رفعوا رايتنا

نشر في 24-02-2016
آخر تحديث 24-02-2016 | 00:00
 علي محمود خاجه تمكن طلبتنا بالمملكة المتحدة الذين اختاروا «الراية» اسما لقائمتهم بجهدهم ووعيهم وتنوعهم وحبهم لهذا الوطن من تحقيق ما كان يقال عنه «مستحيل»، لأنهم ببساطة فهموا أنهم هم من يحدد المستحيل من الممكن، وأثبتوا رغم سطوة تيارات الظلام وعراقيلها ومحاولات الغش والتلاعب بأن الإرادة مع الإدارة الجيدة ستنتصر، فانتصروا.

كنت وما زلت أقول إن من أهم أسباب التردي في بلادي هو إتاحة الفرصة لتيارات الإسلام السياسي للهيمنة على مؤسسات الدولة برعاية حكومية على مدى 40 عاما تقريبا، فكل المؤسسات التي وضعت تلك التيارات موطئ قدم فيها تردت بها الحال، ولم يعد لصناع مجدها سوى البكاء على الأطلال.

تلك التيارات لا تفكر إلا في توزيع صكوك الحلال والحرام وفق ما يناسبها طبعا، فكانوا يحرمون الستلايت مثلا قبل أن يفتتحوا قنواتهم التلفزيونية، وما إن استحوذوا على بعض القنوات حتى أصبحوا لا يتوقفون عن الظهور عبر القنوات الفضائية التي لا تشاهد إلا عبر الستلايت المحرّم من قبلهم سابقا، وكانوا يحاربون مشاركة المرأة بالانتخابات واليوم يستجدون الأصوات من المرأة نفسها، والقائمة تطول في وصف نفاقهم وتكييف الأمور حسبما يشتهون، وهو أحد مسببات وصولنا إلى ما نحن عليه اليوم.

المؤسسة التعليمية بشقيها الإداري والطلابي تعتبر من أبرز أماكن هيمنة تيارات الإسلام السياسي في الكويت، وقد تمكنت تلك التيارات من تحويل المؤسسة التعليمية إلى واحدة من أسوأ قطاعات الدولة، سواء على الصعيد التعليمي وضعف المناهج وسطحيتها، أو على المستوى الطلابي ووأد مختلف عناصر الإبداع الطلابي الذي كانت تزخر به الكويت قبل احتلالهم لتلك المؤسسة، فكانت جامعة الكويت مثلا مفعمة بالحياة وبالأنشطة الطلابية من مسرح وموسيقى وثقافة ورياضة وأدب، فتمكنوا من تحويلها إلى صحراء قاحلة لا تعرف من التنوع شيئا، وتقتصر أنشطتها على أصبوحة شعرية لأحد أصدقائهم أحياناً والكثير من رحلات العمرة أو استضافة داعية إسلامي، ناهيكم عن التعصب القبلي والطائفي الذي ساهموا منذ أكثر من 35 عاماً في تشكيله وتأجيجه.

قبل أيام قليلة تمكنت مجموعة من طلبة الكويت في المملكة المتحدة من كسر هيمنة تيار الإسلام السياسي المسيطر على اتحاد الطلبة هناك لمدة 30 عاماً، هؤلاء الطلبة و"الراية" التي اختاروها اسما لقائمتهم استطاعوا بجهدهم ووعيهم وتنوعهم وحبهم لهذا الوطن تحقيق ما كان يقال عنه مستحيل، لأنهم ببساطة فهموا أنهم هم من يحدد المستحيل من الممكن، وأثبتوا رغم سطوة تيارات الظلام وعراقيلها ومحاولات الغش والتلاعب بأن الإرادة مع الإدارة الجيدة ستنتصر، فانتصروا.

فإلى أعضاء قائمة الراية الكرام أكتب، أنتم فرحتي بعيد الوطن هذا العام، بل أنتم عيد الوطن بالنسبة إلي في هذا العام، شكراً على جهودكم شكراً على تنوعكم شكراً على إيمانكم بقدراتكم، وشكراً على الأمل الذي رسمتموه، واصلوا جهودكم وأبعدوا كل فتنة وظلام عن دروبكم، واحرصوا على تنوعكم وستتميزون وتستمرون لأعوام طويلة إن شاء الله.

خارج نطاق التغطية:

"فلاي دبي" ترفع عدد رحلاتها من الكويت إلى دبي في فترة أعياد الكويت الوطنية، الناس تبحث عن الفرح بأعيادها الوطنية في الخارج، لأن الداخل كئيب.

back to top