وزير التربية والتعليم العالي شاهد على الفشل العام، فشل الأجيال، وأرشيفه الصحافي متراكم في نقد أعمال وزارته، هو كعضو في مجلس الوزراء يتحدث عن كارثة تنموية، ونستشف من شكواه أنه غير حر في أداء مهامه، لكن يبدو أن الحديث عن التقشف لا التعليم هو سيد الموقف!

Ad

أول العمود:

 هل يعقل مرور أكثر من ٢٠ عاما على دراسة مقترح الخلوة الشرعية للسجناء في لجنة حقوق الإنسان البرلمانية؟!

***

يعدّ وزير التربية والتعليم العالي د. بدر العيسى من بين أكثر الوزراء نقداً للتعليم، وأرشيفه الصحافي متراكم في نقد أعمال وزارته، فهو قد تحدث بوضوح عن تزوير شهادات عليا، وعن خطف جماعات دينية وقبلية للتعليم التطبيقي الذي نفاه لاحقا، وأكد ضعف ثقافة الطلبة بدليل عدم معرفتهم اسم رئيس الحكومة، وأثار خطورة الدروس الخصوصية، وتحدث عن ضغوط نواب لقبول الشهادات العليا الفاسدة، ووصف مخرجات كلية التربية التي هي مصنع لكوادر تعليم الطلاب بأنها ضعيفة، وكان صريحا بقوله إن عدداً من المدرسين لا يتحدث عن المنهج في الفصل، وإن هناك مسؤولين في الوزارة يعشقون التأخير في العمل وسيقوم باستبعادهم، ومؤخرا أقر بالحملات المضادة لتعليم الموسيقى والمسرح كما كانت في زمن سابق في المدارس، وأنه وجد آلات الموسيقى يعلوها الغبار نتيجة للإهمال!!!

إذاً هو كعضو في مجلس الوزراء يتحدث عن كارثة تنموية، ونستشف من شكواه حول سوء التعليم أنه غير حر في أداء مهامه، وأنه مكبل بضغوط.

من جانب آخر لم نجد أي تفاعل اجتماعي مع كلامه، وكأنه يتحدث عن انسداد منهول في شارع عام! اللجنة التعليمية البرلمانية لم يعنِها كل ما قاله عن التعليم، وجمعية المعلمين لم تجد سببا مقنعا للتفاعل مع كلامه، وأولياء الأمور ربما أحزنهم ما قاله المسؤول الأكبر عن أبنائهم، لكنهم لا يملكون عمل شيء، وبعضهم لا يعنيه الأمر لأنه اشترى تعليما جيدا لأبنائه من سوق المدارس الخاصة.

كلام الوزير، وهو أهم وزير في الكويت، يدل على يأس من الإصلاح، فقد أكد أن تراجع مستوى التعليم هو نتيجة لتراكم أسباب سابقة، وهي عموميات تقال من وزراء آخرين في حال عدم الرغبة في تحديد الأسباب.

من المعيب جدا أن تسيطر نقاشات تكاليف العلاج في الخارج، والتقشف الاقتصادي، وزيادة الرسوم على الخدمات على المشهد، وهناك وزير يصرخ على حال أبناء شعب بأكمله، وكأنه يقول إنهم ذاهبون للهاوية بسبب ضعف تعليمهم رغم الصرف الباذخ عليه.

وزير التربية والتعليم العالي تم تعيينه عام ٢٠١٤ وقال إن نتائج إصلاح التعليم تحتاج إلى ١٢ عاما، فهو شاهد على الفشل العام، فشل الأجيال، لماذا؟ لأنه صريح جدا، لكن المؤسف أن كل صرخة يطلقها تذهب في الفضاء العام وتبقى أحاديث فوز بعض الوزراء بالثقة وابتساماتهم للكاميرا أهم مما يقوله الوزير العيسى.