تمكنت هيلاري كلينتون من الفوز بالانتخابات الحزبية الديمقراطية في ولاية نيفادا، في حين حقق دونالد ترامب انتصاراً جديداً في ولاية ساوث كارولينا، إلا أن حلول ماركو روبيو في المرتبة الثانية خلفه، مع انسحاب المرشح جيب بوش، أعاد خلط أوراق المؤسسة الحزبية الجمهورية.

Ad

قلبت الانتخابات التمهيدية في كل من ولايتي نيفادا وساوث كارولاينا مقاييس المعركة التي يخوضها مرشحو الحزبان الديمقراطي والجمهوري في السباق إلى البيت الأبيض في نوفمبر المقبل.

فوز هيلاري كلينتون في ولاية نيفادا بـ52.6 في المئة على منافسها بيرني ساندرز، الذي حصل على 47.4 في المئة، كان فوزاً عزيزاً ومطلوباً بالنسبة إلى حظوظ حملتها للاستمرار.

فساندرز أثبت أنه يقود حملة ناجحة جداً، وتلقى صدى واسعاً لدى الجمهور الديمقراطي.

استطلاعات الرأي وتحليلات النتائج أظهرت، في المقابل، أن كلينتون تمكنت من إحداث تغيير جذري وتعديل في لغتها والجمهور الذي تستهدفه.

فقد نجحت في استقطاب شريحة أكبر من النساء في تلك الولاية، وعززت حضورها لدى الجالية اللاتينية، التي تمثل شريحة واسعة في نيفادا، في حين حافظت على تقدمها في أوساط كبار السن.

غالبية التعليقات، التي رافقت إعلان نتائج نيفادا، أجمعت على أن نجاح كلينتون في الحفاظ على تقدمها كما هو متوقع في ولاية ساوث كارولاينا حيث تتمتع بقاعدة صلبة في أوساط السود الذين يشكلون غالبية كبيرة السبت المقبل، سيجعل من مهمة ساندرز أكثر صعوبة في كسب "الثلاثاء الكبير" في الثامن من مارس المقبل حيث ستنتخب 11 ولاية معاً.

هذا ما ظهر واضحاً في خطابها وساندرز بعد إعلان النتائج، إذ حافظت على نبرتها المتحفظة، مشددة في الوقت ذاته، على أن الحملة الانتخابية التي تخوضها لا تقوم على قضية واحدة.

في حين، ابتعد ساندرز عن خطاب التحدي، مشدداً في الوقت ذاته على أنه يخوض حملته في مواجهة المال الانتخابي وسلطة وول ستريت.

لكن ما جرى في انتخابات ساوث كارولاينا على الجهة الجمهورية، شكل حداً فاصلاً، سواء في استمرارية بعض المرشحين أو في احتمالات إعادة التموضع الذي تسارعت وتيرته لدى الجمهوريين.

دونالد ترامب الذي فاز بـ 32.5 في المئة لم يحلق كثيراً كما كانت تشير استطلاعات الرأي.

لكن إعادة التموضع بدأت باكراً مع انسحاب جيب بوش من السباق بعدما حل في المرتبة الرابعة بـ 7.9 في المئة، ليفسح المجال أمام المؤسسة الحزبية لاعادة حشد أصوات القاعدة وراء مرشحها الوسطي ماركو روبيو الذي حل ثانياً بـ 22.5 في المئة.

وعلى رغم عدم إعلان جون كاسيش الانسحاب من السباق بعد حلوله خامسا بـ 7.6 في المئة، اعتبر غالبية المحللين أن انسحابه، من عدمه، لن يغير في نتائج التصويت المقبلة ، حيث يتوقع أن تحسم القاعدة الحزبية الوسطية أمرها وراء المرشح الأوفر حظاً في الفوز ببطاقة الحزب لخوض المنافسة مع الفائز من الديمقراطيين.

محللو الحزب الجمهوري اعتبروا، في السياق ذاته، أن انسحاب الجراح بن كارسون من عدمه لن يغير هو الآخر في نتائج التصويت، لكن استمراره في المعركة، كما صرح فور إعلان نتائج ساوث كارولاينا سيؤثر سلباً على تيد كروز المرشح المحافظ والأكثر تشدداً، الذي حل ثالثاً بـ 22.3 في المئة.

روبيو، الذي أعلن أن المعركة باتت من الآن فصاعدا ثلاثية بينه وبين ترامب وكروز ، لم يجانب الصواب، فيما ادعاء كروز أنه كسر محاولات العزل والانتقاد وتمثيله للصوت المحافظ ليس صحيحا ، بدليل تحليلات التصويت التي اظهرت أنه لم ينل إلا على 5 و 8 و 11 في المئة من أصوات الإنجيليين في ولايات أيوا ونيوهامشير وساوث كارولينا ، بعدما توزعت أصواتهم على ترامب وروبيو وبوش وكارسون.

ترامب بدوره، لم يكن غافلاً عن تلك التحليلات والتوقعات وخاطب جمهوره بعد إعلان فوزه في ساوث كارولينا قائلا، إن توزع الأصوات بعد انسحاب بوش ليس أمراً محسوماً أنه سيصب في مصلحة مرشح "الاستابلشمنت".

وحضّ جمهوره على رفض تلك التوقعات مجدداً التحريض على المهاجرين والمكسيك وعلى الصين واليابان، وإعادة جلب المستثمرين الأميركيين إلى أميركا إلى غيرها من خطاباته التحريضية .

ساوث كارولاينا إذاً لم تكذب غالبية التوقعات، وها هي تفتح الطريق أمام معركة باتت أكثر وضوحاً بالنسبة إلى الجمهوريين، فيما يستعد الديمقراطيون لاختبار اصواتهم فيها الأسبوع المقبل، ما قد يرسم لوحة شبه مكتملة عن هوية المُتَنَافسَين في نوفمبر المقبل .

5 أرقام عن فوز كلينتون

فازت هيلاري كلينتون في انتخابات المجالس الناخبة في ولاية نيفادا، أمس الأول، بسبب دعم النساء، والأميركيين من أصل إفريقي، والكبار في السن.

57% من النساء

صوت 57 في المئة من النساء الديمقراطيات الناخبات في ولاية نيفادا لهيلاري كلينتون. ولعب الفارق في عدد الذكور والإناث دوراً كبيراً في الولاية، حيث خسرت هيلاري 16 نقطة في نسب التأييد، ضمن النساء الذين شكلوا 56 نقطة من ناخبي المجالس، في حين خسر ساندرز 9 نقاط بين الناخبين الذكور.

76% من ذوي الأصول الإفريقية

وحصلت هيلاري على 76 في المئة من أصوات الناخبين الديمقراطيين ذوي الأصول الإفريقية في مقابل 14 في المئة عام 2008، الأمر الذي يظهر تغيراً في خطابها لهذه الفئة خلال السنوات الأخيرة.

53% من المتحدثين بالإسبانية

وحصل ساندرز على 53 في المئة من أصوات ذوي الأصول الإسبانية، الذين بلغ عددهم في الاستطلاع نحو 200 ناخب في المجالس الناخبة.

74% من الأكبر سناً

كما صوت 74 في المئة من الناخبين الديمقراطيين الأكبر سناً من 65 عاما في مقابل حصول ساندرز على 83 في المئة من أصوات الشباب تحت الـ30 عاماً.

58% من الحزبيين

وعلى غرار أيوا ونيوهمشاير، فضل الناخبون الحزبيون كلينتون على ساندرز في نيفادا، حيث اختار 58 في المئة من أعضاء الحزب الديمقراطي كلينتون في أربعة تجمعات من أصل خمسة، أما بين المستقلين فقد حصل ساندرز على 71 في المئة من الأصوات.

وأجرى هذا الاستطلاع مركز اديسون للابحاث بتفويض من شبكات "اي بي سي"، و"سي بي سي"، "سي ان ان"، "فوكس نيوز"، و"ام بي سي"، و"الاسوشايتد برس"، حيث تم استطلاع آراء 1024 ناخبا.