عادل أدهم برنس السينما المصرية (3-7)

نشر في 29-02-2016 | 00:00
آخر تحديث 29-02-2016 | 00:00
خطوات على طريق الخلود
عاد عادل أدهم إلى أضواء السينما بعد غياب استمر نحو 18 عاما، فبعد تجربة صغيرة في فيلم «ليلى بنت الفقراء» 1946، عاد ليشارك في فيلم «هل أنا مجنونة» 1964، لذلك كان الارتباك سيد الموقف، الفتى الذي وقف أمام الكاميرا يوماً صار شابا ناضجا، كان يعلم أن هذه التجربة هي الأخيرة، ليس هناك ما بعدها، إما النجاح العريض أو الفشل الذريع، ونسيان حلم التمثيل إلى الأبد، وإما أن يستعيد حلم طفولته أو ينساه بلا رجعة، كان يوماً فاصلاً في حياته، لذلك لم ينم ليلته من القلق، وظل يراجع دوره مراراً وتكراراً.

مع أول خيوط النهار خرج «أدهم» في طريقه للأستديو فوصله مبكراً وكان أول فنان يصل البلاتوه، ولم يجد إلا العاملين الفنيين، ليصل بعده بدقائق قليلة المخرج أحمد ضياء الدين الذي عرف طريق غرفته، ليبدأ في الاستعداد لأداء الدور، أعاد ترديد ما سيقوله أمام الكاميرا، وعندما وصل الفنان كمال الشناوي وبدأ المخرج يجري البروفة الأولى أجاد عادل دوره ليقرر المخرج أن يكتفي بالبروفة ويبدأ التصوير وبالفعل دارت الكاميرا.

من شدة التوتر أصيب أدهم بـ»لخمة»، جعلته يتلعثم في الحديث أكثر من مرة، وفي كل مرة يضطر المخرج إلى إيقاف التصوير بسبب كلمة تلعثم عادل فيها، لينفعل عليه قائلا: «مينفعش كده يا أستاذ إحنا بنصور ودي فلوس ناس، الخام ده مش ببلاش ودي رابع مرة بنعيد فيها»، ثم صمت وواصل قائلا: «ما انت كنت كويس في البروفه ايه اللي حصل»، أحمر وجه عادل خجلاً ولم يعرف كيف يتصرف في هذا الموقف الذي أصابه بخجل شديد.

بمسؤولية النجم المخضرم، تحرك الفنان كمال الشناوي تجاه المخرج ليحدثه بصوت هامس: «معلش يا أستاذ شكله هيكون ممثل كويس، ممكن تقول إن إحنا بروفة علشان ما يخافش انت مش شفت أداءه المحترف في البروفة، جرب ودي هتبقى حاجة كويسة»، عاد كمال لموقعه أمام عادل ادهم ليستجيب المخرج أحمد ضياء الدين ويقول: «سنجري بروفة من دون تصوير، ويقدم عادل المشهد بحرفية عالية حظيت بتصفيق العاملين في الأستوديو فور أن نطق المخرج «ستوب»، ليقتنع عادل أدهم بعدها بأن البروفة لا تختلف كثيراً عن التصوير.

نسي عادل أدهم أوراقه التي تركها في السفارة الألمانية، حينما كان يفكر في السفر ومغادرة البلاد، وألقى بنفسه في دنيا السينما بكل جوارحه، بمجرد أن أنهى تصوير مشاهده في الفيلم، كان المخرج أحمد ضياء يحصل على توقيعه لفيلم «فتاة شاذة»، مع شويكار ورشدي أباظة، وكان تلك شهادة باقتناع المخرج بموهبة أدهم، فهو لم ينتظر عرض فيلم «هل أنا مجنونة»، ومعرفة مدى تقبل الجمهور والنقاد لأداء عادل أدهم، اقتنع أحمد ضياء بموهبة أدهم منذ البداية وقرر دعمه حتى النهاية.

استقرار

انتقل عادل أدهم من الإقامة في اللوكندات إلى شقة صديقه علي رضا الذي كان يعيش بمفرده، أيقن عادل أن السينما مدرسة وهو لايزال في صفوفها الأولى، فكان حريصاً على التعلم ممن سبقوه، لم يكن يخجل من مشاهدة زملائه أمام الكاميرا وكيفية تعاملهم معها في المواقف الصعبة، يستمع إلى ملاحظات العمال وينفذ تعليمات المخرج كما هي، يناقشه في تطوير أدائه ويحاول أن يخرج أفضل ما لديه أمام الكاميرا.

رغم قلة العائد المادي من الأفلام التي وقع أدهم على الاشتراك بها مقارنة بعائد عمله في البورصة، فإنه وجد في السينما تحقيق حلمه القديم الذي راوده، وكم كانت سعادته بإحساس الانتصار الذي انتابه وهو يحقق النجاح تلو النجاح، ليهزم مقولة أنور وجدي التي أكد فيها أنه لا يصلح للتمثيل إلا أمام المرآة، فقرر التركيز في الفن، ليبدأ مسيرة مليئة بالأعمال الفنية لم تخل من الأشواك.

كانت جلسات السمر بينه وبين صديقه علي رضا لا تنقطع، فلم يكن شريكاً له في المنزل فحسب ولكنه كان أيضاً شريكاً في قراراته المهمة، ودائماً ما كان يحرص على الاستماع لرأيه ويثق فيه، لذا كان يتشاور معه بشأن مستقبله باستمرار خصوصا أن بداية عمله بالسينما لم تجعله نجماً يتهافت عليه المخرجون.

عادل: إمبارح قابلت حد كان شغال معايا في بورصة القطن دلوقتي حاله اتغير خالص واشتغل في تجارة الملابس تخيل لو كنت لسه شغال معاه.

علي: يا عم انسى البورصة بقى.    

عادل: انساها، مش ممكن دي جزء مهم في حياتي، تعرف هي اللي عرفتني على الناس والدنيا صح، خلتني شوفت حاجات مش ممكن أنساها أبدا.

علي: بس التمثيل أحلى.

عادل: طبعاً، ده الحب الوحيد الحقيقي في حياتي لحد دلوقتي.

علي: ما تخليش السينما تنسيك نفسك يا عادل، حب السينما بس لازم تكون لك حياتك، تحب وتتجوز (يضحك)، والمرة دي بقى تخليك في المصري.

عادل: الحب مش كده يا علي، لازم تحب اللي قدامك بجد علشان تقدر تعيش معاها، وبنات اليومين دول عاوزين يتجوزوا وخلاص، وأنت عارف أنا مش كده، وعموما يا سيدي ربنا يسهل ادعي لي انت بس.

صدق الأداء

أدرك عادل ادهم أن فرصة التمثيل جاءت له متأخرة وأن عليه استغلالها، وبذل مجهودا مضاعفا لكي يحفر لنفسه مساحة وسط عمالقة السينما المصرية، فلم يفكر إلا بالتنقل بين البلاتوهات واللقاءات الفنية لدرجة أنه نسي حياته الشخصية، ولم يعد يفكر إلا في إثبات ذاته وكيفية تنمية مهاراته الفنية.

«الممثل هو صدق الأداء» هذه العبارة التي قالها المخرج أحمد ضياء الدين يرى عادل أدهم أنها كانت سبباً في نجاحه فنياً، فهو يدين بالفضل للمخرج الراحل في منحه فرصة الظهور بفيلمين سينمائيين دفعة واحدة في بدايته، بالإضافة إلى الدرس الأهم الذي أكد في تصريحاته المختلفة أنه سبب نجاحه الفني.

لعبت الفترة التي قضاها برنس السينما المصرية في بورصة القطن دوراً كبيراً في مساعدته على تحضير شخصياته السينمائية، فكان دائماً ما يستوحي منها الشخصيات التي يقدمها من خلال النماذج التي قابلها، فكان عالم «البورصة» المنجم الذي حفر منه صدق شخصياته السينمائية، خصوصا أنه منحه فرصة العمل مع عدد كبير من الشخصيات المتباينة على مستوى الطباع والطبقات أيضا، فكانت المشاهد التي رأها لضابط الشرطة خلال تفتيشه على البضائع، والتاجر عندما يخسر أمواله في حريق، أو ببضاعة أتلفها البحر قبل وصولها بمنزلة شريط سينمائي يمر في رأسه بأي دور يقدمه يقتبس منه ما يناسب الشخصية ليضفي عليها واقعية تجعل المشاهد يصدقه ويقترب منه بشدة.

حكى عادل أدهم عن كيفية تحضيره للشخصية السينمائية قائلا: «في الأيام الثلاثة الأولى أبحث عن الشخصية داخلي، ولهذا أعاني من الاضطراب فأبتعد عن الجميع حتى يسكنني الدور، وأشعر أنني ملكت زمام الشخصية التي أؤديها في الفيلم، وفور انتهائي منه أسارع بالتخلص من سيطرة هذه الشخصية عليّ، وأعود لطبيعتي الهادئة فأقصر شعري إن كان طويلاً، وأتخلى عن ملابسات الشخصية في الشكل والملبس وطريقة الأداء».

أيقن أدهم أن السينما هي هدفه الوحيد، فلم يجد بريقاً في أي فن آخر من فنون الإلقاء، فالمسرح لم يقدم عليه إلا تجربة واحدة هي مسرحية «وداد»، والتليفزيون لم يقدم له إلا مسلسلاً وحيداً، هو «جريمة الموسم» عام 1966 مع المخرج نور الدمرداش، بينما لم يقتحم مجال الإذاعة مطلقاً، وهو ما جعله يقول في حوار قبل رحيله بأسابيع: «سرقت السينما عمري كله، أحبتني فاحببتها، أخذتني من المسرح وانتزعتني من التليفزيون ولم أتصور نفسي ممثلاً في الإذاعة».

في الإذاعة لم يشعر عادل أدهم أنه ممثل أمام الميكرفون، فمن الوهلة الأولى لم يشعر أنه داخل بلاتوه، وجد نفسه يتحدث لقطعة حديد، لا ينعكس عليها أي رد فعل، شعر بالضيق من ثبات موقعه وعدم قدرته على الحركة خلال التسجيل، وشعر أن الجمهور لن يصدقه إذا سجل أي عمل للإذاعة، فإحساس الشخصية غائب عنه، أما تجربته في التليفزيون فلم يجدها مريحة له، لا يعرف أين ينظر من كثرة الكاميرات، وفي كل مشهد يشعر أن الكاميرا لا تبادله نفس شعور الاهتمام، لذا قرر العزوف عن أية تجارب تليفزيونية أخرى، وكان دافعه الوحيد لاستكمال المسلسل ارتباطه مع المخرج نور الدمرداش.

تميز ادهم بانضباطه في مواعيده ومعرفته حدود الممثل جيداً، فكان دائما ما يصل بلاتوهات التصوير قبل موعده، ويدخل غرفته ليرتدي ملابسه ويقرأ مشاهده، لا يسأل فيما لا يعنيه، صبوراً على أخطاء غيره، قليل الخطأ والتلعثم أمام الكاميرا، لم يدخل في أزمات ومشاكل خلال التصوير ويسأل المخرج والمؤلف حال رغبته في إضافة أية جزئية على السيناريو، وهو ما منحه سمعة جيدة في الوسط الفني جعلت المخرجين والمنتجين يتعاملون معه دون حذر أو خوف.

بدأ عادل في البحث عن سكن خاص به، فنصحه صديقه بالتقدم لمحافظة القاهرة للحصول على شقة، وهو ما قام به حيث حصل على شقة بالدور الأرضي في فيلا صغيرة بحي الزمالك، وانتقل من شقة صديقه للإقامة بها وانتظم في سداد إيجارها على مدار 3 سنوات، وخلال الفترة من 1964 حتى 1967، نجح عادل ادهم في تقديم 14 فيلما تقريباً كانت عربون التعارف بينه وبين الجمهور، تنقل خلالها بين عدة أدوار مستفيداً من القبول الجماهيري الذي حققه والانتعاشة التي عاشتها السينما في تلك الفترة.

فقدم في فيلم «الجاسوس» شخصية ماركو الجاسوس الداهية، وهو الفيلم الذي جمعه مع نيازي مصطفى، بينما قدم دور الدنجوان في «النظارة السوداء» مع المخرج حسام الدين مصطفى، وشخصية اللص في «العنب المر» مع المخرج فاروق عجرمة، بينما جسد شخصية قيصر روما بفضل ملامحه الأوروبية في فيلم «فارس بني حمدان»، ووزير الداخلية الذي يشعر بالقلق من كل المحيطين به في «جناب السفير» مع رشدي أباظة وسعاد حسني، وضابط الإنتربول في «أخطر رجل في العالم».

مرحلة جديدة

المؤكد أن عادل أدهم تمكن خلال تلك الفترة من تجاوز حاجز الشاب وسيم الملامح صاحب الشعر «المسبسب» والجمجمة المستديرة، ليس فقط لتقدمه في العمر وتجاوزه حاجز 35 عاماً، ولكن لقدرته على توظيف ملامح وجهه ورشاقته التي ظل محتفظاً بها جيداً أمام الكاميرا، ما ساعده أيضا على اقتحام السينما الإيطالية التي قدم فيها 7 أفلام بدأها عام 1967 قبل النكسة بأشهر، واستمر خلالها بالتنقل بين السينما الإيطالية والمصرية واللبنانية نتيجة الانتقال السينمائي لبيروت بعد الحرب.

قدم عادل مجموعة من الأدوار الكوميدية في عدة أعمال بدأها بفيلم «المدير الفني» مع فريد شوقي وشويكار، وقدم 3 أفلام سينمائية مع المخرج نيازي مصطفى، رسخ من خلالها شخصية كوميدية خاصة به أبرزها «أخطر رجل في العالم»، الذي قدم خلاله شخصية ضابط الإنتربول، وهو الدور الذي أعاد تقديمه لاحقاً في عدة أعمال بأسلوب مختلف تميز فيه، لكنه لم يصبح سجين الدور على الرغم من إشادة المخرجين به في تأدية هذه النوعية من الأدوار.

حظي ادهم بانتشار كبير لدى المخرجين والمؤلفين وبدأت تنهال عليه العروض السينمائية، لكنها ظلت في أدوار بعيدة عن البطولة التي اقتصرت على الكوميديا والشاب الذي يمكن تقديم شخصية الدنجوان، وكانت علاقة البرنس بمدير شركة فوكس العالمية بالقاهرة فتحي إبراهيم جيدة والتقاه في أكثر من سهرة فنية جمعته مع زملائه بالوسط الفني، وطلب منه الحديث جانباً.

* فتحي: أنا عندي ليك فرصة كويسة قوي في السينما الإيطالية

- عادل: بس أنا لسه متعرفتش في مصر كويس، وكمان مش بأفكر في السفر دلوقتي.

* فتحي: السينما الإيطالية هتخلي الناس تشوفك في أوروبا أكثر، خصوصا أن الإنتاج المشترك هناك بدأ يدي فرصة كويسة لفنانين عرب، زي ما حصل مع عمر الشريف.

- عادل: لكن أنا...  

* قاطعه فتحي: فكّر كويس قبل ما تقولي ردك، في دور حلو قوي، ومناسب ليك في فيلم إيطالي، وفي فيلم تاني هيكون إنتاج مصري- إيطالي مشترك، لكن دورك في الفيلم الإيطالي هيكون أحسن وأكبر.

- عادل: طيب مين المخرج في الفيلم المشترك.

* فتحي: هيكون نيازي مصطفي من مصر، ولسه الاتفاقات مع باقي فريق العمل، لكن المهمة بالنسبة لي أنك توافق على الإقامة في إيطاليا سنتين أو ثلاث وأكيد هتبقى نجم كبير هناك، الشركة متحمسة ليك جداً، خصوصا لما عرفوا أنك بتتكلم لغات ودي حاجة مش سهلة انك تلاقيها في أي ممثل مصري دلوقتي.

- عادل: مش عارف والله بس الغربة بالنسبة لي صعبة، أنا مرتبط بمصر قوي ولما نزلت من إسكندرية حسيت أن ده أخري، في الغربة بس خلينا على تواصل.

لم يتحمس عادل للاشتراك في أفلام من إنتاج إيطالي خالص بممثلين ومنتجين لا يعرفهم، خصوصا أنه حقق بعض الوجود الجيد في السينما المصرية، لكنه وجود مرحلي فهو تجاوز مرحلة الانتشار، وسيكون عليه تقديم المزيد من الأعمال، ويشعر أن لديه الكثير الذي يقدمه لذا فضل الاعتذار، منتظراً فيلما يحمل إنتاجا مصريا- إيطاليا مشتركا، فالسينما المصرية بحسب «البرنس» هي عشقه الدائم الذي ظل متمسكا به حتى رحيله.

كانت بداية عادل مع السينما الإيطالية من خلال المشاركة في الفيلم المصري- الإيطالي المشترك «كيف سرقنا القنبلة»، مع يوسف وهبي والمخرج نيازي مصطفى من مصر، ومن إيطاليا المخرج لوشيوفوكلي والممثلين جولي مينارد وفرانكو فرنشي، فيما تلقى عادل عدة عروض بأعمال أخرى ناطقة بالإيطالية، وفي شخصيات غير عربية بفضل ملامحه التي تبدو أوروبية، وإتقانه للغة إلا أنه لم يكن يفكر في البقاء طويلاً في الخارج مما دفعه للعودة سريعاً.

ومن روما إلى بيروت انتقل عادل أدهم ليصور 4 أفلام مصرية صورت بالخارج بدأها مع المخرج حسام الدين مصطفى بفيلم «نساء شائعات»، حيث جسد شخصية المليونير العجوز الذي يتزوج فتاة صغيرة ويشك في سلوكها فيقوم بقتلها، ليكتشف أنها ماتت عذراء، ليقدم بعدها أفلام «سارق الملايين»، «الزائرة»، و«أفراح»، ليطير بعدها لتركيا حيث صور فيلمي «لصوص على موعد» الذي جسد خلاله شخصية لص، وفيلم «مهمة سرية في الشرق الأوسط»، حيث جسد خلاله شخصية ضابط بالإنتربول مع المخرج ظافر أوغلو، قبل أن يعود إلى مصر نهاية عام 1969 ليبدأ مرحلة جديدة في مسيرته السينمائية.

سر... «البرنس»

لم يكن لقب البرنس الذي أطلقه عدد من أصدقاء عادل أدهم عليه في الصغر سوى تجسيد لأناقته واهتمامه بنفسه، وهو اللقب الذي صاحبه في السينما أيضاً لكن عن طريق دوره في تجربته المسرحية الوحيد «وداد» التي شارك فيها مع الفنانة هدى سلطان.

خلال تصوير عادل لدوره في فيلم «فتاة شاذة» شاهده المخرج حسن عبدالسلام، ووجد فيه الشخص المناسب لشخصية البرنس يوسف كمال، وهو بطل المسرحية الذي كان يبحث عنه، وجاءت تفاصيل الدور مناسبة لملامح أدهم، فهو شخص من العائلة الملكية (أسرة محمد علي)، يقع في غرام الراقصة وداد ويدخل معها في قصة حب مشتعلة.

كان لقب البرنس هو الأكثر تكراراً خلال العرض المسرحي، وهو ما جعل الكتاب والنقاد يكتبون عن البرنس الشاب الذي نجح في جذب أنظار الجمهور له من المرة الأولى على المسرح، فالتصق به اللقب حتى وفاته، فكان الراحل مهتماً بأناقته ولا يخرج من منزله إلا مهندما، تفوح منه رائحة العطر، ما يجعل الكثير من النساء تلتفتن حوله، خصوصا أنه لم يكن متزوجا.

حققت المسرحية نجاحا كبيرا وشاهدها الفنان العالمي «ايلياكازان» وسمع عن بطل العرض، وطلب من صديقه المنتج تاكفور انطونيان أن ينقل لعادل ادهم رغبته في لقائه بعدما شاهده على المسرح في إحدى الليالي، لكن المفاجأة أن ادهم لم يرهبه اسم الفنان العالمي، ورد على انطونيان الذي زاره وعلامات السعادة والفرح على وجهه قائلا: «إذا كان كازان يريد مقابلتي فليأت ليقابلني هنا في المسرح حيث أقدم فني، أما أنا فلن أذهب لأحد»، وهو الرد الذي جعل الفنان العالمي يغادر القاهرة دون لقاء «البرنس».

back to top