أكد ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح اليوم الأثنين مواصلة دولة الكويت مساندتها ودعمها لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني بناءً على التزامها التام بدعم القضية الفلسطينية.

Ad

ودعا ممثل حضرة صاحب السمو في كلمته أمام الدورة الاستثنائية الخامسة لمؤتمر القمة الإسلامي حول فلسطين والقدس التي انطلقت أعمالها في العاصمة الاندونيسية جاكرتا الأطراف الفلسطينية إلى توحيد الصف والمواقف تدعيماً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ودحر محاولات التفرقة «والتي لن تؤدي إلا لإضعاف وحدته وتماسكه».

وأكد ثقته بقدرة جميع الأطراف المعنية على تجاوز أي عوائق يمكن لها التأثير على وحدة الشعب الفلسطيني، مطالباً المجتمع الدولي ولاسيما مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته والاضطلاع بدوره للضغط على اسرائيل لحملها على احترام جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ولاسيما القراران 465 و478.

كما طالب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» باتخاذ جميع التدابير والخطوات الكفيلة بصون الموروث التاريخي لمدينة القدس.

وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد أمام مؤتمر القمة الإسلامي هذا نصها:

«بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية اندونيسيا، فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين معالي السيد اياد أمين مدني - أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أصحاب المعالي والسعادة السيدات والسادة شرفني سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بتمثيل سموه في هذا المؤتمر الهام ويسعدني أن أنقل لكم تمنيات سموه لمؤتمرنا هذا بالنجاح وتحقيق ما نصبو إليه من دعم للقضية الفلسطينية وأود أن أعرب عن بالغ التقدير لجمهورية اندونيسيا الصديقة رئيساً وحكومة وشعباً لاستضافتها هذه القمة الاستثنائية الهامة وعلى ما لقيناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وإننا على ثقة بأن حنكتكم وخبرتكم ستقود أعمال هذا المؤتمر للنتائج الايجابية المرجوة.

ولا يفوتني الإشادة بالعمل الدؤوب الذي يقوم به معالي الأمين العام وكافة مساعديه في خدمة التضامن الإسلامي وتدعيم أواصر الترابط بين الدول الأعضاء في المنظمة، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو السيدات والسادة ينعقد مؤتمرنا هذا في ظل ظروف بالغة الدقة والتعقيد يمر بها العالم بأسره والأمة الإسلامية بشكل خاص فما زالت القضية السورية جرحاً غائراً ينزف ويمزق اركان الأمة وكذلك الوضع في اليمن وليبيا والعراق الذين يمرون بمخاض عنيف لاستعادة أمنهم واستقرارهم وآفة الإرهاب البغيض تفتك بأمن المجتمعات وهذا ما يحتاج منّا إلى تضافر الجهود الإسلامية والدولية لإعادة الأمل لشعوب المنطقة والعالم.

وتظل القضية الفلسطينية والقدس الشريف في طليعة القضايا التي تؤرقنا بسبب استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية في خرق القوانين والتشريعات الدولية وامعانها في اقتناص فرصة انشغال المنطقة والعالم بالأزمات الطاحنة التي نشهدها اليوم لتحقيق مآربها العدوانية باستمرار اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني ومواصلة عدوانها على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس الشريف وما حولها وتدنيس المسجد الأقصى المبارك باقتحامه وإغلاقه أمام المصلين وتهديد كيانه بالانهيار نتيجة لحفريات تحته وحوله وتدابيرها غير القانونية وغير الشرعية التي تهدف الى تغيير وضع مدينة القدس وطابعها العربي والإسلامي وخاصة من خلال الممارسات الاستعمارية الإجرامية.

وفي هذا السياق، نطالب المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته والاضطلاع بدوره للضغط على اسرائيل لحملها على احترام جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخاصة قراري مجلس الأمن 465 و478 كما ندعو منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» لاتخاذ كافة التدابير والخطوات الكفيلة بصون الموروث التاريخي لمدينة القدس.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو السيدات والسادة، إن دولة الكويت وبناءً على التزامها التام بدعم القضية الفلسطينية لم ولن تألو جهداً بمواصلة مساندتها ودعمها لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق ومن هذا المنطلق ساهمت دولة الكويت في معظم البرامج التي تم انشاؤها إقليمياً ودولياً ومنها البرنامج الفلسطيني للإصلاح والتنمية الذي يشرف عليه البنك الدولي والتزامها السنوي في إطار جامعة الدول العربية لدعم الموازنة الفلسطينية وصندوق الأقصى وفي الإطار الأممي قدمت دولة الكويت جملة من المساهمات مؤخراً لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الانروا» تقديراً لجهودها الفاعلة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو السيدات والسادة، لم تكن القضية الفلسطينية قضية المسلمين الأولى إلا مصدر توحيد في مواقفنا الإسلامية فكلنا ننشد المصلحة العليا للشعب الفلسطيني في حقه في الحياة والحرية والكرامة الإنسانية التي لن تتحقق إلا بقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وإننا مطالبون في ظل التداعيات الخطيرة التي تمر بها القضية أن نواصل تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لاشقائنا الفلسطينيين.

وإننا في هذا المقام نشيد بجهود فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية وتحركاته الدبلوماسية الأخيرة التي أفضت إلى منح فلسطين صفة دولة مراقبة في هيئة الأمم المتحدة ورفع العلم الفلسطيني على منظمتها وأجهزتها والانضمام إلى عدد من المنظمات الدولية والاتفاقيات الدولية متعددة الأطراف متطلعين لمزيد من الجهود الدولية حتى حصول فلسطين على كامل عضويتها في كافة المنظمات الدولية.

ومن الأهمية بمكان دعوة الأطراف الفلسطينية إلى توحيد الصف والمواقف تدعيماً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق ودحر محاولات التفرقة والتي لن تؤدي إلا لإضعاف وحدته وتماسكه وإننا على ثقة بأن كافة الأطراف المعنية قادرة على تجاوز أي عوائق يمكن لها التأثير على وحدة هذا الشعب الشقيق.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو السيدات والسادة، إن ممارسات اسرائيل العدوانية وكعهدها في عدم الالتزام بالشرعية الدولية والقانون الدولي تبرهن للعالم المرة تلو الأخرى حقيقة نواياها في الاعتماد على حق القوة وتجاهل قوة الحق لكنها بكل تأكيد مخطئة إن ظنت أن منطق القوة كفيل بتحقيق الأمن والاستقرار ولها في تاريخها شواهد كثيرة ومتتالية.

فتجارب التاريخ برهنت أن الحوار والمفاوضات واحترام الالتزامات المبرمة وقرارات الشرعية الدولية هي النهج الأمثل لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار وأن العدوان وسياسات قضم الأراضي والتشريد تشحن النفوس وتؤجج الكراهية ليس في أوساط الفلسطينيين فحسب إنما يتعداهم إلى شعوب العالمين العربي والإسلامي وسائر دول العالم المحبة للسلام والعدالة.

وفي الختام نسأل الله القدير أن يرحم شهداءنا الأبرار في فلسطين ويحمي أخوتهم ويجمع كلمتهم ويوفقهم على طريق العزة والسداد إنه سميع مجيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».