مازال خاطف الطائرة المصرية (إيرباص 230) من مطار "برج العرب" بالاسكندرية إلى مطار "لارنكا" القبرصي، يشكل علامة استفهام للرأي العام المصري والدولي. وبينما قال المتهم بخطف الطائرة، سيف الدين مصطفى (58 عاماً) في التحقيقات التي أجريت معه في قبرص، إن هدفه الأساسي من اختطاف الطائرة هو الوصول إلى أبنائه من طليقته القبرصية مارينا باراشكو، حيث لم يلتقيهم منذ 24 عاماً، نجحت "الجريدة" في الحصول على نسخة ـ تُنشر للمرة الأولى ـ من الرسالة التي حملها قرصان الجو على متن الطائرة، وتضمنت سبب تنفيذه العملية، وأرفقها ببيان ضم أسماء 63 سجينة طلب الإفراج عنهن، مقابل تحرير الركاب "الرهائن".

Ad

وحصلت "الجريدة" على هذا المستند المهم من منى ابنة شقيقة سيف الدين، التي تسلمت نسخة من رسالته قبل أيام من حادث اختطاف الطائرة، في حين لم تكن تعلم سبب كتابته لهذه الرسالة أو ماذا ينوي أن يفعل بها، لكنها في لقاء مع "الجريدة" دافعت عن خالها قائلة: "ليس إرهابيا كما يظن البعض، بل قضى سنوات طويلة من عمره في السجن، ولم ير أبناءه منذ 24 سنة. أعتقد أن هذا هو مبرره لارتكاب الحادث الذي نرفضه جميعا لأنه أضرّ بمصر".

سيف الدين هاتف ابنة شقيقته من قبرص أثناء التحقيق معه، وأبلغها أن تكون المتحدثة الرسمية باسمه، كونها الأقرب إليه والأكثر دراية بتفاصيل حياته، التي سجلها في 200 صفحة، وأودعها أمانة لديها، قبل أن تداهم قوات الشرطة منازل أقاربه بعد الحادث، وتتحفظ على متعلقاته الشخصية ومن بينها كانت المذكرات.

وعلى الرغم من الأهمية التي تحملها المذكرات، خصت منى "الجريدة" بنسخة من الرسالة التي حملها على الطائرة، وننفرد بنشر نصها وصورة ضوئية لها، وتعد الأوراق الوحيدة التي أفلتت من قبضة الشرطة المصرية.

وجاء في الرسالة المعنونة بـ"التحرر الديمقراطي": "لقد أصبح شعبنا في مصر يعاني معاناة شديدة من الفاشية العسكرية، لما تقوم به من قتل خارج إطار القانون والتعذيب والإخفاء القسري، إضافة للفشل المستمر على المستويين الاقتصادي والأمني، فالانقلاب العسكري ليس سوى آلة للقتل والتدمير للإنسان المصري، ولهذا فنحن نهيب بالعالم الحر الديمقراطي أن ينظر للشعب المصري كبشر لهم الحق في الحرية".

وتابع: "نقول للشعوب أن تضغط على حكوماتها لكي تعيد للشعب ثورته، ثورة الخامس والعشرين من يناير لطريقها الصحيح الذي رسمه المصريون بأنفسهم ودمائهم وتضحياتهم".

أما العبارة الأهم التي يفسر فيها سبب اختطافه للطائرة فيقول فيها: "ولهذا قمنا بهذه العملية لكي يسمع العالم ويرى ما يحدث في مصر من قمع وتعذيب وقتل وإخفاء قسري للمعارضين من كل التيارات الوطنية، ولهذا نطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلات المصريات المدرجة أسماؤهن، فمن العار علينا أن نجد الفتيات في السجون لمجرد أن يعبرن عن رأيهن وإننا نقول للانقلاب العسكري إياك وبناتنا ونساءنا فهم خط أحمر".

وتبع رسالته بورقتين أخريين، تضمنتا أسماء 63 سجينة، طلب الإفراج عنهن، بعضهن أُخلي سبيله بالفعل قبل الحادث، وتضمنت أسماء تنتمي إلى اليسار و"الإخوان".

وعلى الرغم مما تعكسه الرسالة من انتماء "إخواني" لكاتبها، فإن منى نفت أن يكون خالها له أي انتماء سياسي أو حزبي، مؤكدة: "كان يكره جماعة الإخوان ولم ينتخب محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية عام 2012، لكنه رفض خروجه من السلطة دون إرادة شعبية تقررها صناديق الاقتراع".