شن النائب المعين يوسف القعيد، هجوماً على الطريقة التي تم بها توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، الأسبوع قبل الماضي، وقال: «إنه اتفاق دُبر بليل، وكان الأولى إطلاع الشعب والبرلمان عليه».

Ad

القعيد، المعروف في مصر ككاتب وأديب وروائي، قبل أن يكون برلمانياً معيناً من رئيس الجمهورية في المجلس، أعرب خلال مقابلة مع «الجريدة» عن أمنيته أن يرفض البرلمان المعاهدة المثيرة للجدل، معتبراً أن الرئيس أخطأ حينما طلب من المصريين عدم الحديث في القضية مجدداً، وفيما يلي نص المقابلة:

• لماذا انتقدت عدم شمول بيان الحكومة المصرية أمام البرلمان الاتفاقيات التي وقعتها مع المملكة العربية السعودية؟

- الأساس هو أن يتضمن برنامج الحكومة الذي عرضه رئيس الوزراء شريف إسماعيل في مارس الماضي أمام النواب، المشروعات والاتفاقيات التي تم توقيعها مع السعودية أخيراً، حتى يتم مناقشتها بشكل دقيق، وبرنامج الحكومة بشكل عام به قصور، حيث لا يحتوي على أولويات أو بدائل للخطط، وهذا لا يصلح أبدا من دولة من المفترض أنها تواجه ظروفا صعبة.

• ماذا عن معاهدة ترسيم الحدود؟

- كل ما كان مزمعاً توقيعه مع الرياض، خلال الفترة الأخيرة، كان يجب أن يتضمنه برنامج الحكومة، بما في ذلك معاهدة تعيين الحدود البحرية، وما تم توقيعه مع السعودية دبر بليل وسرا، وكان يجب أن يحيطنا رئيس الوزراء بكل ما تفعله الحكومة، وسوء إدارة الدولة في ما يخص معاهدة تعيين الحدود البحرية مع السعودية هو السبب الرئيس في الحراك الشعبي في الشارع، فلا أحد من الموافقين على هذه الاتفاقية يعلم على ماذا وافق، ولا أحد من الرافضين يعلم على ماذا رفض، لابد أن تكون هناك خرائط، ولقاءات علمية بعيدة عن العواطف الوطنية، لابد أن نعلم الأسباب التي استند إليها الموافقون على هذه الاتفاقية، وما هي الأسباب التي استند إليها الرافضون، لكن أنا موقفي من هذه الاتفاقية لأسباب وطنية بحتة، أنني ضد هذا الاتفاق.

• لكن الشارع يخشى تمرير مجلس النواب هذه المعاهدة؟

- أتمنى أن يرفض المجلس المعاهدة، وأرجو من زملائي فيه إعلاء المصلحة الوطنية فوق الاعتبارات الآنية، وأن يفرقوا بين الثوابت والمتغيرات، والمادة 151 من الدستور تنص على أمرين أساسيين؛ أن تعرض الاتفاقية على البرلمان ثم تعرض لاستفتاء، وهذا هو الحل الوحيد أمام النظام، لأنه أخطأ بأن وقع هذه الاتفاقية بليل بعيداً عن الناس.

• كيف رأيت خطاب الرئيس السيسي مع ممثلي فئات الشعب؟

- كان يجب أن يسبق هذا الخطاب التوقيع ولا يأتي بعده، فكان يجب ألا نفاجأ وألا نجد أنفسنا أمام أمر واقع، وعلينا أن نتكيف معه ونوافق عليه ونقبل به، وحتى النواب الذين يتحدثون الآن يعتبرون أن رفض الاتفاقية نوع من أنواع الخيانة للوطن، وهذا ما يعد خلطا لأمور لا يجب أن تختلط ببعضها على الإطلاق.

• ما تفسيرك لمطالبة الرئيس رموز المجتمع بعدم الحديث في تلك الأزمة؟

- ليس لدي أي تفسيرات، لكن أتمنى من الرئيس وأنا أؤيده بشدة، وأقف معه منذ المعركة الخالدة ضد "الإخوان"، فهو فعل لمصر ما لم يفعله أحد من قبل، ومع ذلك أتمنى أن يعيد النظر في ما يتعلق بعبارة "متتكلموش.. أو اتكلموا.. أو اسمعوا كلامي أنا"، فهذا كلام لا يجب أن يصدر من رجل ديمقراطي.

• ماذا عن مدى استغلال "الإخوان" تلك الحالة الجدلية؟

- بالطبع هي تستخدمها الآن، لأنهم باعوا الوطن، وقالوا إن كلمة الوطن تعني حفنة من التراب الذي لا قيمة له، وتكلموا عن الخلافة الإسلامية، ولو استمر "الإخوان" في الحكم لباعوا سيناء وحلايب وشلاتين.