استمراراً لتصعيده ضد رئيس الحكومة حيدر العبادي، والضغط من أجل تطبيق إصلاحات، دعا زعيم التيار الصدر إلى التظاهر يوم الجمعة المقبل في بغداد والمحافظات، لكنه أوصى بالتظاهر على أبواب المنطقة الخضراء، التي تضم رئاسة الحكومة، بعد أن كان هدد باقتحامها الأسبوع الماضي ما استدعى رداً قوياً من العبادي.

Ad

في تصعيد سياسي، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس، العراقيين الى التظاهر على أبواب المنطقة الخضراء في بغداد، وأمام مجالس المحافظات يوم الجمعة المقبل.

وقال الصدر في بيان: «بعد أن لمست منكم في ساحة التحرير طاعة وتنظيما وارتفاعا للحس الوطني الموحد، ها أنا استنهضكم مرة أخرى وكلي ثقة بكم وبحبكم لوطنكم لمظاهرة حاشدة مخصوصة بأهالي بغداد من كل مناطقها»، مبينا أن «هذه المرة لن تكون في ساحة التحرير، بل في مكان أقرب للمنطقة الحمراء، أعني الخضراء، ولتكن على أبوابها في جمعتكم المباركة هذه، وفي وقت تحدده اللجنة المشرفة على التظاهرة».

وأوضح الصدر، أن «تظاهرات المحافظات ستكون كل في محافظته وأمام مجلس المحافظة على أن تتسم هذه المظاهرة في أسبوعكم هذا بالسلمية بيد أنها غاضبة عسى أن يسمعوا صوتكم الذي يحاولون تجاهله محتجين بأنه تهديد، وما كان صوت الشعب تهديدا بل هو صوت الحق».

وأضاف: «أهيب بكم أن تعكسوا نفس الصورة التي كانت منارا للفخر والشرف أولا وفي ساحة التحرير، وأتمنى ألا تكون هذه التظاهرة مخصصة بجهة دون أخرى فالشعب أجمع محب للإصلاح وباغض للفساد»، مشددا على أن «تكون كل المظاهرات في بغداد والمحافظات في نفس الوقت والساعة كي تصل الرسالة واضحة للجميع».

هجمات بغداد

في سياق آخر، انشغل العراقيون أمس بالهجمات التي جرت في اليومين الأخيرين في منطقة أبوغريب قرب بغداد والتفجيرين في مدينة الصدر أمس الأول اللذين أوقعا 73 قتيلاً، الأمر الذي اعتبر خرقا كبيرا لأمن العاصمة.

وتفقد رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس، مكان الانفجار الذي وقع في سوق شعبي في مدينة الصدر، وقال: «إن هذه الأعمال الإرهابية الجبانة واستهداف عصابات داعش للمواطنين العزل في الأسواق والجوامع لن يثنينا عن مواصلة الانتصارات وسحق هذه العصابات».

وعقد العبادي مساء أمس الأول، اجتماعا أمنيا موسعا لبحث التصعيد الأمني الذي شهدته مدينة الصدر وحي الشعلة، وكذلك قضاء أبوغريب.

سجال

ودانت الهيئة القيادية للتحالف الوطني أمس، العمليات الإرهابية التي وقعت في الشعلة وسوق شعبي ب‍مدينة الصدر ومناطق غربي بغداد، واشادت بالاجراءات الأمنية حول العاصمة.

وقال مكتب رئيس التحالف إبراهيم الجعفري في بيان، ان «الجعفري ترأس في مكتبه ببغداد اجتماعاً للهيئة القيادية للتحالف الوطني بحضور رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم، ووزير التعليم العالي حسين الشهرستاني، وعلي العلاق، وضياء الأسدي، وخضير الخزاعي، وهاشم الهاشمي، وعبدالكريم الأنصاري».

وأضاف البيان أن «المجتمعين أشادوا بجهود القوات الأمنية، والحشد الشعبي الأبطال في إحباط المحاولات اليائسة للنيل من أمن، واستقرار المواطنين»، موضحا أن «الهيئة القيادية أكدت أن جلساتها ستبقى مفتوحة لحين استكمال إعداد المشروع الإصلاحي للحكومة بالتعاون مع الكتل، والكيانات المشاركة في العملية السياسية».

في المقابل، دعا ائتلاف «متحدون» للإصلاح أمس، وزارتي الدفاع والداخلية إلى «مراجعة خططهما وتطوير إجراءاتهما بهدف أداء وطني يرتفع عن الإخفاقات المتكررة»، متسائلا «كيف يمكن أن تسوغ الحكومة وأجهزتها الأمنية الخرق الذي تم في منطقة أبوغريب والتفجير الإرهابي في مدينة الصدر وراح ضحيته شهداء وجرحى تركوا أبلغ الأثر في نفوس العراقيين؟».

وطالب الحكومة بـ «تحمل مسؤوليتها الدستورية والقانونية في حماية المواطنين، ومواجهة الإرهابيين بأسلوب يضمن تحييد جرائمهم ومنع ضررها على المواطن تمهيدا للقضاء النهائي عليهم»، مشدداً على «أهمية إجراء مراجعة مهنية صارمة للخطط والبرامج ونوعية الأسلحة وإعداد المقاتلين، فلم يعد مقبولا على الإطلاق أن يهدر الدم العراقي، وتعاد الأخطاء ويبحث المسؤولون عن الأعذار».

«الحشد»

إلى ذلك، تفقد الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري أمس، مناطق قضاء أبوغريب، التي تعرضت لهجوم من تنظيم داعش الذي تمكن مقاتلوه من التحصن في صومعة الحبوب (سايلو أبوغريب)، قبل ان تتمكن قوات الأمن من تصفيتهم بعد يوم من المعارك.

وقال العامري خلال وجوده في القضاء، إن «الهدف من تنفيذ عمليات إرهابية متفرقة من عناصر داعش في محاور القواطع المحيطة بالفلوجة هو ايجاد منافذ للهروب ومشاغلة القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي في أكثر من جبهة لتشتيت الانتباه والفرار»، واصفاً هذه العمليات بـ»الانتحار الجماعي». وأضاف أن «التنظيم يعيش حالة ضعف كبير يعتمد فيها على بعض خلاياه النائمة في تنفيذ عمليات انتقامية ضد المواطنين». وتوقع أن «تشهد العمليات الأمنية في الفلوجة انهيارا كبيرا في صفوف التنظيم يمهد لتسليم جماعي لعناصر التنظيم الإرهابي».

هجوم المقدادية

وفي تطور ميداني جديد، قتل 20 شخصاً على الأقل وأصيب نحو 40 بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف، أمس، مجلس عزاء لأحد مقاتلي الحشد الشعبي في بلدة المقدادية، شمال شرق بغداد، بحسب ما أفاد رئيس اللجنة الأمنية في محافظة ديالى صادق الحسيني.

نينوى و«الحشد»

في غضون ذلك، صوت مجلس محافظة نينوى أمس، بالإجماع على رفض مشاركة الحشد الشعبي في تحرير المحافظة. وعزا نائب رئيس المجلس نورالدين قبلان السبب الى أن «أهالي نينوى لديهم حساسية من دخول هذه القوات»، مضيفاً أن «السبب الآخر هو قطع الطريق أمام داعش الذي يتحجج أمام أهالي نينوى المحاصرين بأن الحشد سيأتون ويقتلونكم ويثأرون منكم».

تعزيزات إلى مخمور

في السياق، حرك الجيش العراقي للمرة الثانية قواته للاستعداد لهجوم تعهدت الحكومة بشنه هذا العام لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل الشمالية من تنظيم «داعش».

وتم نشر المزيد من الجنود أمس الأول، نحو قاعدة مخمور الشمالية على بعد 70 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل. يذكر أن مئات من قوات الفرقة 15 في الجيش العراقي وصلت إلى قاعدة مخمور قبل أسبوع.