فجر يوم جديد: «الهرم الرابع»!
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
نحن أمام «أمير الانتقام» أو»أدهم الشرقاوي»، الذي أخذ على كاهله ملاحقة الأشرار الذين أجرموا في حق المجتمع، كما فعل «يوسف» مع تجار السلاح والمخدرات والقوادين والمجرمين، وفي أعقاب كل عملية يترك بصمته، التي هي شعار «الهرم»، في إشارة إلى المستشفى الذي كان سبباً في فجيعته، لكنه يجد نفسه محاصراً بمطرقة الأجهزة الأمنية التي تسعى للقبض عليه، وسندان المافيا العالمية التي تخطط لتصفيته جسدياً، بعد تورطه في مطاردة رجالها، ونجاحه في الإيقاع بهم، وفي هذه النقطة تحديداً يتسم الفيلم بجرأة بالغة، إذ يشير بصراحة ومن دون مواربة إلى الاختراق الذي تتعرض له البلاد، بدليل الحرية التي يتمتع بها عملاء المافيا في ما يتعلق بتحركاتهم، وإبرام الصفقات التي تُسهل لهم تعقب أعدائهم في مصر! في الوقت الذي تذكر الكاتب / المخرج بيتر ميمي «شمس الزناتي» فات عليه أن يتذكر أيضاً فيلم «ليلة ساخنة»، الذي تستشعر أنه يخيم على الأجواء من خلال شخصية فتاة الليل «حسنات» (ريهام عبد الغفور)، التي تعاني الظلم، وتكاد تُصبح نسخة من لبلبة، فضلاً عن اختيار الليل كزمن للأحداث، مثل فيلم «ليلة ساخنة»، لكن «بيتر» يتابع جرأته الرائعة بمناهضته الأكثر جرأة للدور الانتهازي، الذي يمارسه إعلاميون مدافعون عن مصالحهم، ومصالح رجال الأعمال مالكي المحطات الفضائية التي يعملون لحسابها، والقادرين على تزييف الوعي، مثلما فعلت إنجي علي، التي جسدت في الفيلم شخصية المذيعة التي تطالب بتعطيل الإنترنت بحجة الحفاظ على أمن البلاد، وتروج كذباً أن استمرار ملاحقة رجال الأعمال، ومعهم تجار السلاح والممنوعات والقوادين، ستكون له عواقبه الوخيمة على الاقتصاد الوطني، وسينعكس سلباً على العمال والموظفين ممن سيلزمون بيوتهم عقب إغلاق رجال الأعمال مصانعهم وتجميد مصالحهم!تكتمل جرأة فيلم «الهرم الرابع» بجرعة دسمة من الكوميديا الراقية، التي لا تعرف الغلظة والسماجة، كشفت عن نفسها من خلال شخصية ضابط المباحث المقدم «جمال الهواري» (محسن منصور) محدود الثقافة والمعرفة ويؤمن بأنه ينتمي إلى أذكى جهاز أمني في العالم، في حين يمتلك قدراً غير قليل من الغباء، وثقة في غير محلها، كذلك يقدم الوجه الشاب مصطفى أبو سريع دوراً كوميديا رائعاً من خلال شخصية الشاب «عبد الله الحسيني» الذي يتمتع بذكاء يتيح له إماطة اللثام عن هوية «يوسف»، كونه نداً حقيقياً له في عالم «الإنترنت». الواقع أن المخرج بيتر ميمي نجح في استغلال إمكانات جميع ممثليه، بالإضافة إلى التوظيف الطيب لعناصره الفنية، كإضاءة الملهى والتصوير (وائل يوسف)، الذي اقتصر على الليل، والمونتاج (عمرو عاكف) الذي حافظ على الإيقاع، وقدم لنا فيلماً لاهث الأحداث، والموسيقى (سيف عريبي) التي تنوعت بين المارش العسكري في مشاهد الضابط في مديرية الأمن، والصخب والضجيج في الملهى الليلي، والموسيقى المعبرة عن الجريمة، مع اختيار مناسب لأغنية «أنا حرامي مع احترامي» لأحمد بتشان والمدفعجية، وتميز النهاية التي تحول فيها البطل إلى أيقونة جدارية، وبطل شعبي انتفضت الجموع لحمايته من قناص المافيا... وغدر السلطة!