخبر ويقدمونه للعامة وفقاً لمعايير مهنية معلومة ومسؤولية قانونية - كشف وثائق بنما نتيجة عمل للصحافة الاستقصائية- في حين يعكس كتابها ومحللوها الرأي العام وتوجهاته، وهو ما يصنع الفارق في التنافس في الرؤى والأفكار التي تدفع تلك المجتمعات إلى الأمام دائماً.