استيقظت واشنطن السبت مغطاة برداء أبيض سميك، فيما استمر تساقط الثلوج في شرق الولايات المتحدة حيث أدت العاصفة "جوناس" التي أطلق عليها اسم "سنوزيلا" إلى مقتل ثمانية أشخاص على الاقل وحرمان مئات الآلاف من الكهرباء.

Ad

وسيتواصل تساقط الثلوج، المستمر منذ نحو 24 ساعة، ليغطي المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في الولايات المتحدة، قبل أن "تنحسر العاصفة الأحد"، بحسب ما حذرت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية.

أفاد مسؤولون محليون عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل بسبب هذه الأحوال الجوية، ستة منهم في كارولاينا الشمالية وشخص في ولاية فرجينيا وآخر في ولاية كنتاكي.

وقالت المتحدثة باسم أجهزة الطوارئ في كارولاينا الشمالية نيكول مايستر لوكالة فرانس برس إن "جميعهم كانوا ضحايا حوادث مرور" منذ بدأ العاصفة الجمعة.

وفي ولاية كنتاكي، قال المتحدث باسم دائرة الشؤون الصحية جيل ميدكيف إن مقتل شخص كان نتيجة اصدام بين سيارة وشاحنة لإزالة الثلج.

سماكة الثلج التي تجاوزت 30 سنتميترا في قلب العاصمة، تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة من بلد نادرا نادرا ما تكون فيه اعمدة الكهرباء تحت الارض.

وأفادت أجهزة الطوارئ عن معاناة نحو 150 ألف شخص في كارولاينا الشمالية من انقطاع الكهرباء، فيما ذكرت قناة "سي أن أن" أن 10 آلاف شخص خارج الولاية تأثروا بتلك العملية.

ولم تكن هذه العاصفة، التي اطلقت عليها صحيفة "واشنطن بوست" تسمية "سنوزيلا" تيمنا بالسحلية العملاقة المدمرة "غودزيلا"، مفاجئة بل متوقعة على نطاق واسع، ما دفع بالناس إلى التموين قبل بدئها.

ويتوقع خبراء الارصاد الجوية أن تبلغ سماكة الثلوج 60 سنتيمترا في العاصمة واشنطن ومحيطها ليلة السبت، مع رياح تصل سرعتها إلى 90 كيلومترا في الساعة، بالإضافة إلى جليد وفيضانات على السواحل.

في واشنطن، حيث توقفت الحافلات ومترو الانفاق عن العمل تماما في نهاية الأسبوع، ولم يكن هناك سوى عددا قليلا من من سيارات الشرطة والمارة الملثمون في الشوارع الفارغة تماما.

ويقول جون الأربعيني "لم أر هذا الكم من الثلوج المتساقطة في ليلة واحدة خلال 20 عاما".

واذا ما صحت التوقعات، فستحتل العاصفة جوناس المرتبة الثانية على صعيد كميات الثلوج الكثيفة المتساقطة خلال يومين على واشنطن، بعد العاصفة المسماة "نيكربوكر" التي تساقطت خلالها 66 سنتيمترا من الثلوج في 1922.

وفي المجموع، فمن الممكن أن يتأثر نحو 85 مليون شخص، أي ربع سكان الولايات المتحدة، جراء العاصفة، ويدعو المسؤولون الناس في كل مكان إلى عدم التنقل والبقاء في منازلهم.

واعتبرت رئيسة بلدية واشنطن مورييل بوسير في حديث على قناة "أن بي سي نيوز" أنه "لا يوجد أي سبب للخروج".

من جهته، قال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو "لا يجب أن تتواجدوا على الطرقات إلا في الحالات الطارئة".

أما نظيره في نيو جيرسي كريس كريستي فجند حملته للانتخابات التمهيدية لدى الجمهوريين للإشراف على عمليات الإغاثة.

وحوصر الآلاف من سائقي السيارات في كنتاكي على طول الطريق السريعة المتجلدة، ما تسبب في ازدحام مروري ضخم على طول ستين كيلومترا ليل الجمعة السبت.

وفي فيلادلفيا شمال واشنطن، علقت معظم وسائل النقل العام العمل أيضا كإجراء وقائي، ومثلها في نيو جيرسي.

وقد ألغيت ايضا آلاف الرحلات الجوية. كما تم تخفيض حركة القطارات بشكل كبير.