في جلسة تاريخية للبرلمان المصري، أعلن أكثر من 180 نائباً انسحابهم من الجلسة العاصفة اعتراضاً على إقرار المجلس المادة 97 من اللائحة الداخلية للبرلمان، والتي تحدد اشتراطات الائتلافات الداخلية، في حين اتفقت مصر واليابان على التعاون المشترك في مجالات التعليم والطاقة والكهرباء، أمس، خلال الزيارة التي يقوم بها الرئيس السيسي لطوكيو.
شهد البرلمان المصري، أمس، ولليوم الثاني على التوالي، جلسة تاريخية عاصفة، خلال مناقشة مواد اللائحة المنظمة لعمل البرلمان، فقد أعلن نحو 180 عضواً الانسحاب من الجلسة، إثر الخلاف على المادة 97 من اللائحة الداخلية، الخاصة بتشكيل "الائتلافات البرلمانية"، إثر إقرار المجلس مقترحاً تقدم به النائب عن ائتلاف "دعم مصر" طاهر أبوزيد، بأن تكون نسبة ٢٥ في المئة من إجمالي أعضاء البرلمان، هي النسبة المقبولة لتكوين الائتلافات البرلمانية.وتسبب نص المادة، المتهمة بالانحياز لـ"ائتلاف دعم مصر"، إلى أول واقعة انقسام في البرلمان الجديد، والنص يقول: "لا يجوز تشكيل ائتلاف برلماني إلا من ٢٥ في المئة من أعضاء المجلس على الأقل، ويشترط في أعضاء الائتلاف أن يكونوا من 15 محافظة من محافظات الجمهورية، منهم ثلاثة أعضاء على الأقل من كل محافظة وترشحوا على مقاعدها، ولا يجوز لعضو مجلس النواب الانضمام إلى أكثر من ائتلاف".وانسحب عدد كبير من النواب، بينهم أعضاء الهيئة البرلمانية لحزب "المصريين الأحرار" بالكامل، وعدد من نواب حزبي "الوفد" الليبرالي و"النور" السلفي، إضافة إلى نواب مستقلين بينهم علي مصيلحي وهيثم الحريري، الأمر الذي دفع رئيس المجلس علي عبدالعال إلى رفع الجلسة في محاولة للسيطرة على الأمور، على أن تستأنف بعد 30 دقيقة، واعتبر عدد من النواب أن "دعم مصر" هو المستفيد الوحيد من تلك المادة، لكونه يحوز أكثرية مقاعد المجلس. وقال عدد من نواب حزب "المصريين الأحرار" الذين رفضوا العودة إلى الجلسة مجددا، واكتفوا بتقديم مذكرة اعتراض لرئيس المجلس، إن اللائحة الداخلية للنواب، يتم تفصيلها لمصلحة ائتلاف "دعم مصر"، وقالت النائبة نادية هنري: "هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التغاضي عن مواد يسعى دعم مصر لتمريرها باللائحة، رغم أنها تفرز الدكتاتورية وتواكب لوائح سابقة لا تعطي الفرصة للمعارضة".أزمة عكاشةإلى ذلك، أعلن رئيس المجلس علي عبدالعال، تشكيل لجنة خاصة للتحقيق مع النائب كمال أحمد في واقعة رشقه النائب توفيق عكاشة بالحذاء، بينما عاقب المجلس عكاشة بالحرمان 10 جلسات متتالية في واقعة إهانة رئيس المجلس وأعضاء البرلمان، قبل أسبوعين.وفي أول رد فعل إسرائيلي، على واقعة رشق النائب البرلماني كمال أحمد نظيره توفيق عكاشة، بالحذاء، على خلفية استقبال الأخير للسفير الإسرائيلي في القاهرة حاييم كورين، نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن كورين قوله إن ما تعرض له عكاشة في مجلس النواب المصري لن يثنيه عن موقفه، وتابع سفير تل أبيب في القاهرة: "مصر وإسرائيل لديهما مصالح مشتركة في محاربة الإرهاب"، مشيرا إلى أن بلاده لها علاقات طيبة مع مصر، وما تعرض له عكاشة لن يؤثر في تلك العلاقة.على الصعيد ذاته، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في القدس المحتلة، السفير المصري الجديد المعتمد لدى تل أبيب، حازم خيرت، أمس، ونشرت صفحة "إسرائيل في مصر" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صورا تجمع نتنياهو وخيرت، وذكرت أنهما بحثا العلاقات المشتركة بين البلدين، وعملية السلام ومستجدات القضايا الإقليمية الأخرى.في غضون ذلك، نجح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته إلى طوكيو، ثاني محطات رحلته الآسيوية، أمس، في توقيع 3 اتفاقيات قروض، لتمويل مشروعات في مجالات الطاقة والكهرباء والطيران المدني، بقيمة إجمالية تبلغ نصف مليار دولار، كما وقعت الاتفاقيات وزيرة التعاون الدولي، سحر نصر، وممثل الحكومة اليابانية، الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).وقالت نصر إن الاتفاقية الأولى تتعلق بمشروع رفع كفاءة استخدام الطاقة لمصلحة وزارة الكهرباء، بقيمة 243.3 مليون دولار، وأضافت: "قرض المشروع سيكون بسعر فائدة 0.3 في المئة سنوياً، وفترة السداد 40 سنة، وبفترة السماح 10 سنوات"، وقالت الوزيرة إن المشروع الثاني يتعلق بإنشاء محطة توليد كهرباء بواسطة الخلايا الفوتوفلطية في الغردقة بقيمة 91 مليون دولار، بينما جاءت الاتفاقية الثالثة في تحديث مطار برج العرب الدولي، بقيمة 152 مليون دولار.من جانبه، أكد السيسي، الذي يعد أول رئيس عربي وثاني رئيس إفريقي يخطب أمام البرلمان الياباني (الدايت)، أهمية تعزيز جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، ومواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وشدد في كلمته أمام "الدايت"، أمس على ضرورة أن تشمل هذه المواجهات الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والأبعاد الفكرية والثقافية، بجانب المواجهات العسكرية والتعاون الأمني، مثمنا دور الأزهر في إعلاء قيم التسامح. كما شدد على ضرورة إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والتوصل إلى حل يرضي طموحات الشعب الفلسطيني، وتابع: "النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي لايزال يمثل جوهر الصراع في الشرق الأوسط، والعامل الرئيس لغياب استقرار المنطقة، ومصر لن تدخر جهدا لدفع جهود السلام والتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة تمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة"، ولفت إلى أن بلاده تواصل مساعيها لإيجاد تسويات سياسية للأزمات المتفاقمة في سورية وليبيا واليمن بما يحفظ وحدة هذه الدول.تصفية 13 تكفيرياًفي سياق آخر، قال مصدر أمني إن القوات الأمنية قامت بتصفية 13 عنصرا تكفيريا في مدينة الشيخ زويد شمال سيناء، في حين قال مصدر بمديرية أمن الجيزة، إن وزارة الداخلية وضعت خطة أمنية بديلة للتصدي للأعمال الإرهابية التي ترتكبها خلية إرهابية تعتنق فكر "داعش" في "جنوب الجيزة".بينما لقي ضابط و3 شرطيين سريين ومواطن مصرعهم خلال مداهمة لأحد الأوكار الإجرامية في محافظة القليوبية، شمال القاهرة، أمس الأول.
دوليات
مصر: 180 نائباً ينسحبون من مناقشة «لائحة البرلمان»
01-03-2016