تدخل الانتخابات التمهيدية الأميركية مرحلة جديدة، يتوقع بعدها أن تتضح صورة المعركة الجارية في صفوف الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتحديد هوية المرشح الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.

Ad

مع بداية النصف الثاني من الشهر الجاري تدخل الانتخابات التمهيدية الأميركية مرحلة جديدة، يتوقع بعدها ان تتضح صورة المعركة الجارية في صفوف الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتحديد هوية المرشح الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.

قادة حملة المرشح الجمهوري المحتمل الملياردير المثير للجدل دونالد ترامب، يعتقدون أن بإمكانهم حسم معركة الترشيح قبل منتصف شهر مايو المقبل، وأنهم سينجحون في تمكينه من الحصول على الـ 1237 مندوبا لنيل ترشيح الحزب في مؤتمره العام في يوليو المقبل.

وهم يراهنون على تكتيكات جديدة ستمكنهم من استمالة كل من الناخبين في الانتخابات التمهيدية أو في المؤتمرات الانتخابية الحزبية في الولايات التي لا تجري فيها انتخابات تمهيدية، وكذلك استمالة المندوبين الذين تختارهم بعض الولايات من تلقاء نفسها، من دون ان تجري فيها أي عمليات تصويت.

كما يراهنون على أن الانتخابات التي ستجري في 19 الجاري بولاية نيويورك مكان اقامة ترامب ومركز أعماله، ستمنحهم اندفاعة ضرورية لإعادة الزخم لحملته بعد الانتكاسات الاخيرة، وخصوصا أن عدد مندوبيها هو الاكبر بعد ولاية كاليفورنيا التي ستجري فيها وفي ولاية نيوجيرسي الكبيرة نسبيا أيضا في 7 يونيو المقبل.  

وفي تحد لاستطلاعات الرأي وتوقعات الخبراء، يسعى ساندرز لاقتناص ترشيح الحزب من كلينتون بتحقيق نصر غير متوقع في الانتخابات التمهيدية في كاليفورنيا.

وقالت مصادر في حملة ساندرز إنه «يعتزم القيام بحملة نشطة وبث إعلانات تلفزيونية وإذاعية وعلى الانترنت بثلاث لغات، والقيام بجهود تتكلف كثيرا جدا، مقارنة بأي ولاية أخرى».

وولاية كاليفورنيا هي مصدر تبرعات يعتد بها في حملة كلينتون، وتظهر استطلاعات الرأي تقدمها في الولاية بفارق 14 نقطة مئوية. وقال الموقع الإعلامي الإلكتروني فايف ثيرتي إيت الذي يحلل الإحصاءات إن أمامها فرصة للفوز في الانتخابات التمهيدية للولاية نسبتها 91 في المئة.

ومع توالي الاخفاقات التي مني بها منافسه السيناتور تيد كروز في تنظيم فعالية ناجحة حتى الساعة في نيويورك، وتعرضه لهجمات متتالية من سكانها بعد تعليقاته التي كررها واعتبرت مسيئة لهم، يسعى ترامب لتحقيق فوز كاسح ليضمن على الاقل تقليص الفارق في عدد المندوبين المطلوب، وتصعيب شروط اقصائه في مؤتمر الحزب.

واعلنت حملته تنظيم قعاليات انتخابية تستهدف المندوبين الذين اختارتهم بعض الولايات من دون عمليات تصويت، عارضة تأمين انتقالهم وأماكن اقامتهم في منتجعات ترامب وفنادقه المنتشرة في العديد من الولايات، وخاصة في ولاية فلوريدا.

ورغم محاولتهم تفادي اتهامهم برشوة هؤلاء المندوبين، فإن الأمر يبدو في جانب منه على هذا الشكل، وهو ما أثار انتقادات عديدة داخل الحزب وخارجه، علما بأنه لا نص قانونيا يمنع ذلك.

في المقابل يكافح منافساه تيد كروز وجون كايسك على الصمود حتى اليوم الاخير، عل أحدهم ينجح في منعه من الحصول على عدد المندوبين الضروري، ما قد يفسح المجال امام عملية تصويت جديدة داخل المؤتمر، قد تؤدي الى حرمان ترامب من الفوز بترشيح الحزب. وهي مهمة ستلقى على كاهل رئيس الحزب رينس برايبوس، ليعلن قرار الحزب في هذه العملية.

في الجانب الديمقراطي، وعلى الرغم من فوز السيناتور الاشتراكي بيرني ساندرز في 7 ولايات متتالية على منافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، فإن الفارق بينهما في عدد المندوبين لايزال حوالي 700 صوت.

ساندرز الذي عمد أخيرا الى تصعيد هجماته الشخصية على كلينتون نازعا عنها أهليتها لتكون رئيسة للولايات المتحدة، أثار ضده الكثير من الانتقادات.

فقد اتهم انه يضعف وحدة الحزب ويؤثر سلبا على قاعدته عبر تغذية مشاعر الكراهية ضد منافسته، وهو ما قد يؤدي الى حرمانها من اصوات مناصريه واستنكافهم عن المشاركة في الانتخابات العامة مقابل منافسها الجمهوري، الذي تشير كل الاستطلاعات حتى الساعة إلى  انه سيكون دونالد ترامب.

وما أثار الاستهجان أكثر هو اقحام نفسه بحضور فعالية ينظمها الكرسي البابوي هذا الاسبوع  في روما تحت عنوان مكافحة اللامساواة، الأمر الذي اعتبر محاولة من ساندرز للتأثير على الناخبين عبر تصوير نفسه مرشحا مفضلا من البابا فرنسيس، وهو الاشتراكي اليهودي غير المتدين.

غير أن الانتقادات التي تعرض لها ساندرز، وخصوصا من أوساط صحافية وأكاديمية مستقلة وليبرالية، لم تقف عند هذا الحد، بل طاولت برنامجه الانتخابي والسياسي، معتبرة أنه مجرد شعارات عامة من دون جدول زمني أو إجرائي محدد.

كلينتون من جهتها تسعى الى استعادة الزخم لحملتها، حيث تراهن على الفوز في ولاية نيويورك، خصوصا أن استطلاعات الرأي تمنحها حتى الساعة تقدما مريحا فيها بنسبة 55 في المئة مقابل 45 في المئة لساندرز.

ويستعد المتنافسان لمناظرة كبيرة يوم الخميس في بروكلين بمدينة نيويورك، حيث يتوقع ان يعمد ساندرز الى تكرار هجماته واتهاماته لكلينتون عن علاقتها بوول ستريت وشركات البترول والادوية وعن تمويل تلك المؤسسات لحملتها، بينما كلينتون سترد باتهامه بأنه لا يحمل برنامجا واقعيا قابلا للتطبيق.

أوباما

من جانبه، أكد الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي يستعد لنهاية فترته الثانية في الرئاسة بنهاية العام الحالي في مقابلة تلفزيونية أمس الأول، أن فشل واشنطن في الاستعداد لمواجهة ما يحدث في ليبيا، بعد انهيار نظام القذافي يشكل أكبر فشل لإدارته خلال فترتي ولايته. وأكد أوباما أنه لازال حتى اللحظة يعتقد أن قرار التدخل العسكري في ليبيا كان القرار الصحيح.

وقال إن أفضل إنجاز له خلال فترتي ولايته هو «إنقاذ الاقتصاد الأميركي من خطر الكساد العظيم».