ذكر رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد جاسم الصقر أن "الحريري دفع ثمن مواقفه الثابتة والتاريخية في مساندة الديمقراطية"، مؤكدا أن الرئيس الشهيد كان رجل تنمية من الطراز الأول، مستذكرا عددا من مآثره، حيث ربطته به علاقات شخصية، خصوصا عندما رشح نفسه لرئاسة البرلمان العربي عام 2004.
وقال الصقر، خلال الكلمة التي ألقاها في السفارة اللبنانية أمس الأول، في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، إن الشهيد كان الوحيد الذي وقف معه من خارج منطقة الخليج، حيث فاز بالمنصب بالتزكية، بفضل دعم ومساندة الحريري. وأضاف: "كنت أول صحافي يلتقي الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بداية توليه المسؤولية مطلع التسعينيات، عندما كنت رئيس تحرير جريدة القبس مدة 17 عاما"، مشيرا إلى المكانة المميزة التي كان الحريري يحظى بها عربيا، إذ لم يكن رئيس وزراء لبنان فحسب، بل في فترة من الفترات وزير خارجية العالم العربي، وخصوصا سورية.توحد الرؤيةمن جهته، قال السفير اللبناني خضر حلوي: "نحيي مناسبة يؤلمنا استذكارها، وهي ذكرى اغتيال رجل كبير بامتياز، عربي الانتماء تقدمي الرؤية، استطاع في حياته أن يدخل إلى قلوب اللبنانيين من أقصى شمال الوطن حتى جنوبه ومن أقصى شرقه الى غربه، لأنهم رأوا فيه نموذجا جديدا لرجل آت من خارج النادي السياسي التقليدي، حاملا معه هموم الوطن، وشغفا بلبنان الذي عانى حروبا وفتنا كادت تهدد حياته".وأضاف السفير: "لكن إيمان الشهيد رفيق الحريري بلبنان واللبنانيين زاد عزيمته وتصميمه على إعادة وضعه على الخريطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما دفع العالم كله الى دعم مسيرته، ليعود بلدا رائدا ومنبرا كما كان، وجعل اللبنانيين يتفاعلون معه من أي جهة انتموا".وأردف: "رفيق الحريري، كما في حياته وكذلك في مماته، استطاع أن يجمع الجميع لتتوحد الرؤية حول الوطن وحول سيادته، لكن أيادي الشر التي اغتالته استشعرت أهمية هذه الوحدة بين اللبنانيين، واستطاعت أن تدخل البلد في أتون من الصراعات السياسية والانقسامات التي اتخذت البعد الطائفي البغيض ثم المذهبي الكريه الذي يستفحل في لبنان وفي المنطقة العربية، بل في العالم كله".وتابع: "هذه الأيادي ومن ورائها، والعدو الإسرائيلي أولها، يعيشون أحلى حقباتهم برؤية الانقسام والقتل والتدمير الذي تمارسه عنهم قوى وأياد تستخدم الدين شعارا، والعنف أسلوبا والرعب نهجا، حتى كادت تنسينا قضيتنا الأساسية والتاريخية، فلسطين". وأضاف: "هذا الرجل الذي كان يمثل الاعتدال والانفتاح فقده اللبنانيون ومازالوا يفتقدونه، وكذلك العالمان العربي والدولي، وهو لن يموت في وجدان البشر، بل سيكون حاضرا دائما من خلال الرؤية والنهج اللذين تسلم رايتهما الرئيس سعد الحريري الذي يبذل جهودا من خلال التواصل والحوار والتسامح، والتي ستؤدي الى نتيجة حتمية في اختيار رئيس للجمهورية، ماروني بالقلب مسيحي بالإيمان ووطني بالوجدان والعقل".وتابع السفير: "هذه هي الحرية الحقيقية، وهذا هو الخيار الذي سيحمي لبنان ويعيده الى كنف مؤسساته الدستورية التي ستنتج رئيسا جديدا، وتمثيلا جديدا ووطنا قديما مجددا على أسس أكثر عدالة وأمانا".نهج جديدوأشاد رجل الأعمال اللبناني علي الفرحان بالمناسبة التي تقام تزامنا مع المناسبات الوطنية بالكويت، وقال: "إن ذكرى استشهاد رفيق الحريري تعني كل اللبنانيين، فعندما انخرط الحريري في الحياة السياسية اللبنانية عرفناه أكثر، وأصبح شخصا مهما في حياة لبنان، في عهده وبرؤية وجهد خاصيين منه نهج لبنان نهجا جديدا في إدارة الدولة".واسترسل الفرحان: "رغم الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان وحروب إسرائيل المتكررة كان لبنان ورشة إعمار، فشهدنا فترات من الاستقرار والازدهار والسلام، رغما عن إسرائيل. وفي 14 فبراير 2005 نالت يد الغدر الآثمة من الحريري، فحلت الفاجعة في كل بيت لبناني وخرج لبنان في وداعه الأخير في حشد غير مسبوق".وأضاف: "وما أشبه اليوم بالبارحة، فاليوم لبنان بحاجة الى قيادات شجاعة وجريئة لانتشاله من حالة الركود والشغور والتردي، وعلينا نحن اللبنانيين أن نتوكل على الله، ثم على أنفسنا، ونخرج من الحفر التي وضعنا أنفسنا فيها الى رحاب التلاقي على حلول جامعة، فما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، والعيش الواحد قدرنا فلنعشه بسلام وتفاهم واحترام لنحقق معا لبنان الرسالة والحداثة والإنماء".دوامة اللاستقرارثم ألقى جوزيف اسطفان كلمة قال فيها: "11 سنة مرت على اغتيال الرئيس الحريري، ومازلنا نعيش في دوامة اللاستقرار، نفتش تائهين في خضم هذا الصراع العنيف الذي يلف المنطقة عن مخرج لتحييد لبنان".وقال اسطفان: "لقد ثبت حتى الآن أن لدى الشعب اللبناني من المناعة ما يكفي للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضده، رغم الاختلافات السياسية والعقائدية بين أحزابه، وانه لن ينزلق الى أي مستنقع أمني أو اقتصادي، لأن الغرق في أي منها يعني السقوط المدوي في الهاوية".وتابع: "وما المحادثات والحوارات والاتفاقات الثنائية بين الأطراف اللبنانية إلا دليل على ذلك، ما يدل على أن المسؤولين والشعب اللبناني مدرك لحجم الخطر المحدق بنا"، مضيفا: "لذا على كل فرد منا ابتداء من المواطن العادي الى المسؤول أن يشجع الحوارات الجارية، والعمل من أجل إيجاد بيئة حوارية حضارية نستطيع من خلالها الوصول الى القواسم المشتركة وما أكثرها".
أخبار الأولى
السفارة اللبنانية أبَّنت رفيق الحريري في ذكرى اغتياله الـ 11
16-02-2016