دق الحب باب عادل أدهم وهو في الخمسين من عمره، فرغم النجاح العريض الذي صادفه في دنيا الفن السابع، فإن الحب ألقى بنفسه أمامه في صورة لمياء، الفتاة ذات السبعة عشرة عاما، والتي تركت كل شيء من أجل الارتباط بفتى أحلامها، الرجل الذي يكبرها بنحو خمسة وثلاثين عاما، ورغم أن «البرنس» أدرك أن فارق العمر عائق بينهما، فإن الحب كان له رأي آخر.

Ad

كانت نظرات الحب المتبادلة بين لمياء السحراوي وعادل أدهم، دافعا للمضي قدما في العلاقة بينهما، كانت علامات القبول المتبادل مشجعة لهما لقطع شوط أكبر، لذلك لم تجد لمياء بدا من اللجوء إلى أدهم بحثا عن مخرج من مأزق العريس الشاب الذي تقدم لها ويحظى بموافقة والدها، وتمسك الأخير به بشدة، وأجبرها على الاستعداد لاستقباله، كانت تشعر بالحب تجاه النجم السينمائي، كان لها بمنزلة فارس الأحلام رغم فارق السن، لذا كان طبيعيا أن يكون الشخص الوحيد الذي تفكر في الاستنجاد به.

أسرعت لمياء إلى غرفتها واتصلت بأدهم، كانت تحفظ رقم منزله عن ظهر قلب، فهو الرقم الوحيد الذي تتصل به بصفة مستمرة، وما أكثر الساعات التي تبادلا الحديث فيها، لم يكن قد صارحها بحبه بعد، ولا هي أيضا، لكن حديث العيون كان أبلغ من الكلمات، لم يشك أي منهما في حقيقة مشاعر الطرف الآخر، كان اليقين الداخلي أهم من أي تصريح بحقيقة المشاعر، لذلك لم تتردد في طلب رقمه.

• آلو.. أزيك يا عادل.

- أزيك يا لمياء أخبارك إيه؟

• مش كويسة خالص... في عريس أتقدم لي، وبابا قالي إنه جاي بالليل.

- صمت عادل أدهم قليلا قبل أن يجيبها قائلا: مبروك وربنا يسعدك.

دخلت لمياء في موجة بكاء، وفهم عادل ما تريد أن تقوله فبادرها قائلا: يا بنتي أنا راجل كبير في السن، وأبقى إنسان أناني لو طلبت إيديك للارتباط.. أنت لسه صغيرة وده تهور.. أنا لا أقبله، وحرام تظلمي نفسك معايا وتضيعي شبابك مع راجل أكبر من والدك.. وأنت بنت عائلة وألف شاب يتمنوا يرتبطوا بيكي.

• بس أنا باحبك أنت يا عادل.

-أنتِ بس حاسة كده، لكن ده مش حقيقي أكيد، وبكرة تفتكري الأيام دي وتضحكي عليها.

انتهت المكالمة عند هذا الحد، لكن تداعياتها لم تنته، قرر أدهم تجاهل مشاعره من أجل مصلحة الفتاة، وقررت لمياء عدم الاتصال بعادل مرة أخرى بعدما شعرت بالإهانة، وتسارعت الأحداث بصورة لم تكن تتوقعها، فجاء العريس والتقته، لكنها لم تشعر نحوه بأي انجذاب أو قبول، لكن والدها تمسك بإتمام الزيجة من الشاب صاحب المستقبل الباهر من وجهة نظره، ولم تنجح لمياء في إقناعه بالعدول عن موقفه حتى حدد موعد الخطبة.

خطوبة ما تمت

لم تفكر لمياء كثيرا في الخطوبة التي يرغب والدها في إتمامها سريعا، فهي لاتزال تفكر في عادل أدهم وتحبه، لذا تملكها الاكتئاب كلما اقترب موعد الخطوبة، حتى طلب منها والدها أن تشتري فستان الخطوبة، وطلب منها أن تدعو صديقاتها للاحتفال معها في المنزل، فحفل الخطوبة تقرر أن يقام في شقة والدها، على أن تسهر مع عريسها بحضور عائلتيهما بأحد المطاعم، بعد مغادرة الضيوف، لكنها لم تدعُ سوى عدد محدود من صديقاتها، وحاولت أن تخفي الحزن عن والدها، فالأيام التي يفترض أن تعيشها وهي في قمة سعادتها كانت تمر فيها بأصعب لحظات حياتها.

حاولت لمياء في كل يوم إقناع والدها بالعدول عن موقفه من الخطوبة، لكنها فشلت حتى جاء يوم الخطوبة، كانت تخفي دموعها بقوة حتى لا تفسد الفستان الذي ارتدته لهذه المناسبة، وحتى لا يلاحظ عريسها نفورها منه، فبعد أن قام العريس بوضع الدبلة في يدها، وأطلقت الزغاريد في منزلهم، انسحبت بهدوء من الحفل بحجة الذهاب إلى الحمام، لكنها لم تعد للحفلة، طال غيابها عن الطبيعي، فتوجه والدها للبحث عنها ولم يجدها، عرف أنها غادرت المنزل، لتنتهي الخطوبة بمشهد مأساوي، هربت العروس، لا يعرف الجميع أين ذهبت لمياء ويغادر العريس غاضبا، ويقع والدها في موقف بالغ الحرج، فابنته الوحيدة التي قام بتربيتها هربت ليلة خطبتها.

لمياء الرافضة لفكرة الارتباط بغير عادل أدهم، تركت منزل والدها، استقلت المصعد أوقفت أول «تاكسي» قابلته، وطلبت منه الذهاب إلى حي الزمالك، دخلت فيللا عادل أدهم، فوجدت حفلة شاي تجمعه مع بعض الأصدقاء، انتحت به جانبا وطالبته بالارتباط مجددا، فكرر عليها ما قاله لها في آخر اتصال بينهما، بأنه ليس الشخص المناسب للارتباط بها، بسبب فارق العمر بينهما، وأنه لو كان أصغر قليلا، أو هي أكبر لارتبط بها من دون تردد، لكن فارق الـ35 عاما ظل أكبر عائق.

لم يكن عادل يعلم أن لمياء تركت خطبتها إلا بعد الانتهاء من حديثها معه، ودخلت في حالة انهيار وبكاء حاد، وانتابتها حالة جعلت جميع الموجودين يلتفتون إليها، فالفتاة التي جاءت مبتسمة وهي في كامل أناقتها انهارت من البكاء، لم يعرف عادل كيف يتصرف في هذا الموقف المحرج، وبدأ أصدقاؤه في الاستئذان، بعدما شعروا بأن هناك أمرا غير طبيعي، وقام أحدهم وهو طبيب بالمبادرة بطلب شراء مهدئ لها لتتناوله، وبالفعل أرسل عادل من يأتي بالمهدئ، وأدخلها غرفته لتنام، ويغادر الطبيب منزل صديقه، بعدما انتظر حتى تهدأ الفتاة، وانصرف بقية المدعوين دون أن يسألوا عن تفاصيل الموقف.

ورطة الحب

وجد عادل أدهم نفسه في ورطة لا يعرف كيف يتصرف فيها، هو يحب لمياء لا شك في ذلك، لكن المؤكد أن والد لمياء في حال غضب، هو وكل أهلها، ومؤكد أيضا أنهم بدأوا في رحلة البحث عن العروس الشابة التي اختفت بعد وضع دبلة الخطوبة في يدها، والعريس نفسه سيكون في قمة غضبه وهو يشعر بإهانة رهيبة، بعدما هربت منه عروسه ولا يعرف أين ذهبت، فكر أدهم كيف سيبرر لوالدها استقباله لها، أو سماحه لها بالمبيت لديه في ليلة خطوبتها، بعد أن هربت من عريسها، كان متأكدا أن أحدا لن يصدقه وأنه رفض طلبها بالارتباط منه، وغيرها من الأفكار التي ظلت تراوده طوال الليل، فلم ينم في هذه الليلة إلا قبل شروق الشمس بقليل ولعدة ساعات.

قطع استيقاظ لمياء من النوم حبل أفكار أدهم، ما إن استجمعت قواها حتى أخبرته بأنها لا تلقي بالا لأي من الاعتبارات التي فكر فيها، فهي لا تعرف إلا أنها تحبه فقط، وجد «البرنس» نفسه في موقف من أصعب المواقف التي مرت عليه، تحدث معها قليلا ووجد لديها تمسكا لا يتزحزح بالارتباط به، حسم أمره وتوجه إلى التليفون واتصل بعم حسن مساعده في العمل، وطلب منه أن يحضر له مأذونا وشاهدا آخر لأنه سيتزوج، وعاد ليتحدث مع زوجته الجديدة.

• أنا كلمت عم حسن والمأذون جاي وبعدين هنكلم والدك.

- طيب أنا ممكن أكلمه دلوقتي علشان أطمئنه، لأنه أكيد قلقان من امبارح، وبيدور عليا عند صديقاتي.

• استني لما عم حسن والمأذون يحضروا الأول، كلها نص ساعة بس، علشان متحصلش مشاكل قبل الزواج.

جاء عم حسن بالمأذون واحتفل العروسان بالزواج دون أن تطلق الزغاريد، وكان ذلك في عام 1982، ووكلت العروس نفسها أمام المأذون، وفور مغادرته هو والشهود، توجه عادل إلى التليفون ليقوم بالاتصال بوالدها ويخبره بالزواج، وأنها أصبحت في عصمته، وطلب منها أن تتحدث هي أولا مع والدها.

جاء رد والدها مفاجئا عندما اتصلت به فصدمها قائلا: «بنتي ماتت»، وأغلق الهاتف فدخلت في نوبة بكاء، ليقوم عادل بالاتصال به، ويخبره أن لمياء موجودة لديه في المنزل، فيرد عليه قائلا: «نزل بنتي من عندك أنا هاجي اقتلك»، ليرد عليه أدهم قائلا: «بنتك بقت مراتي شرعا وقانونا»، ليغلق الأب الهاتف مجددا، معلنا مقاطعته لابنته إلى الأبد.

شهر عسل

أدرك عادل أدهم أن صديقه لن يسامح ابنته بسهولة على ما فعلته، وحاول لذلك أن يخفف عنها، فهو يعلم أن زوجته وحيدة بعيدا عن عائلتها، فحاول إسعادها وتعويض الفارق العمري بينهما، وقرر أن يصطحبها في اليوم التالي إلى الإسكندرية لقضاء شهر العسل، والخروج من حالة الحزن والدموع التي سيطرت عليها بعد وقت قليل من عقد القران.

قضى العروسان أيام العسل في الإسكندرية، واضطر عادل أدهم إلى العودة لاستكمال أعماله الفنية، لتبدأ الفتاة الصغيرة حياة الزوجة المسؤولة عن المنزل، وليس الفتاة المدللة في منزل والدها، فهي لم تكن تجيد الطبخ أو لديها أي خبرة في إدارة المنزل، على العكس من «البرنس» الذي كان طباخا ماهرا بحكم إقامته بمفرده فترات طويلة.

دخلت لمياء في تحد مع نفسها لإثبات أنها سيدة منزل ماهرة، وتحمل عادل تعليم زوجته الطبخ والعناية بالمنزل، ساعدها على ذلك وجودها في المنزل فترات طويلة خلال انشغاله بالتصوير، فكانت تنتظره على الطعام وتحاول أن تفهم كيف يدير حياته، خاصة أن طبيعة عمله مختلفة، فهي لا تعرف الكثير عن طبيعة عمل نجوم السينما.

حرص عادل على تدريب زوجته على المأكولات، لذلك كان يقضي وقتا طويلا بجوارها في المطبخ، يعلمها الطريقة التي تطهو بها الطعام، كانت ابنته وزوجته، لم يشعر بملل من أن يقوم بتعليمها أي شيء، فهو يدرك أنها لم تتجاوز مرحلة المراهقة بعد، حاول تعويضها باستمرار عن غياب والدها عنها، فكان الأب والأم والأخ والحبيب، لم يشعرها بأنها عبء على حياته، بل ظل يتذكر تضحيتها من أجله ومغادرتها منزل والدها والتمسك به.

العودة إلى العمل

في أول أيام العودة إلى التصوير بعد الزواج، فوجئت لمياء بزوجها يستيقظ في الخامسة صباحا، رأته يجلس ليقرأ سيناريو فيلم مدة ساعة، قبل أن يتوجه إلى النادي لممارسة الرياضة اليومية وركوب الخيل، ليعود إلى المنزل بعدها، ويتناول إفطاره، ويغادر إلى الاستديو متقمصا الشخصية التي سيقدمها.

انتظرت لمياء زوجها لتناول العشاء معا، وفور دخوله المنزل وجدته يتجه إلى غرفة النوم دون أن يتحدث معها على غير عادته، فنادته: «يلا يا حبيبي الأكل جاهز»، ليرد عليها: «أنا تعبان سيبيني شوية»، انتظرت دقائق قليلة ونادته مرة أخرى، وطلب الانتظار قليلا، وفي المرة الثالثة أخبرته أن الأكل سيبرد، فلم يرد عليها، وعندما توجهت إلى الغرفة وفتحت الباب عليه، قام ثائرا عليها قائلا: «أنا لما بدخل البيت بأبقي مش عاوز أكل أو أشرب، ولا حد يتكلم معايا، أنا واقف على رجلي أكتر من 18 ساعة».

خرجت لمياء من الغرفة وكان الحزن باديا عليها، فأسرع عادل خلفها وقام بتقبيلها، ولكي يصالحها دعاها لتناول العشاء في اليوم التالي خارج المنزل، حيث سينتهي من تصوير مشاهده مبكرا، وهي الدعوة التي أخرجت الزوجة من حالة الحزن التي سيطرت عليها، لأنها المرة الأولى التي ترى عادل منفعلا بهذه الطريقة، فلم تعهد فيه سوى الهدوء والكلام من دون انفعال في حياته الشخصية.

مرت الأيام وشعرت لمياء بآلام في بطنها، أحست بأن شيئاً ما بدأ يتحرك في أحشائها، لكن عدم يقينها دفعها إلى الذهاب للطبيب بمفردها، وإجراء الفحوص لتتأكد من أنها حامل في مولودها الأول من الرجل الذي أحبته، فأكد لها الطبيب أنها حامل في شهرين، وهو الخبر الذي جعلها تطير من الفرحة، وظلت تفكر في طريقة إخبار زوجها به، خاصة أن حلم الأبوة بالتأكيد يراوده.

دعت لمياء زوجها على العشاء خارج المنزل، وأخبرته أنها تشعر بالآلام في البطن، فطلب منها الذهاب إلى الطبيب، صارحته بذهابها صباحا، وأن الطبيب أخبرها بأن عادل الصغير يتحرك في بطنها، فوجئ عادل أدهم بالخبر، ولم يتمالك دموعه أمامها، فلم يفكر أنه سيكون أبا في يوم من الأيام، وسعد كثيرا بأن زوجته ستكون أما، وستجد ما يشغلها بعدما عانت من الوحدة في الشهور الأولى من الزواج.

ظل عادل يتابع انتفاخ بطن زوجته بين يوم وآخر، أجبرها على ملازمة الفراش، لم يجعلها تقوم بأي شيء في المنزل، وترك أعماله ليتفرغ لمساعدتها، كان يخشى عليها من الهواء، لا يجعلها تتحرك كثيرا، ويحرص على الوجود بجوارها في المنزل فترات طويلة، حتى استيقظ في أحد الأيام على صوت صراخها المرتفع، لم تكن أنهت شهرها السادس، نقلها إلى المستشفى ليخبره الأطباء بخطورة حالتها الصحية، نتيجة انفجار المشيمة، وأنهم سيضطرون للتضحية بالجنين.

صدم الخبر عادل أدهم، لكنه ظل يفكر في زوجته الشابة التي ستصدم أكثر منه، وحاول أن يخفف الصدمة عنها، فبادر بالاتصال بوالدها لأول مرة منذ خصامه لهما، وأراد إيصال رسالته في كلمات قليلة.

• آلو.

- أيوه يا باشا أنا عادل أدهم، لمياء حالتها خطيرة في المستشفى، والأطباء قالوا إنهم مضطرين يضحوا بالجنين علشان حياتها، وأعتقد أنها لو فاقت وأنت جنبها ده هيخفف عنها الصدمة.

• أنا جاي حالا.

أسرع السحراوي الأب لرؤية ابنته بعدما علم بخطورة حياتها، فكان وقوف والدها إلى جوارها سببا في تخفيف صدمة الإجهاض عليها، وحرص الأب على تكرار زيارتها حتى خرجت لمنزلها، لكنه كان يتجنب الحديث مع «البرنس»، فلم يستطع مسامحة صديقه القديم على ما فعله بابنته وحرمانه من فرحة الاحتفال بزفافها، من وجهة نظره كان الأمر أشبه باختطاف ابنته، ولم يدخل منزلهما قط في حياته، لكن ابنته كانت تتردد عليه بانتظام، وشجعها عادل على ذلك، خاصة أنه لم يكن سعيدا باستمرار القطيعة بينهما، وتغيرت حالة زوجته النفسية للأفضل في كل مرة كانت تلتقي فيها والدها.

بعد تعرض لمياء للإجهاض في المستشفى، حملت مجددا أكثر من مرة، وفي كل مرة كان حملها لا يكتمل رغم اتباعها تعليمات الأطباء في الراحة وتلقي العلاج الذي يساعد الجنين على النمو، حتى اضطر الأطباء لإزالة الرحم في النهاية، لتفقد لمياء الأمل في الإنجاب إلى الأبد، ووقف عادل بجوارها في الأزمة النفسية التي مرت بها بعد خضوعها لتلك الجراحة، خاصة أنها كانت في العشرينيات من عمرها.

محاولة عبدالمنعم إبراهيم الفاشلة

خلال الشهور الأولى من زواج عادل ولمياء خضعت الأخيرة لجراحة بسيطة، وخلال فك سلك العملية لم يستطع عادل أن يذهب معها ويرى زوجته تتألم، فطلب من صديقه المقرب عبدالمنعم إبراهيم أن يذهب مع الزوجة الشابة بينما ينتظرهما في المنزل.

ذهبت لمياء مع عبدالمنعم إبراهيم إلى الطبيب الذي سألها عن والدها بحكم صداقته به، فأخبرته بالقطيعة بينهما بسبب ارتباطها بزوجها من دون موافقته، وطلب منها أن تحاول طلب السماح منه فهو طيب القلب، وأنهى عملية إزالة السلك وآثار الجراحة.

اقترح الفنان عبدالمنعم إبراهيم على لمياء التوجه إلى منزل والدها قبل الذهاب إلى المنزل في محاولة للصلح بينهما بحضوره، وهو الاقتراح الذي لاقى استحسانها بشدة، إذ كانت ترغب في أن يقوم والدها باحتضانها، وبالفعل غيرا مسارهما إلى منزل والدها.

طرق عبدالمنعم إبراهيم الباب، وعندما فتحه والدها رفض دخول ابنته مكررا كلمته لها «بنتي ماتت»، ليرفض جميع محاولات عبدالمنعم بالحديث قائلا: «أنا كنت مستني علشان ليها حاجات تقدر تأخدها»، واستأذن من الفنان الشهير ودخل إلى المنزل وطلب من الخادم أن يقوم بإيصال الحقائب لهما، فلمياء رغم مرور أشهر على زواجها، لكنها لم تستطع أخذ ملابسها من منزل والدها.

عادت لمياء إلى منزلها مع عبدالمنعم إبراهيم، وكان الحزن يسيطر عليها، وعندما شاهد عادل أدهم الحقائب لم يسألها عنها، إذ أدرك ما حدث وأن والدها طردها من المنزل مجددا، فحاول إخراجها من الحالة النفسية بإلقاء الدعابات واصطحبها خارج المنزل لتناول الغذاء، كان يدرك أنها بحاجة إلى المساندة والدعم في هذا التوقيت أكثر من أي وقت آخر.