هدد نواب في البرلمان المصري، أمس، بالاستقالة احتجاجاً على ما سموه طريقة أداء المجلس، بعد وقت قليل من تقديم النائب كمال أحمد استقالته، قبل أن يتراجع عنها لاحقاً، الأمر الذي أصاب صورة مجلس النواب بالتصدع، في أسبوعه الأول. في الوقت ذاته، اتهمت لجنة تقصي حقائق رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المستشار هشام جنينة بالتضليل.

Ad

بعد أول جلستين لمجلس النواب المصري الجديد، الذي انطلق الأحد الماضي، عكست تصريحات أدلى بها عدد من أعضاء المجلس مدى ارتباك البرلمان وتفكك قواه الداخلية.

وتراوحت تصريحات النواب، بين تهديد بالاستقالة اعتراضاً على ما سموه هرجاً في المجلس، واعتراضاً على طريقة تعامل من يحوز أكثرية مقاعد المجلس في إشارة إلى ائتلاف "دعم مصر" الذي نجح في تنصيب رئيس للمجلس وأحد الوكيلين.

كان النائب كمال أحمد، تقدم باستقالته من المجلس أمس، قبل أن يتراجع عنها لاحقا، وأوضح في تصريح صحافي عقب تقديمه الاستقالة، أنه اتخذ تلك الخطوة "اعتراضا على طريقة إدارة المجلس، وتصرفات كثير من النواب"، وأضاف: "جلسة المجلس أمس، كانت (شادر بطيخ) وليست مجلس نواب".

أزمة أخرى يواجهها مجلس النواب، تمثلت في طريقة عمل اللجان النوعية، بعدما وافق المجلس على اقتراح رئيسه بتشكيل 19 لجنة نوعية لدراسة القرارات والقوانين التي صدرت خلال المرحلة الانتقالية، وفي حين قال عدد من النواب لـ"الجريدة" إن اللجان سيتم اختيارها وفق اللائحة القديمة للمجلس، أشار آخرون إلى أنه سيتم تشكيل لجان مؤقتة لحين وضع لائحة جديدة، وقال البرلماني مصطفى بكري: "اللجان ستعمل وفقا للائحة القديمة، وهي مستمرة في عملها لمدة فصل تشريعي يصل إلى عام".

تصدع

ووسط أزمات توحي بتصدع البرلمان، قال مصدر برلماني لـ"الجريدة" إن خلافات بين رئيس المجلس علي عبدالعال والنائب المستشار سري صيام، دفعت نوابا في حزب "المصريين الأحرار" و"الوفد" إلى التدخل لحل الأزمة بينهما، وأن النقاش الذي دار بين الطرفين خلال الجلسة الأولى لم يكن يقصد فيه صيام الإساءة لعبدالعال، وأنه يكن الاحترام والتقدير لشخص رئيس المجلس.

وقف البث

إلى ذلك، ساد جدل بشأن قرار مجلس النواب وقف بث الجلسات على الهواء، ما طرح تساؤلات حول دستورية القرار، وما إذا كان منع البث يتعارض مع مبدأ علانية الجلسات المنصوص عليه صراحة في المادة 120 من الدستور، وقال الخبير القانوني شوقي السيد: "إن القرار باطل قانوناً ومخالف للدستور".

من جانبه، عقد رئيس المجلس لقاء مع الصحافيين، أمس، أكد فيه احترامه حرية الصحافة، ووعدهم بالسماح لهم بدخول القاعة لممارسة عملهم، داعيا إياهم إلى الالتزام بميثاق العمل الصحافي، ولفت إلى أن وقف البث المباشر للجلسات هو إجراء مؤقت لحين الانتهاء من إصدار القوانين التي خرجت في غيبة البرلمان.

جنينة والفساد

على جانب آخر، عاد التقرير الذي أصدره رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، المستشار هشام جنينة، بشأن قيمة الفساد إلى الواجهة، حيث أكدت لجنة تقصي حقائق، شكلها الرئيس عبدالفتاح السيسي في وقت سابق، أن التقرير يخلو من المصداقية، ويشمل تضليلا للحقائق، واعترف التقرير بوجود فساد تبلغ قيمته 174 مليار جنيه، وليس 600 مليار، وأن الجهات المختصة تباشر التحقيق فيها، وأضاف تقرير "تقصي الحقائق": "تقرير جنينة تعمد إغفال حقائق"، وأن الرئيس وافق على إرسال التقرير إلى مجلس النواب لاتخاذ اللازم تجاهه.

وقال مصدر حكومي إن السيسي تلقى تقارير الرقابة الإدارية، وأنه أبدى غضبه من تقارير الجهاز المركزي، بوصفه يُثير حالة من البلبلة في الشارع، وأن قائمة بأسماء جديدة باتت مرشحة لخلافة المستشار هشام جنينة.

وفي حين أكد جنينة أنه سيرد على تقرير اللجنة، تفصيليا، بعد 25 يناير الجاري، قالت أستاذة القانون الجنائي في جامعة القاهرة، فوزية عبدالستار، إن رئيس الدولة يحق له إقالة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات.

اجتماع سيادي

على صعيد آخر، ورغم توقيع "مصر وإثيوبيا والسودان" اتفاقية الخرطوم في ديسمبر الماضي، التي تضمنت التزام الدول الثلاث باتفاق إعلان المبادئ الذي وقع في مارس 2015، فإن التعنت مازال السمة الرئيسة التي تحكم معاملات أديس أبابا مع القاهرة والخرطوم، حيث رشح عن الجانب الإثيوبي، رفضه المقترح المصري بزيادة عدد الفتحات تحت "سد النهضة".

في السياق، عقد الرئيس السيسي، اجتماعا سياديا ضم وزيري الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، والري حسام مغازي، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء خالد فوزي، لبحث أزمة إصرار إثيوبيا على بناء "سد النهضة" المائي، وقال الناطق باسم الرئاسة السفير علاء يوسف إن الاجتماع ناقش مسار المفاوضات.

وأوضح يوسف أن الرئيس شدد على أهمية اتخاذ خطوات جادة في إطار تنفيذ اتفاق إعلان المبادئ، والعمل على التوصل إلى تفاهم مشترك لحفظ حقوق الدول الثلاث في مياه نهر النيل، المصدر الوحيد للمياه في مصر.

وقد أكد مصدر رفيع أن السيسي استمع إلى كل الاقتراحات التي تحفظ حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، وأن وزير الري أوضح أن الجانب الإثيوبي يرفض التعهد كتابة بحصة مصر التاريخية في مياه النيل، وأن جهاز المخابرات طالب بتكثيف الوجود المصري في إفريقيا لمواجهة التوغل الإسرائيلي.

وبينما قلل رئيس وحدة دراسات حوض النيل في مركز "الأهرام"، هاني رسلان، من أهمية زيارة الرئيس المصري إلى إثيوبيا نهاية الشهر الجاري، وقال: "لن تساعد على عدول أديس أبابا عن الاستمرار في بناء السد"، كتب الخبير المائي نادر نورالدين على صفحته على موقع التواصل "فيسبوك": "نحن لم نستوعب تجربة إثيوبيا مع كينيا على نهر أومو المشترك بينهما، حيث طلبت إثيوبيا بناء سد على النهر، ثم بنت أربعة سدود، وقطعت المياه عن شمال كينيا".

خلية

أمنيا، ووسط استنفار أمني في الشارع مع قرب حلول الذكرى الخامسة لثورة يناير، فككت قوات أمن الاسكندرية خلية إرهابية تابعة لتنظيم "الإخوان"، وتتكون من ٩ أشخاص كانوا ينوون إشعال الفوضى والعنف في البلاد خلال ذكرى الثورة، في حين نجح خبراء المفرقعات بمحافظة القليوبية في التعامل مع قنبلة هيكلية عثر عليها الأهالي بجوار منطقة المحكمة ومجمع النيابات في قرية طوخ.