أحدث حالات «الاقتباس المباشر» من الأفلام الأجنبية عمل المُخرج أمير رمسيس بصحبة المؤلف لؤي السيد في فيلم «خانة اليك»، الذي افتتح المُوسم السينمائي لإجازة نصف العام. يدور حول خمسة شباب يستيقظون من نومهم، فيجدون أنفسهم داخل مكان مهجور، لا يعرفون سبب تواجدهم فيه، ولا يتذكرون هويتهم، أو من أتى بهم إلى هذا المكان، ثم يدخل الشباب في رحلة طويلة للبحث عن سبب وجودهم في هذا المكان من الأصل، كما هي الحال تماماً في فيلم Unknown إنتاج عام 2006، من دون أن يضاف إليه أي جديد، بل ولم يذكر في مقدمة «خانة اليك» أنه مقتبس، فيما هو نسخ حرفياً نصاً وإخراجاً.

Ad

عما تردد حول اقتباس الفيلم تحدث المُخرج أمير رمسيس لـ{الجريدة» قائلاً: «الحقيقة أني أسعى إلى الحصول على نسخة من الفيلم كي أشاهده لأن الأمر بدأ يتردد في كثير من التعليقات، وقد يكون ثمة توارد في الحوادث»، مضيفاً أنه لم يعلم مسبقاً باقتباس السيناريو من عدمه، وتعامل مع النص المكتوب بشكل إخراجي وفقاً لرؤيته، ومن يسأل عن النسخ من عدمه هو مؤلف العمل لؤي السيد بوصفه كاتباً للسيناريو.

«أوشن 14»

وفي السياق نفسه، بمجرد طرح المُنتج محمد السبكي أحدث أفلامه «أوشن 14» الذي أنتجه بمشاركة نجوم فرقة «مسرح مصر»، أثار اختيار الاسم حفيظة المُشاهد لأن الفكرة تتشابه تماماً مع سلسلة Oceans للنجوم جورج كلوني وبراد بيت ومات دايمون وجوليا روبرتس، خصوصاً أن الملصق أيضاً قريب الشبه من ملصقات السلسلة.

وعن فكرة الاقتباس قالت الناقدة ماجدة خيرلله: «الاقتباس موجود في السينما العالمية في كثير من الدول، لكن بشكل مهني وحرفي على مستويات جيدة تضيف إلى الفيلم الأصلي وأبطاله، وليس العكس مثلما يحدث في السينما المصرية  من استسهال دون تكلفة العناء في الابتكار في التأليف أو أية محاولة لإضافة جديدة في المعالجة، أو تقديم رؤية مختلفة، كأن يسرق الصانعون  من فيلم آخر بالقصة والحوادث والشخصيات والديكور والملابس والملصق، لنكون إزاء نقل كامل مع تغيير سطحي في الأبطال الفيلم وأماكن التصوير مثلاً. في هذه الحالة، نحن أمام تعدٍ واضح وصريح على حقوق التأليف في الأفلام الأصلية».

وإضافت الناقدة، أن هذه الظاهرة ظهرت بشكل كثيف في السنوات الأخيرة، فصرنا نشاهد أفلاماً أجنبية مشوهة ناطقة بالعربية، ما أثر على الجانب الإبداعي لتاريخ السينما المصرية التي دائما ما كانت منارة للفن في الوطن العربي.

أمر مشروع

وأكد الناقد السينمائي محمود قاسم أن نسبة الإحصاءات التي تثبت اعتماد الأفلام المصرية بشكل أساسي على الفيلم الأجنبي  تصل إلى 90%، وهذه العادة ليست وليدة العصر الحديث، بل منذ أفلام الأبيض والأسود.

وأفاد قاسم: «الاقتباس أمر مشروع ومقبول ما دام يتوافر صدق في التوجه، مع الإشارة بشكل واضح إلى المصدر الأساسي للعمل الفني، لكن حين يحاول المؤلف إخفاء هذه الحقيقة مدعياً أن الفيلم من تأليفه، عندها تكون هذه العملية سرقة واستهتاراً بوعي المشاهد وحقه في معرفة الحقيقة، وهنا تبدأ المشاكل، مثلما يحدث مع فيلم «خانة اليك»، ويوجهون أصابع الاتهام إلى المؤلف الذي بطبيعة الحال سينفي هذا الفعل عن نفسه مدعياً أن قصة الفيلم من تأليفه وأن ذلك مجرد توارد أفكار قد يحصل فعلا مع أي شخص! ويبدأ الكل يتهرب من ذلك الفعل سواء ممثلين أو المخرج. لذلك يجب وضع إشارة إلى الاقتباس».

وأشار الناقد إلى أن أسباب هذه الحالة اتجاه كثير من المًنتجين وأصحاب الأعمال إلى الربح السريع بدل التوجه إلى عمل يمس صالح المُجتمع. والسبب الثاني هو قلة عدد المؤلفين الذين يملكون الإبداع في الفكر والابتكار، لذا لا بد من توفير حرية الإبداع لتشكيل جيل من السينمائيين قادر على التعبير والفكر لإنتاج أفلام صالحة إلى جانب الأفلام المقتبسة بشكل صحيح وسليم».

واختتم محمود قاسم بأن هذا النوع من الاستنساخ  فقد المصداقية وصنع حالة من عدم الثقة من الجمهور بالصانعين، ما أسفر عن عدم رضاه حول الأفلام.