تمكن فصيل سوري معارض من طراد تنظيم "داعش" من معبر حدودي مع العراق، ليبقى للتنظيم معبر واحد، يؤمن التواصل بين سورية والعراق، حيث أعلن قيام دولته المزعومة على أراضيهما. جاء ذلك وسط تصعيد سياسي إقليمي مع استمرار خرق الهدنة وعشية استئناف مفاوضات "جنيف 3".

Ad

سيطر ما يسمى "الجيش السوري الجديد"، الذي تهيمن عليه "جبهة الأصالة والتنمية" الإسلامية المعتدلة، أمس الأول على معبر التنف الحدودي مع العراق، والواقع في ريف حمص الجنوبي الشرقي.

وقال المرصد إن المقاتلين المعارضين دخلوا الأراضي السورية من الأردن حيث تم تدريبهم قبل أن يتوجهوا الى التنف الذي يسيطر على الجانب العراقي منه تنظيم "داعش".

وكان التنظيم الجهادي سيطر في مايو 2015 على تدمر والتنف آخر معبر حدودي مع العراق كان بيد القوات الحكومية.

وبحسب المرصد، فقد أجبرت الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده واشنطن "داعش" على الانسحاب من الجانب السوري من المعبر، ما سهل تقدم الفصائل المعارضة المسلحة.

وعلى باقي الحدود السورية العراقية في المنطقة الشرقية التي يعمل فيها "الجيش السوري الجديد" لا يزال "داعش" يسيطر على معبر البوكمال الاستراتيجي بريف دير الزور الذي يربط مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية.

وتسيطر قوات كردية على معبر اليعربية إلى الشمال من البوكمال.

وكانت القوات الكردية انتزعت من "داعش" في صيف 2015 معبر تل ابيض على الحدود السورية- التركية.

المفاوضات

في غضون ذلك، أعلن المبعوث الأممي الى سورية ستيفان ديمستورا عن استئناف مفاوضات "جنيف 3" في 10 الجاري.

وكان وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأميركي جون كيري، تناولا خلال مكالمة هاتفية في وقت متأخر من مساء أمس الأول ضرورة بدء الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية سريعاً.

وجدد الوزيران التزام واشنطن وموسكو بقرار وقف الأعمال العدائية في سورية، وجددا التأكيد على أهمية التعاون لتنفيذ القرار.

الجبير

وفيما بدا تصعيدا سعوديا مواكبا لتصريحات رئيس هيئة المفاوضات المعارضة رياض حجاب، أوضح وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، من العاصمة الفرنسية، أمس أنه على رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أن يرحل في بداية العملية الانتقالية لا في نهايتها.

وجاءت تصريحات الجبير بمثابة رد على ديمستورا الذي قال إنه على السوريين أن يقرروا بقاء الأسد أو رحليه.

وكان حجاب اعتبر أمس الأول في باريس أن "الظروف حاليا غير مواتية" لاستئناف مفاوضات السلام.

وقال حجاب: "لا المساعدات الإنسانية وصلت، ولم يطلق سراح معتقلين، والقرار 2254 لم يطبق، كما لم يتم الالتزام بالهدنة المؤقتة، والعمليات القتالية مستمرة".

لكن الأمم المتحدة أعلنت أمس الأول إيصال مساعدات إنسانية لـ20 ألف شخص في ثلاث مدن محاصرة في ريف دمشق، وهي ثاني عملية من نوعها منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار.

الهدنة

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بمقتل 135 شخصا في الأماكن المشمولة بالهدنة في سورية، خلال الفترة من 27 فبراير الماضي وحتى 2 مارس الجاري.

وقال المرصد إن من بين المجموع العام للخسائر البشرية 45 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية، بالإضافة إلى 32 مواطناً مدنياً بينهم سبعة أطفال وسبع نساء.

وأشار إلى مقتل 25 من القوات السورية وقوات الدفاع الوطني، و33 مقاتلاً من الوحدات الكردية و"جبهة النصرة" وفصائل إسلامية أخرى.

مدينة للاجئين

إلى ذلك، اقترح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان فكرة بناء مدينة شمال سورية، بهدف استيعاب بعض اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية في البلاد.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أمس عن إردوغان قوله: "أريد أن قول لكم شيئا. ما هو الحل؟ أن نبني مدينة في شمال سورية (...) لإعادة اللاجئين إليها".

وبحسب إردوغان، يمكن بناء هذه المدينة على مقربة من الحدود التركية بمساعدة المجتمع الدولي.

وأضاف: "تحدثنا مع (الرئيس الأميركي باراك) أوباما وحتى أننا حددنا الموقع، ولكن لم يتم حتى الآن الانتهاء من المشروع" من حيث تحديد الوقت اللازم لتنفيذه.

وتسعى تركيا، التي تستضيف 2.7 مليون لاجئ سوري، منذ فترة طويلة لإنشاء ممر إنساني في سورية، يكون محميا بمنطقة حظر جوي. لكن هذه هي المرة الأولى التي تقترح فيها أنقرة بناء مدينة للاجئين.

روسيا

في سياق آخر، كشف مصدر في البحرية الروسية، لوكالة "سبوتنيك" الروسية الحكومية، عن نية بلاده إرسال حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف"، وهي حاملة الطائرات الروسية الوحيدة والتي تعود إلى حقبة الاتحاد السوفياتي، إلى البحر الأبيض المتوسط الصيف المقبل.

ونقلت الوكالة عن لسان المصدر الذي لم تسمه قوله: "الآن تتواجد الأميرال كوزنيتسوف في مصنع تصليح السفن بمدينة مورمانسك، حيث يجري تجهيزها لرحلة بعيدة، وستدخل إلى مصنع تصليح السفن ثانية عندما تعود من الرحلة البعيدة، وتمكث هناك لمدة طويلة حتى إعادة تأهيلها لاستخدام طائرات جديدة".